برلسكوني يستهدف برامج تلفزيونية
طلال سلامة من روما: تعيش الساحة السياسية الوطنية جولة هجومية أخرى يتبادل من خلالها ماسيمو داليما، وزير الخارجية السابق، وبرلسكوني الاتهامات. اليوم، يصف داليما موقف برلسكوني بالهازئ والمحتقر مما لا يليق برئيس وزراء دولة متمدنة كما ايطاليا. وتشن المعارضة، بكافة تياراتها الموحدة والمنشقة، حملة قاسية على حكومة روما المتهمة باستعمال الخوف واستغلاله كآلية توجيهية بين يديها لتحقيق أغراضها، كما زيادة الثقة بأفعالها. ويتضح أمام المعارضة واقعاً لا هروب منه يتمثل في رغبة برلسكوني إعطاء الأوامر وليس المناقشة والحوار. كما يدعي برلسكوني تمسكه بتحديث البنى التحتية الوطنية عن طريق تغيير القوانين بيد أن سعيه لاقامة جسر تواصلي مع المعارضة ما يزال غائباً. إذن، نرى أن ايطاليا تمضي قدماً بسرعتين مختلفتين. الأولى quot;سريعةquot; بالفعل وتتبناها حكومة برلسكوني. أما السرعة الثانية فهي أبطأ وترى يساريين مهتمين في التروي بالأمور وهذا يدخل بالفعل في أيديولوجيا فلتروني وغيره من زعماء المعارضة. بالطبع، تجلب كل سرعة معها حسنات وسيئات.

على صعيد الانتخابات الأوروبية، التي ستجري في شهر مايو(أيار) من العام القادم، يرى داليما في موقف ائتلاف برلسكوني جداراً مضاد للديموقراطية. وبات واضحاً أن فريق برلسكوني التنفيذي يريد فرض قواعده الانتخابية على نظام أوروبي لحماية مصالح الأغلبية السياسية التي لا تمثل، وفق رأي داليما، آفاق وطموحات أغلبية الإيطاليين. صحيح أن حكومة برلسكوني تتولى زمام الأمور هنا بصورة شرعية إنما تنقصها قواعد ينبغي أن تخضع لمشاطرة وتعايش مع المعارضة.

هكذا، تضحي العلاقة الطبيعية بين المولاة والمعارضة الإيطالية صعبة جداً لا بل شبه مستحيلة.