طلال سلامة من روما: ينظر سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الإيطالي الحالي، بتقدير الى الرئيس الكازاخي نور سلطان نازاربايف الذي نجح في بناء سد اقتصادي عظيم سيتمكن من خلاله تنفيذ سلة من الإصلاحات داخل الأنسجة الوطنية بشتى طبقاتها. كما يعلم الجميع، فان انتعاش اقتصاد بلد ما من شأنه دفع نفوذه السياسي خارج حدوده الوطنية. هاهو اقتصاد كازاخستان ينمو بوتيرة أعلى من تلك الصينية، منذ العام 1998. بعد أن كانت في مرمى السخرية الأوروبية، تحولت كازاخستان الى مستودع نفطي لا مثيل له قادرة على إنتاج أكثر من 200 ألف برميل من النفط، كل يوم. أما رمز هذا الانتعاش الكازاخي فيتمثل اليوم بالعاصمة quot;أستاناquot; بحلتها الجديدة. وقد أنفق عليها نور سلطان نازاربايف أكثر من 20 بليون يورو لتحويلها الى ما يشابه مدينة دبي إنما بلباس كازاخي فاخر.

ويبدو أن برلسكوني يريد خوض صداقة مخلصة مع الرئيس الكازاخي، على غرار ما فعله مع الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين. برغم عيوبه السياسية إلا أن برلسكوني قادر على توطيد علاقاته مع الزعماء الآسيويين والروس بصورة أسرع مقارنة بنظرائه الأوروبيين. وهناك عدة مزايا تجمع برلسكوني بالرئيس الكازاخي الذي حصد 91 في المئة من أصوات الناخبين. وتكمن هذه المزايا في إنجاز ما هو quot;استثنائيquot; كما التأثير على المحكمة الدستورية العليا والاحتفاظ بصلاحيات واسعة في تعيين القضاة ورؤساء البلديات وتحويل الانتقادات الإعلامية الموجهة الى الحكومة من لذة مقصودة الى جرم.

هكذا، نستطيع الاستنتاج أن ايطاليا وكازاخستان متشابهتان سياسياً ولن يتأخر برلسكوني في التردد على العاصمة أستانا من أجل تعليم الرئيس الكازاخي دروساً سياسية قد تفتح الأبواب أمام توأمة بين أستانا وروما أي الاتفاق بينهما على التعاون في مختلف المجالات والأمور. علاوة على ذلك، سيربح برلسكوني صديقاً نفطياً هاماً جداً.