طلال سلامة من روما: اعترف سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الإيطالي، بأول هزيمة سياسية له حتى لو على نحو غير مباشر عقب اجتماعه مع جان فرانكو فيني، رئيس البرلمان الإيطالي. فالاقتراحات المتعلقة بإصلاح قوانين انتخاب السياسيين الإيطاليين في البرلمان الأوروبي بستراسبورغ، التي صاغها ائتلاف وسط اليمين المسمى حزب الشعب الذي أسسه برلسكوني شخصياً مطلع هذه السنة، ستعود مجدداً الى طاولات اللجان البرلمانية لدراسة كيف يمكن لليمين والوسط واليسار الاتفاق على صيغتها الجديدة بصورة ترضي الجميع ومنهم جورجو نابوليتانو، رئيس الجمهورية الإيطالية، الذي سبق له أن حذر من دخول الصراعات السياسية المحلية، للاستئثار بحصة الأسد في البرلمان الأوروبي، مرحلة من الشلل المثلث الذي ندعوه هنا كساد قانوني تشريعي سياسي. مرة أخرى، يخطو برلسكوني خطوة تراجعية بالقول ان اقتراح قانون بهذا الشأن غائب من صفوف حكومة روما. فالقضية بيروقراطية برلمانية بحتة. إذن، يضع برلسكوني أمامه حلين لا ثالث لهما. في حال لم يجد البرلمان حلاً توافقياً عندئذ ستعتنق حكومة برلسكوني ما ورثته من حكومة برودي السابقة.

مع أن الحزب الديموقراطي اليساري هو فرع موسع من حزب برودي quot;شبه المتوفىquot; إلا أن زعيم المعارضة فلتروني يسمع ببرودة كلمات الفارس برلسكوني. فاليساريين قدموا العديد من الاقتراحات لتحسين قانون الانتخابات الأوروبية، من حيث المضمون والخيارات الحزبية. إنما لم يتسن لهم مناقشة أي شيء مع الأغلبية الحاكمة. وان كان برلسكوني يريد التراجع عن إصلاحات ائتلافه فان ذلك عليه المرور باللجان البرلمانية لغربلة البنود والأفكار. ما يعني أن أوقات الإقرار بقوانين انتخابية للبرلمان الأوروبي قد تتجاوز حدها الزمني المعقول.

في هذا الصدد، تمضي رابطة الشمال في طريقها دون الأخذ بالاعتبار ما يحصل من أحداث برلمانية حولها. هنا، نرى أن هذا الحزب يمكن أن يتبنى قرارات سياسية انفصالية عن برلسكوني.