طلال سلامة من روما: ورث برلسكوني من حكومة برودي السابقة مشكلة quot;طبيعيةquot; تتعلق ببناء نفق في جبال الألب، على الحدود الفرنسية الإيطالية بهدف ربط أوروبا بآسيا عن طريق سكك حديد، تدعى الممر الخامس، في أعماق جبال الألب مخصصة لقطارات الشحن والقطارات عالية السرعة. على غرار ما فعله برلسكوني في إقليم quot;كامبانياquot;، أين استعمل القوة العسكرية لمعالجة ملف النفايات الطارئ، يرجح المراقبون أن يتبنى برلسكوني قبضة حديدية في ملف نفق جبال الألب سعياً منه لاحترام اتفاقيات أبرمها مع العديد من الشخصيات السياسية والاقتصادية، الأوروبية والآسيوية. إذ ستضمن حكومة روما بناء هذا النفق الاستراتيجي، الذي سيرفع عنها عبأ مالياً ضخماً من حيث تحديث البنى التحتية لوسائل النقل، حتى لو اقتضى الأمر نشر الجيش هناك كي يتمكن العمال من مواصلة العمل دون أن يتمكن المظاهرون من عرقلتهم. وتنبع معارضة السكان المقيمين على الحدود الإيطالية الفرنسية، ومنهم جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان والبيئة(غرين بيس) معاً، من الأضرار التي قد يلحقها بناء هذا النفق النوعي بالثروة الحيوانية والطبيعية هناك. لذلك، فان مشكلة برلسكوني هناك quot;طبيعيةquot;، كونها تتعلق بالطبيعة، وتضاف الى سلة من المشاكل التي يواجهها مع البشر!

يذكر أن الأحزاب اليسارية، وعلى رأسهم الحزب الشيوعي الإيطالي، قاموا بتعطيل مشاريع أحياها برلسكوني في ولاية حكمه الثالثة على هذه الحدود، التي سيتم تمويلها مجدداً بما مجموعه 16 بليون يورو. ولكل إنفاق ضخم على مشروع ضخم مردود!

مرة أخرى، نرى أن رد فعل برلسكوني سيكون عسكري أمام كل من سيحاول إعاقة مشروع النقل الهام تماماً كما حصل لمنع احتلال قاعات التعليم، في المدارس والجامعات، من قبل المتظاهرين. ويدعي برلسكوني أنه لا يمكن لأقلية إفشال هكذا مشروع وإلا فإنها تعبير غير ديموقراطي يصطدم برغبة المواطنين والمسافرين والدولة في إنجاحه بأي ثمن. بالطبع، لن تكون المعارضة بزعامة فلتروني راضية عن موقف برلسكوني التهديدي الذي يعكس معه سياسة العضلات فقط.