الخرطوم: قال متمردون اليوم الاحد إن ميليشيات مسلحة هاجمت مجموعة من المتمردين في كمين فى جنوب دارفور واندلعت معركة بين الجانبين خلفت ما لا يقل عن 11 قتيلا. وجاءت أنباء الحادث في وقت حساس بالنسبة للخرطوم التى تكثف جهودها الدبلوماسية لوقف تحرك المحكمة الجنائية الدولية نحو اتهام الرئيس السوداني عمر البشير بارتكاب جرائم حرب فى دارفور.

وقال قادة من فصيلين متمردين إن رجال الميليشيات الذين شنوا هجومهم مساء السبت كانوا ضمن مقاتلين احتشدوا حول بلدة المهاجرية وهي من المناطق التي تكرر فيها القتال في الماضي في اطار صراع دارفور. واتهم المتمردون حكومة السودان بدعم الميليشيات قائلين إن الخرطوم تريد quot;نشر الفوضىquot; في الاقليم. بيد أن مصادر من وكالات المعونة العاملة في المنطقة قالت إنه لم يكن واضحا من يدعم قوة الميليشيات.

وأكدت القوة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دافور المعروفة اختصارا باسم يوناميد والتى تعاني عجزا في عدد جنودها وقوع قتال بيد أنها قالت إنه لم يتضح لها من كانوا أطرافه. ويعاني اقليم دافور انهيارا للنظام والقانون حيث تفيد تقديرات خبراء دوليين بأن القتال أدى على مدى أكثر من خمس سنوات الى مقتل 200 الف شخص واجبار ما يزيد على 2.5 مليون على الفرار من ديارهم. وتقدر الخرطوم عدد القتلى بنحو عشرة الاف فقط.

وتحول القتال الذى بدأ عام 2003 في شكل انتفاضة لمتمردين أغلبهم من غير العرب الى صراع زادته تعقيدا مواجهات انخرطت فيها فصائل متنافسة من المتمردين وعصابات قطاع الطرق والقوات الحكومية ومسلحون قبليون. وقال زعيم جبهة المقاومة المتحدة بحر ادريس أبو جرده إن مقاتلين من متمردي جيش تحرير السودان وجبهة المقاومة المتحدة الاصغر حجما تعرضوا لهجوم أثناء مرورهم في أرض مكشوفة شرقي المهاجرية بعد ظهر السبت.

وأضاف لرويترز quot;فقدت واحدا من كبار القادة الميدانيين. وقتل عشرة من الجنجويدquot; مستخدما الاسم الذي يشيع استعماله في الاشارة الى الميليشيات التى تدعمها الحكومة في دارفور. وقال أبوجردة quot;الامر واضح للغاية. الحكومة تعيد تنظيم الجنجويد. وهم يحشدون قوات في المنطقة. يريدون خلق فوضى في دافور.quot; وقال إن القتال انتهى مع انسحاب المهاجمين عند غروب الشمس.

وأصدرت منظمة quot;ايجز تراستquot; العاملة فى مجال منع أعمال الابادة الجماعية الاسبوع الماضي بيانا حذرت فيه من ان بلدة المهاجرية عرضة لهجوم وشيك من مجموعة مؤلفة من 300 من افراد ميليشيا الجنجويد كانت تهاجم القرى المجاورة. بيد أن مصدرا باحدى هيئات الاغاثة قال quot;لا يمكننا القول بيقين في هذه اللحظة سوى إن هناك ميليشيا في المنطقة وان اشخاصا لاقوا حتفهم وان مباني أحرقت في القرى.quot; وقتل ما يزيد على 45 شخصا في هجوم على المهاجرية فى أكتوبر تشرين الاول العام الماضي. ونفت حكومة السودان الاتهامات بضلوعها فى الهجوم برغم أنباء أفادت بأن طائرة تابعة للقوات المسلحة قصفت البلدة.