قال إن هزيمة الإرهاب حققتها تضحيات الشعبين العراقي والأميركي
المالكي لأوباما: سأعمل معكم لتعزيز الأمن والديمقراطية في المنطقة

أسامة مهدي من لندن: أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انه يتطلع للعمل مع الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما من اجل تعزيز العلاقة الاستراتيجية بين بلديهما على مختلف الصعد لما فيه تعزيز الامن والاستقرار والديمقراطية في المنطقة .. بينما عبر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي عن امله في أن يشمل شعار التغيير الذي يحمله اوباما العراق ايضا .. فيما كشفت مصادر اميركية عن خطط لسحب لواءين من القوات الاميركية في العراق مع نهاية الشهر الحالي .

وقال المالكي في رسالة الى اوباما اليوم لمناسبة فوزه في انتخابات الرئاسة الاميركية ان النجاح الذي تحقق في بناء الديمقراطية في العراق وتعزيز الوضع الامني وهزيمة المنظمات الارهابية كان عبر الجهود المشتركة لحكومتي البلدين والتضحيات المشتركة لابناء شعبيهما . وشدد على انه يتطلع شخصيا إلى العمل مع اوباما من اجل تعزيز العلاقة الاستراتيجية بين بلديهما وشعبيهما من اجل تعزيز الامن والاستقرار والديمقراطية في المنطقة .

وفي ما يلي نص رسالة المالكي الى اوباما التي استلمت quot;ايلافquot; نسخة منها :
السيد باراك اوباما المحترم
الرئيس الاميركي المنتخب
تحية طيبة
باسمي وباسم الشعب العراقي يسعدني ان اهنئكم بمناسبة فوزكم في انتخابات الرئاسة الاميركية كما واهنئ الشعب الاميركي وهو يقدم للعالم نموذجا في الممارسة الانتخابية والديمقراطية ، لقد تمكن العراق والولايات المتحدة عبر السنوات القليلة الماضية من بناء علاقات متميزة وان النجاح الذي حققناه في بناء الديمقراطية وتعزيز الوضع الامني وهزيمة المنظمات الارهابية كان عبر الجهود المشتركة لحكومتي البلدين والتضحيات المشتركة لابناء شعبينا .
ان التقدم الامني الذي حققناه جعل الظروف مهيأة لانطلاق حملة الاعمار واعادة البناء والاستثمار في العراق . ولذا فإني كلي أمل ان تكون الشركات الأميركية مساهمة في هذه المعركة لما فيه مصلحة البلدين والشعبين .

انني اتطلع شخصيا للعمل معكم من اجل تعزيز العلاقة الاستراتيجية بين بلدينا وشعبينا على مختلف الصعد لما فيه تعزيز الامن والاستقرار والديمقراطية في المنطقة .
تقبلوا اسمى اعتباري
نوري المالكي
رئيس وزراء جمهورية العراق

ومن جهته خاطب نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي اوباما في رسالة مماثلة قائلا quot; اسمحوا لي أن أهنئكم بفوزكم الساحق وانتخابكم الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة الأميركية، لقد أبليت بلاءً حسنا في الحملة الانتخابية وألهمت مشاعر الأميركيين بخطاب رصين متميز ووعدت بالتغيير,وآمل ألا يقتصر هذا التغيير على الولايات المتحدة الأميركية بل يمتد ليشمل العراق والعالم اجمع في مسعى حقيقي وجاد لإشاعة الأمن والاستقرار والرفاهيةquot; .
كما بعث الهاشمي برسالة مماثلة الى نائب الرئيس الاميركي المنتخب بايدن قال فيها بحسب بيان صحافي رئاسي الى quot;ايلافquot; اليوم quot;اسمحوا لي أن أهنئكم بالثقة التي أولاها لكم الشعب الأميركي كنائب لرئيس الولايات المتحدة الأميركية، ومع تمنياتي لكم بالتوفيق في مهامكم المقبلة، آمل أن تترجم رسالتكم بالتغيير إلى واقع حال تطمئن فيه شعوب العالم إلى مستقبل واعد من الاستقرار والازدهارquot;.

وتأتي الرغبة الرسمية العراقية هذه في العمل مع الادارة الاميركية الجديدة مترافقة مع اتصالات تجري منذ يومين بين الجانبين العراقي والاميركي ركزت على تعديلات الحكومة الاخيرة بشأن اتفاق انسحاب القوات الاميركية ما قد يسمح بالتوصل الى تسوية بشأنها .

وكشف مصدر رسمي عراقي عن إجراء اتصالات بين بغداد وواشنطن وقرب وصول الرد الرسمي الاميركي. وقال ان فريق السفير الاميركي رايان كروكر اجرى اكثر من اتصال خلال اليومين الماضيين للاستفسار بشأن بعض مطالب بغداد . واوضح ان مزيدا من الاشارات الايجابية قد وردت لكنه استبعد قبول الجانب الاميركي بجميع التعديلات.

ومن جهته كشف مصدر عسكري أميركي اليوم أن واشنطن تعتزم سحب أحد ألويتها المنتشرة في العراق بعد تراجع معدلات العنف في الفترة الأخيرة وتزايد قدرة القوات العراقية على الإمساك بالملفات الأمنية في البلاد.

