طلال سلامة من روما: هزت قضية أمينة شيخ سعيد جميع وسائل الإعلام الإيطالية قبل اقتحام أبواب حكومة روما. تبلغ هذه المرأة الإيطالية-الصومالية من العمر 51 عاماً، ولدى وصولها الى مطار quot;تشامبينوquot; بروما(ثاني أكبر مطار هنا ويستخدم كذلك لأغراض عسكرية) قام رجال الشرطة، نتيجة اشتباههم بتورطها في قضايا تهريب المخدرات من والى ايطاليا، بإذلالها ومعاملتها على نحو غير إنساني والتهجم عليها كلامياً. كما اضطرت هذه السيدة(وفق ادعاءاتها) الى البقاء quot;عاريةquot; في المطار لساعات طويلة أمام أنظار المسافرين! في خطوة هجومية فاجأت الجميع، أعلن quot;روبرتو مارونيquot; عن أن وزارة الداخلية(الذي يرأسها حالياً) ستقف الى جانب الادعاء العام في هذه القضية التي تلقي ظلالها حول سؤ معاملة شرطة الحدود لجوازات السفر الصادرة عن بعض البلدان. يذكر أن سؤ المعاملة والتهجم الكلامي طالا، في فترة من الفترات السابقة هنا، كذلك الخليجيين.

يبرر ماروني موقفه بأن ما أدلت به السيدة الصومالية أمام وسائل الإعلام ليس إلا فبركة صناعية لأحداث وهمية. بالفعل، يشير ماروني الى أن إجراءات الشرطة لم تكن عنصرية. إذ ان عناصرها قاموا بتطبيق القوانين على كل من تحوم الشبهات حوله. والتفتيش معروف بأنه إجراءات معيارية يتم تنفيذها في جميع المطارات الدولية، بما فيها quot;تشامبينوquot;. علاوة على ذلك، يؤمن ماروني بأن السيدة الصومالية غيرت مجرى الأحداث لمصالحها الشخصية(ربما تسعى الى الشهرة الإعلامية!) وهاهو يقرر رفع شكوى عليها يواكبها طلب من وزير الداخلية شخصياً يتعلق بدفع الأضرار المعنوية التي طالت الشرطة، التي تشرف وزارة الداخلية على تنسيق كافة أنشطتها. هكذا، سيلعب ماروني دور المدعي العام في جلسة المحكمة التي سيقرر موعدها لاحقاً. فإلصاق تهمة التصرفات العنصرية بجهاز الشرطة من شأن إغراق واجهتها وسمعتها في الوحل.

يذهب ماروني الى حد أبعد متهماً وسائل الإعلام بالاعتماد في تقاريرها على جهة واحدة فقط(السيدة الإيطالية من أصل صومالي) دون معرفة ما فعلته شرطة المطار، أثناء التفتيش. بالفعل، لا تتأخر وسائل الإعلام المحلية عن quot;تضخيمquot; الأحداث وربما يقع الحق، هذه المرة، مع ماروني الذي من واجبه الدفاع عن أجهزة الشرطة لا سيما أمام مشتبهة بتهريب المخدرات.


الداخلية الإيطالية: البلاد تشهد حرباً بين الدولة والمافيا

على صعيد متصل قال وكيل وزارة الداخلية الإيطالية ألفريدو مانتوفانو ان quot;ايطاليا تشهد حرباً واسعة النطاق بين الدولة والقطاعات الخيرة من جهة وبين التنظيمات المافيوية من جهة اخرىquot;وأضاف quot;لكن المشاكل تتفاقم بصورة أكبر في محافظة كازيرتا (كامبانيا) حيث لا يتعاون الموطنونquot; حسب تعبيره .

وأوضح مانتوفانو في مداخلة له أمام ندوة حول مكافحة شبكات الإجرام المنظم عقدت في باليرمو اليوم quot;حينما تتم تصفية شخص عند الحادية عشرة صباحاً في قلب البلدة وهو جالس يلعب الورق ثم يزعم الجميع أنهم لم يروا شيئاً فهذا ينطوي على خطورة كبيرةquot; على حد قوله .

ولفت المسؤول الامني الإيطالي إلى أن quot;إرسال تعزيزات بلغت أربعمائة عنصر وافتتاح نقطة للشرطة ليست التدابير الكافية وحدها لردع الجريمة المنظمةquot; وأضاف quot;بدون مساعدة الأهالي فسوف نواجه مصاعب كأداءquot; على حد قوله .

كان وزير الداخلية روبرتو ماروني اعلن نهاية الشهر الماضي ان مافيا مقاطعة كامبانيا المعروفة باسم quot;كاموراquot; قد quot;اعلنت الحرب على الدولة ونحن سنرد عليها بحزمquot; وأن quot;ليس من ضرب المصادفة أن تعزو النيابة العامة في نابولي جرم المجزرة بهدف الارهاب للمتهم بواقعة كاستلفولتورنو الأخيرة لان ما حصل كان عملاً إرهابياً بامتيازquot; في إشارة إلى تصفية عدد من الأفارقة المقيمين في البلدة على يد رجال من كامورا في إطار الصراع على تجارة وترويج المخدرات .

وفجر الثلاثاء الماضي، نفذت قوى الأمن عمليتين لمكافحة المافيا في مقاطعة كامبانيا (وعاصمتها نابولي) ضد تنظيم quot; كامورا quot;، فقد شاركت قوى تابعة لجهاز شرطة الدولة وحرس المالية في سلسلة من الاعتقالات والتوقيف طالت 102 شخصاً لاسيما عصبة سكيافوني المتنفذة في بلدة كازال ديل برينشيبي التي تعتبر الأكثر نشاطاً على المستوى الاجرامي في محافظة كازيرتا.

(آكي)