اعتدال سلامه من برلين: سبب تسرب معلومات من الاتحاد الاوروبي يتعلق بدراسة ملف تركيا للانتساب الى الاتحاد الاوروبي، سبب عودة النقاش الحاد بهذ الشأن في الاوساط السياسية الالمانية، على الرغم من ان المعلومات تتحدث عن عدم تحقيق تركيا معايير العضوية المطلوبة من انها حققت الكثير على اصعدة مهمة منها اقتصادية ومالية واظهرت امكانية لتجاوز ضعف المؤسسات الاقتصادية لديه التي اصبحت تتمتع بقوة منافسة دولية. لكن مازال جهازها العسكري وكبار جنرالاتها يلعبون دورا منفذا في السلطة المدنية والتشريعية والاضطهاد مستمر ضد الاقليات الدينية ، ايضا قضية جزيرة قبرص المقسمة، وهذا يكفي من اجل تراجع فرص انضمامها الى النادي الاوروبي.

والخلاف حول عضوية تركيا مازال بين الحزب الاشتراكي الديمقراطية المشارك في الحكم والاتحاد الوطني الحاكم المشكل من الحزبين المسيحيين الديمقراطي والبافاري.

وما يهم انجيلا ماركل المستشارة الالمانية وزعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في الدرجة الاولى سياسة تركيا حيال جزيرة قبرص، رغم ذلك قالت ان المانيا لا تريد الدخول في نزاع مع انقرا وتراهن على التوصل معها الى حل بخصوص هذه الجزيرة المقسمة وبالاخص ما يتعلق باستخدامها كل المرافق الحيوية وهذا ما تحاول تركيا اعاقته وحتى منعه. وكانت قبرص قد انضمت مؤخرا الى الاتحاد الاوروبي واعتمدت النقد الاوربي الموحد.

الا ان الحزب الاشتراكي لا يريد مشاركة المسيحي الديمقراطي عناده بل يضرب مرة على الحافر ومرة على المسمار كما يقول المثل. فهو يرفض الانتقال الى خانة المواجهة مع الشريك في الحكم لكنه يحذر من تهديد علاقة اوروبا مع العالم الاسلامي عبر هذا التعامل مع تركيا. وبرأيه ان اي قطع للمفاوضات مع انقرا هو بمثابة خطئ فادح، وكان ذلك ردا على اقوال قياديين من الحزب المسيحي البافاري بوجوب وقف المفاوضات مع انقرا او تجميدها طالما انها متمسكة بموقفها حيال جزيرة قبرص. مع هذا يتحدث في نفس الوقت عن تقصير النظام فيما يتعلق بسياسته مع الاقليات مثل الاقلية الكردية والمسألة الارمنية وموقفه من قضية المجازر التي ارتكبت بحق الارمن في السابق.

وبناء على هذه السياسة يشكك اغلب الاتراك في المانيا بامكانية انضمام بلادهم الى الاتحاد الاوروبي ، فحسب استطلاع للرأي اجراه مركز اسن للدراسات التركية فان 89% منهم يستبعد العضوية وكانت النسبة قبل عامين حوالي 60%.

والسبب في هذا التراجع حسب قول مسؤول في المركز الخلاف المتعلق بجزيرة قبرص المقسمة ومسألة الاقليات، كما وان العديد من الاتراك يرفض موقف الاتحاد الاوروبي الاحادي الى جانب قبرص دون اعطاء اعتبار للمصالح التركية.