وأضاف أن قائم كرزاي يعمل على إعداد لائحة بأسماء شخصيات لتقديمها إلى السلطات السعودية لدعوتها إلى طاولة المفاوضات، على أن تتضمن اللائحة اسم شخص سيمثل الملا عمر شخصياً. ومن المتوقع أن تُعقد الجولة الجديدة مطلع ديسمبر/كانون الأول المقبل، وذلك بالتزامن مع موسم الحج، في خطوة غير مسبوقة بالنسبة للرياض التي تجنبت لفترة طويلة في السابق القيام بتدخل مباشر في ملف الصراع الأفغاني.
وكانت السعودية تعتمد دائماً على استخدام باكستان كوسيط في الشأن الأفغاني، لكن الخبراء يرجحون أن الضعف السياسي الحالي في إسلام أباد دفع الرياض إلى أخذ المبادرة بنفسها بهدف تحجيم القوة المتزايدة لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن، والناشط في أفغانستان والمناطق الحدودية من باكستان.
يذكر أن العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبد العزيز، كان قد عقد برعايته جولة أولى من الحوار بين الأطراف الأفغانية في مكة خلال الفترة ما بين 24 و27 سبتمبر، واحتفل بعيد الفطر برفقة المفاوضين الـ17 الذين حضروا الجلسات، وبينهم 11 ممثلاً عن طالبان واثنين عن الحكومة وواحد عن زعيم quot;المجاهدينquot; السابق، قلب الدين حكمتيار.
ولم يحضر ممثلون عن الملا عمر تلك الجولة، غير أن الحوار أظهر أن حركة طالبان فكت تحالفها مع القاعدة، وهو أمر ترغب الرياض في رؤية مفاعيله على أرض الواقع، ويرجح المصدر السعودي أن يكون الملا عمر بصدد طلب ضمانات من الرئيس الأفغاني بفتح حوار حول تنظيم انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.
التحقيق بمقتل 60 مدنياً بغارات أميركية
إلى ذلك أشارت مصادر محلية أفغانية إلى أن الجيش الأميركي باشر التحقيق في غارتين جويتين نُفذتا خلال الأسبوع الحالي بعدما قال مسؤولون في كابول أنهما أسفرتا عن مقتل أكثر من 60 مدنياً، وهو ما دفع بكرزاي، إلى القول بأن وقف سقوط ضحايا بين المدنيين هو quot;مطلبه الأول والأهمquot; من الرئيس الأميركي الجديد.
وقالت المصادر إن الغارة الأخيرة وقعت صباح الخميس شمال غربي البلاد، وأسفرت عن مقتل 30 شخصاً، وذلك بعد غارة سابقة وقعت الاثنين في منطقة شاه والي، بإقليم قندهار وأدت إلى إلى مقتل مدنيين آخرين، بينهم نساء وأطفال.
التعليقات