الخرطوم: أطلق الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي اتهمه ممثل الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ابادة جماعية مبادرة يوم الخميس لاحلال السلام في دارفور.
ورفض المتمردون مبادرة الرئيس السوداني ووصفوها بأنها خدعة علاقات عامة وقاطعوا اطلاقها.
لكن البشير الذي كان يتحدث الى مندوبين من الجامعة العربية والاتحاد الافريقي ومصر وليبيا وقطر وعدد من الاحزاب السياسية السودانية قال ان المبادرة جادة.
وقال انه رغم المصاعب والعقبات فانه يعلن تصميمه على التوصل الى حل نهائي هذه المرة.
وقال البشير ان الحل سيستند الى مباديء من بينها انهاء العنف ودعم العودة التلقائية لمئات الاف النازحين الذين هربوا من منازلهم منذ اندلاع الصراع في دارفور في عام 2003 .
وقال مسؤولون حكوميون ان الاحزاب السودانية المختلفة التي هي جزء من المبادرة ستعد توصيات بشأن كيفية حل الصراع في الاسبوع القادم.
وقال متمردو دارفور ان البشير يحاول فقط تجنب اصدار امر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية من خلال اظهار انه يحاول حل الصراع.
وقال عبد الواحد محمد النور الذي يرأس فصيلا من حركة تحرير السودان quot;انهم يريدون فقط كسب الوقت.quot; وأضاف quot;هم يريدون اظهار ان هناك عملية سلام... لكن الحقيقة على الارض هي انهم يقتلون الناس.quot;
وتعهد البشير بمزيد من التعاون مع القوة المشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لتأمين مرور قوافل المساعدات بالاضافة الى انفاق ما يصل الى 350 مليون دولار على تطوير المنطقة حتى نهاية عام 2009 .
وتتزعم الجامعة العربية بالاشتراك مع الاتحاد الافريقي جهودا للتمهيد لجولة اخرى من محادثات السلام بين الحكومة السودانية وجماعات المتمردين وهذه المرة في قطر.
واشار جبريل باسول المبعوث المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي الى دارفور الى مقاطعة المتمردين لكنه قال ان جهود البشير اساسية لاحلال السلام.
وقال quot;أعتقد ان هذه المبادرة هي المبادرة الرئيسية لان السلام يحتاج الى التزام الحكومة وهذه المبادرة التزام جيد جدا.quot;
وكان البرتو فرنانديز القائم بالاعمال الامريكي في السودان أكثر تشككا.
وقال quot;اذا كانت هذه عملية حقيقية واذا كانت بداية تغيير حقيقي وتغير جوهري في الطريقة التي يتم بها التعامل مع دارفور فانها ستلقى تأييدا من الشعب.quot;
واضاف quot;لكن توجد مشكلة. الحكومة تفتقد للمصداقية بسبب السنوات الخمس الماضية. لذلك توجد شكوك في عقول كثير من الناس ... وهذا لا يعني انه لا يمكن التغلب عليها.quot;
ويقدر خبراء دوليون ان الحرب في دارفور ادت الى قتل 200 الف شخص واخراج 2.5 مليون اخرين من منازلهم منذ لجأ متمردون معظمهم من غير العرب الى السلاح ضد الحكومة في عام 2003. ويقول السودان ان عدد القتلى عشرة الاف ويتهم وسائل الاعلام الدولية بالمبالغة في حجم الصراع.
وأخذت الازمة منحنى جديدا في وقت سابق هذا العام عندما طلب كبير ممثلي الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية من القضاة اصدار امر اعتقال ضد البشير واتهمه بأنه العقل المدبر وراء حملة ابادة جماعية في دارفور. ويقول السودان انه لا يعترف بالمحكمة.
وحث كل من الجامعة العربية والاتحاد الافريقي مجلس الامن الدولي على عرقلة أي لائحة اتهام ضد البشير لتجنب تدمير محاولات انهاء الصراع في دارفور.
لكن جماعات المتمردين قالت انها لديها شكوك بشأن حياد أي جهود يتزعمها العرب لانهاء الازمة.
وقال سليمان جاموس وهو عضو بارز في جيش تحرير السودن - فصيل الوحدة quot;نحتاج الى الاقتناع بأنهم طرف محايد اولا.quot;
التعليقات