الخرطوم: قال مسؤول في الامم المتحدة يوم السبت ان تصاعد العنف في شمال دارفور الشهر الماضي أدى الى نزوح نحو 50 ألف شخص قد يعاني كثير منهم من نقص في الغذاء والماء.
وقال جريجوري أليكس رئيس مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في شمال دارفور ان نحو 24 ألف شخص تركوا منازلهم بعد اشتباكات بين الحكومة السودانية وقوات متمردة بالقرب من منطقتي بيرمازا وديسا في شمال دارفور.
وقال أليكس لرويترز في مقابلة عبر الهاتف من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور ان باقي النازحين تركوا منازلهم بسبب أشكال أخرى من العنف من بينها القتال بين القبائل.
وأضاف quot;بعض (القرويين) نزحوا حاملين ما يستطيعون حمله. نفترض أن أي موارد أخذوها معهم ستكون قد نفدت الآن.quot;
وقالت جماعات تمرد الشهر الماضي ان قوات الحكومة وميليشيات حليفة لها شنت سلسلة من الهجمات الجوية والبرية الكثيفة على مواقعها في شمال دارفور. وقال الجيش السوداني ان قواته دخلت بعض المناطق التي ذكرها المتمردون لكنها تكتفي بحماية الطرق من اللصوص.
وقال عاملون في مجال المساعدات في ذلك الوقت ان قرى بأكملها أصبحت خالية بعدما احتمى السكان بجبال وأراض مفتوحة محيطة بها مما تسبب في قطع مساعدات الغذاء والامدادات الطبية.
وقال أليكس ومصدر في المساعدات الدولية ان وصول العاملين في المجال الانساني الى المناطق القريبة من ديسا وبيرمازا محدود للغاية.
وقال عامل في مجال المساعدات اشترط عدم ذكر اسمه quot;لا يمكن لاي شخص الوصول للمنطقة. الوضع الامني غير مستقر لذا فان الوصول اليهم محفوف بالمخاطر.quot;
وقال أليكس ان الغذاء والماء ليسا هما الامدادات الوحيدة المطلوبة. وأضاف quot;هناك تغير في الفصول. أصبح الطقس باردا أثناء الليل لذا فاننا بحاجة لامدادات أخرى غير الغذاء أيضا.quot;
ويقدر خبراء دوليون أن 200 ألف شخص قتلوا ونزح أكثر من 2.5 مليون شخص منذ اندلاع الصراع في دارفور في عام 2003 عندما حمل متمردون غالبيتهم أفارقة السلاح لمواجهة الحكومة المركزية في السودان التي يسيطر عليها العرب.
وتقول الخرطوم ان عشرة الاف شخص قتلوا في الصراع وتتهم وسائل الاعلام الاجنبية بتضخيم الازمة.
وقوض تصاعد العنف مؤخرا من امال احلال السلام في وقت تحاول فيه الحكومة السودانية اعاقة محاولات من المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الرئيس السوداني عمر حسن البشير في اتهامات ارتكاب ابادة جماعية في دارفور.
وأطلق البشير مبادرة وطنية جديدة في الخرطوم يوم الخميس لاحلال السلام في المنطقة. وقاطعت جماعات التمرد المبادرة التي وصفتها بأنها محاولة من جانب البشير لتجنب اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه عن طريق اظهار أنه يعمل من أجل السلام أمام العالم.
وقال أحمد حسين ادم وهو متحدث باسم حركة العدل والمساواة ان الحكومة يجب أن توقف قتل المدنيين ومضايقة النازحين حتى يكون لاي مبادرة سلام فرصة للنجاح.
وأضاف لرويترز هذا الاسبوع أن ما تفعله الحكومة على الارض في دارفور مختلف تماما.
وقال العامل في مجال المساعدات ان من بين 24 ألف نازح بالقرب من ديسا وبيرمازا هناك نحو خمسة الاف شخص تركوا منازلهم في أجزاء أخرى من دارفور للعيش مع أقاربهم في هاتين القريتين.
وقال أليكس ان بعض الاشخاص لجأوا الى قرى أخرى بعد الاشتباكات مما يمثل ضغطا على موارد المجتمعات التي تستضيف النازحين وأضاف أن اخرين يعيشون في العراء.