وأشار المصدر العسكري في تصريح نقلته شبكة quot;سي ان انquot; الاميركية أن الجيش الأميركي سيقوم بإعادة اثنين من ألويته الـ15 إلى الولايات المتحدة لكنه لن يرسل سوى لواء واحد لاستبدالهما ما سيعني عملياً سحب اللواء الثاني المؤلف من ثلاثة آلاف جندي. واللواء الذي سيُسحب يتبع القوة 101 المحمولة جواً وكان من المفترض أن يغادر العراق مطلع شباط (فبراير) عام 2006 ما يعني أن التبديل الذي سيحصل سيكون في نهاية الشهر الحالي.
كما يؤكد مسؤولون آخرون أن وحدات إضافية من الجيش الأميركي ستُسحب خلال الفترة المقبلة من العراق بالطريقة عينها، وذلك عبر إنهاء مهماتها واستدعائها للاستبدال قبل المواعيد المحددة.

ويرى خبراء أن استدعاء الوحدات العسكرية بشكل مبكر أو عدم استبدالها بعد انتهاء فترات خدمتها قد يشكل مقدمة تسمح للرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما بتحقيق تعهداته بخفض حجم القوات المنتشرة في العراق عبر سحبها بمعدل لواء مقاتل واحد كل شهر.

يذكر أن الوضع المستقبلي للقوات الأميركية في العراق لا يزال بانتظار إقرار الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن وقد سبق لبغداد أن طرحت تعديلات على مسودة للاتفاقية وهي بانتظار رد الولايات المتحدة عليها.

واعرب العراق امس عن امله في ان يشمل شعار التغيير الذي يرفعه الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما العراق ايضا، بينما استبعد وزير الخارجية العراق هوشيار زيباري انسحابا اميركيا مفاجئا من البلاد فيما اكد سياسيون عراقيون ضرورة الانتظار للحكم على سياسات اوباما في العراق في وقت طمأن السفير الاميركي في بغداد رايان كروكر القادة العراقيين إلى أن الولايات المتحدة ستحافظ على سياستها تجاه بلادهم بعد انتقالها الى حكم الرئيس الاميركي الجديد .. بينما اعرب الرئيس جلال الطالباني عن امله في ان تشهد العلاقات العراقية الاميركية في ظل ولاية اوباما المزيد من التطور في جميع الميادين.

وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن الحكومة العراقية لا تتوقع أن تقوم الادارة الاميركية الجديدة بتغييرات فجائية تجاه العراق ولا انسحاب مفاجئ من أراضيه الا بمشاورة الحكومة العراقية. واضاف ان الحكومة العراقية لا تتوقع أن تقوم الادارة الاميركية الجديدة برئيسها باراك أوباما بأحداث تغييرات فجائية في سياستها تجاه العراق بين ليلة وضحاها في حدث غير مسبوق ولا متفق عليه مع الحكومة العراقية ولا حتى انسحاب مفاجئ من العراق الا باتفاق ومشاورة مع الحكومة العراقية . واشار الى ان الحكومة العراقية لا تنظر الى من فاز بالانتخابات بل الى سياسته تجاه العراق ومستوى العلاقات الخارجية الثنائية . وقال ان الحوار مع الجانب الاميركي ما زال قائماً حول الاتفاقية الثنائية وخلال الايام القليلة المقبلة سنستمع الى الردود الاميركية بخصوص ورقة التعديلات التي اجرتها الحكومة العراقية على بنود الاتفاقية التي ركزت على سحب الجنود المتعددة من العراق .

وأوضح وزير الخارجية العراقي أن ldquo;فرصة توقيع الاتفاقية الثنائية في عهد الرئيس الاميركي بوش التي تستمر الى العشرين من الشهر المقبل مازالت قائمة لان الطرفين قد توصلاً الى أتفاق بخصوص الكثير من النقاط المشتركةrdquo;. واعرب عن أمله في توقيع الاتفاقية في اسرع وقت quot;لانها ستضمن حقوق المواطنين العراقيين وتحقق مصلحة البلدين العراق واميركاrdquo; كما قال .

ومن جهته قال السفير الاميركي لدى العراق رايان كروكر إن السياسة العامة الاميركية لن تتغير تجاه العراق والعالم بعد انتخاب الرئيس الاميركي الجديد باراك أوباما.

واضاف كروكر في كلمة خلال احتفالية أقامتها السفارة الاميركية في بغداد لمناسبة انتخاب رئيس أميركي جديد ان ldquo;الولايات المتحدة ستحافظ على سياستها تجاه العالم والعراق بعد انتقالها الى حكم الرئيس الجديد باراك أوباما وان العراق قد قطع اشواطاً كبيرة في مختلف المجالات السياسية والامنية والمجالات الاخرى في فترة قصيرةrdquo;. واشار الى أن ldquo;العراقيين قادرون على كتابة تاريخهم بأنفسهم لكن العملية تحتاج الى وقت وتمر عبر مراحل ونهاية العام الحالي ستجرى انتخابات مجالس المحافظات والعام 2009 سيشهد اقامة انتخابات حكومية الا ان نتائج الانتخابات في العراق واميركا قد تتغير لكن الرئيس واحد الذي يمثل جميع اطياف الشعب ويحقق مصالحهمrdquo;. واوضح كروكر أن ldquo;الرئيس الجديد عليه الان تحديد سياسته لان العالم سيراقب العملية، والولايات المتحدة قوتها لا تكمن في اسلحتها وحجم المبالغ التي تملكها لكن بالديمقراطية والشفافية التي تتعامل بها وتوفير الفرص عبر استخدام العبقرية في سياستها وهي قادرة على التغييرrdquo;.