طلال سلامة من روما: بات واضحاً أن برلسكوني يواجه صعوبات ضخمة لتكوين جو من العلاقات البناءة مع تيار المعارضة. من جانب آخر، هاهو يسعى الى تعديل القانون المالي من أجل مواجهة أكثر من أزمة قد تسبب له ضباباً في شعبيته. ولا يتراجع برلسكوني خطوة واحدة عن موقفه حيال الخيارات التي ينبغي حذفها أثناء الإقرار بقانون الانتخابات الأوروبية. ويتمسك برلسكوني بخطه الصارم برغم من تصريحات رئيس الجمهورية، جورجو نابوليتانو، التي تدعو جميع الأطراف، لا سيما الأغلبية الحاكمة، الى إعادة التفكير في بنود هذا القانون الذي سيتم تعديله قريباً.

ويبرر برلسكوني موقفه المؤيد لحذف الخيارات ببساطة عن طريق التشديد على رغبته في إرسال كوادر إيطالية عالية التأهيل الى البرلمان الأوروبي. بمعنى آخر، ينوي برلسكوني إرسال رجال ائتلافه المخلصين والبارزين الى بروكسل على حساب المعارضة.

هكذا، سيضمن برلسكوني تمثيلاً سياسياً أوروبياً(واجهة سياسية مصنوعة حسب الطلب) قادر على حماية مصالح الشعب الإيطالي. برغم من بساطة التفسير إلا أن المعارضة ستبذل ما بوسعها لإسكات التعديلات الخاصة بقانون الانتخابات الأوروبية حيث سيتم رفع نسبة أصوات المنتخبين المطلوبة من كل حزب، كي يستطيع دخول البرلمان الأوروبي، من 3 الى 5 في المئة. ويعارض برلسكوني الخيارات الانتخابية الحالية نظراً لتشكيلها جداراً يسمح بتمويل السياسة في حين يريد الإيطاليون رؤية سياسة شفافة ونظيفة. بمعنى آخر، فان الإبقاء على هذه الخيارات لن يساعد ايطاليا على التحديث الانتخابي.

ويعرب نابوليتانو عن قلقه حول ارتفاع الحرارة السياسية للبلاد في ضوء أوقات صعبة دولية. لكن الجميع يعلم أن تعديل قانون الانتخابات، الذي يخول نخبة السياسيين المحليين دخول البرلمان الأوروبي بفخر، سيجلب معه جولة جديدة من المعارك بين الموالاة لبرلسكوني والمعارضة.