كيفو: تتواصل الضغوط الدولية على كل من رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية للتحرك لوقف تصاعد القتال على الحدود بين البلدين. ويجوب المنطقة دبلوماسيون من أوروبا وأميركا والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي محاولين منع وقوع كارثة إنسانية. ومن المتوقع أن يعقد اجتماع في نيوروبي في وقت لاحق من هذا الأسبوع بحضور مسئولين من رواندا والكونغو الديمقراطية.
قالت الأمم المتحدة إنها بصدد إرسال قافلة من المعونات الغذائية والطبية لمساعدة قرابة 250 ألف لاجئ أُبعدوا عن منازلهم خلال أعمال القتال التي شهدتها منطقة شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية مؤخرا. وأضافت المنظمة الدولية قائلة إن القافلة ستغادر مدينة جوما متجهة إلى الإقليم المضطرب الذي يسيطر عليه متمردو التوتسي بزعامة الجنرال لوران نكوندا، والذين يخوضون قتالا ضاريا ضد القوات الحكومية ومتمردي الهوتو.
تحذير وخشية
يأتي ذلك بعد أن كانت المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قد أعربت يوم أمس السبت عن خشيتها على سلامة وأمن اللاجئين الذين أُرغموا على الفرار من منازلهم من جرَّاء القتال الدائر في المنطقة المذكورة. وقالت المفوضية إنها تظل قلقة بشأن وضع آلاف اللاجئين الذين يُعتقد أن المخيمات التي كانت تأويهم قد حُرقت أو نُهبت خلال الأيام القليلة الماضية.
وأضافت المفوضية قائلة إنها تسعى جاهدة للوصول إلى حوالي ربع مليون شخص يحاولون النجاة من جحيم المعارك الناشبة بين الطرفين المتقاتلين. وكانت الهيئة الدولية للصليب الأحمر قد ذكرت أن الصراع الدائر حاليا في الكونغو قد تسبب بوقوع quot;كارثة إنسانيةquot;، إذ فر عشرات الآلاف من منازلهم من جراء القتال الدائر في المنطقة.
قمة إقليمية
على الصعيد السياسي، وفي الوقت الذي تتواتر فيه التقارير عن زيادة انتهاكات حقوق الإنسان من قبل الحكومة وقوات المتمردين، تسارعت وتيرة الجهود الدبلوماسية الرامية لعقد القمة الإقليمية العاجلة خلال الأيام المقبلة في محاولة لنزع فتيل الأزمة. فقد وافق كل من رئيس الكونغو جوزيف كابيلا ونظيره الرواندي بول كيجامي على المشاركة في أعمال القمة التي يُنتظر عقدها تحت رعاية كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في العاصمة الكينية نيروبي في تاريخ لم يحدد بعد.
من جهة أخرى، يواصل كل من وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ونظيره البريطاني ديفيد ميليباند محادثاتهما مع المسؤولين في المنطقة إذ التقيا كابيلا في العاصمة كنشاسا ومن المتوقع أن يجتمعا إلى كيجامي في وقت لاحق اليوم كجزء من مسعاهما المشترك لوضع حد للأزمة.
اتفاقية السلام
وقد حث كوشنير وميليباند كلا من الكونغو ورواندا على تطبيق اتفاقية السلام الموقعة بينهما ونزع سلاح الميليشيا على الجانبين. واعتبر كوشنير أن الرأي العام العالمي ينظر إلى ما يحدث ويتخوف من وقوع كارثة إنسانية كبيرة، ولذلك فمن الضروري استعمال السياسة لتغيير المعادلة والابتعاد عن العنف وإراقة الدماء.
وقال كوشنير، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إن الدول الأوروبية يمكن أن ترسل قوات حفظ سلام إلى الكونغو فقط في حال طُلب ذلك رسميا من بعثة الأمم المتحدة. إلى ذلك درست اللجنة السياسية والأمنية التابعة للاتحاد الأوروبي، والمؤلفة من سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، اقتراحا فرنسيا بإرسال قوة إلى المنطقة المذكورة.
قوة وحيدة
وقد صرح الناطق باسم بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية أن قوات الأمم المتحدة هي القوات الوحيدة المنظمة التي ما تزال باقية في مدينة جوما التي يبلغ عدد سكانها مليون شخص، وذلك بعد فرار القوات الحكومية منها إثر زحف المتمردين نحو المدينة. وأضاف المسؤول الأممي قائلا إن 850 جنديا من قوات الأمم المتحدة لا يزالون في المدينة. وأشار إلى أن المنظمة الدولية بصدد تعزير قواتها في المدينة بمزيد من الجنود والأسلحة.
إلا أن نكوندا اعتبر أنه من غير المجدي إرسال قوة أوروبية إلى شرق جمهورية الكونغو، وذلك لأن الحل ليس عسكريا على حد وصفه. وقال: quot;إذا كان الهدف من إرسال هذه القوة هو تثبيت أقدام متمردي الهوتو الروانديين، فلن نوافق عليها. أما إذا كانت تلك الخطوة من أجل دعم السلام، فإننا سنرحب بهاquot;.
التعليقات