الهجوم الإعلامي بلغ ذروته
حلقة الصراع بين حماس ومنظمة التحرير تدخل مرحلة التخوين
نجلاء عبد ربه من غزة:
لم يعد الجدال بين حركتي حماس وفتح التي تتزعم منظمة التحرير الفلسطينية هو آلية إمكانية جلوس كافة الأطراف برعاية مصرية أو عبر جامعة الدول العربية. فالهجوم اللاذع من كلا الطرفين بلغ ذروته بعد خطاب الرئيس محمود عباس قبل يومين بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل الرئيس ياسر عرفات.

وشن قادة في حركة حماس حملة إعلامية متلفزة ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وضد السلطة الوطنية الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قابله بهجوم كلامي من منظمة التحرير وقادة في حركة فتح، ليدخل الإنقسام الحاصل بين فريقي رام الله وغزة أوجه منذ 16 شهراً، عمر سيطرة حركة حماس على قطاع غزة.
ووصف النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس مشير المصري خلال مسيرة لحماس بغزة وصف الرئيس بأنه ليس رئيسا بل quot;زعيم عصابةquot;، فيما قال الدكتور محمود الزهار من الحركة نفسها quot;إننا قادرون على إدارة المعركة في مواجهة هؤلاء المجرمينquot;، في إشارةٍ لأجهزة أمن السلطة.
وشدد الزهار على اعتبار ما تنفذه الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية quot;جرائمquot; بحق حركته، مؤكداً في الوقت ذاته أن تلك quot;الجرائمquot; لن تمر دون عقاب حتى وquot;إن اصطلحنا ألف صلحquot;. وقال في خطبة الجمعة اليوم:quot; إننا ndash; والحمد لله ndash; قادرون على إدارة المعركة في مواجهة هؤلاء المجرمينquot;، في إشارةٍ لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية.

واعتبر الزهار أن قيادات السلطة في رام الله الذين شدد على وصفهم بـquot;الجنرالاتquot; يريدون جعلهم في مواجهة مصر والدول العربية والعالم بأسره، لكنه استدرك بالشارة إلى أن العالم يدرك هذه المسألة وأن العالم الظالم الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية هو من يريد ذلك.

وكان الدكتور الزهار القيادي البارز في حركة حماس قد شن هجوماً عنيفا على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الحالية، واصفا إياها بأنها مجموعة من quot; الخونة والتجار والجواسيسquot;.وقال الزهار خلال برنامج حواري أذاعته قناة quot;الأقصىquot; التي تبث من مدينة غزة إن حركته تريد دخول منظمة التحرير الفلسطينية quot;من أجل تنظيفها من الخونة والتجار والجواسيسquot; الذين يسيطرون عليها حاليا.
وأضاف quot;أن حماس لا يشرفها أن تدخل المنظمة التي انتهت باسمها حقوق الشعب الفلسطيني بل يشرفها أن تدخل منظمة التحرير الفلسطينية التي أسسها القائد أحمد الشقيري لتحرير فلسطين بالمقاومة عام 1964quot;.
وكان سعيد صيام وزير الداخلية الأسبق، وأحد قادة حركة حماس، شن هجوما عنيفا على الرئيس عباس محملا إياه المسؤولية عن الانقسام باعتبار أن الانقسام حدث في عهده. ووصف صيام خلال مؤتمر صحفي عقد خطاب الرئيس عباس في الذكرى الرابعة لرحيل القائد ياسر عرفات وصف خطاب الرئيس بـ quot;المخيب للآمالquot;. وأضاف quot;كنا نتوقع أن نستمع لمبادرة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين بالضفة و لكنه جاء بخطاب مخيب للآمالquot;.
وكانت حركة حماس قد قاطعت حوار القاهرة مع الفصائل الفلسطينية برعاية مصرية. وقالت لا بد من دخول الحوار بعد إطلاق سراح معتقلين لها في الضفة.
في الطرف الآخر، وصف الناطق الرسمي باسم حركة فتح احمد عبد الرحمن، سعيد صيام بـ quot;قاطع طريقquot; .وقال عبد الرحمن quot;من سمع حديث سعيد صيام للإعلام أول أمس، يستنتج أنه لا يمثل أي قيمة سياسية أو أخلاقية أو وطنية أو إسلامية في المجتمع الفلسطيني المعاصر، فهو ليس إلا احد قطاع الطرقquot;.
وأضاف عبد الرحمن quot;كانت لدينا الرغبة في طي الصفحة السوداء لانقلابهم وجرائمهم وقتلهم للمواطنين والمناضلين، لكنهم أصروا على ضلالتهم وغيهم، ولذلك فإن مستقبل هؤلاء لن يكون المجلس التشريعي، بل في قفص الاتهام وعلى رأسهم احمد بحر وسعيد صيام، فهؤلاء ليسوا إلا قتلة يأمرون بالقتل، وفي يوم واحد يقتلون من عائلة حلس 13 مواطنا، ويرتكبون الجرائم كل يومquot;.
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح quot;حكم بلعاويquot; قال في تصريح له بان صيام بات يمثل زنادقة العصر. وقال بيان اللجنة المركزية quot;لقد عبر سعيد صيام في مؤتمره الصحفي تعبيرا واضحا وكاشفا إلى الأحقاد التي يجترها هؤلاء الأفاقون الآثمون والذين يمارسون علنا بهمزاتهم تلويث الطهارة الوطنية وتمريغ الذاكرة الوطنية بالقذارة التي لا تملك أفواههم غيرها والتي تؤكد أن تكوينهم ما تم إلا استجابة للأجندة غير الوطنية ولخدمة أبعاد إقليمية تستثمرهم لأهدافها الخاصةquot;.
وأضاف بلعاوي quot;لقد أصبح هؤلاء اقرب ما يكون إلى زنادقة العصر الحديث، حيث يكذبون ويحرضون ويختلقون الأهواء والأجواء التي تخدم أهدافهم لتزوير التاريخ الوطني الفلسطيني والنيل من القيادات الوطنيةquot;.

وكان ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أكد أن ملف الحوار الفلسطيني الشامل ما زال بيد مصر التي بذلت جهودا جبارة من اجل جمع فصائل العمل الوطني الفلسطيني على طاولة الحوار في القاهرة، قبل ان تعلن حركة حماس مقاطعتها لجلسة الحوار لأسباب واهية وتتحفظ على الورقة المصرية بأربعة عشر نقطة.
وقال quot;مصر بذلت جهودا كبيرة، لم تثمر بسبب موقف حركة حماس الذي تذرع في اللحظة الأخيرة بأسباب واهية منها موضوع المعتقلين وموضوع أين يجلس خالد مشعل. فمشعل يريد أن يجلس على مستوى واحد مع الرئيس أبو مازن أو أن تخفض شرعية أبو مازن من رئيس للسلطة إلى رئيس فصيلquot;.
وأضاف quot;هكذا هي الأمور تدار في حماس فوحدة الشعب، ووحدة الوطن يقاس بمقياس مكان جلوس خال مشعلquot;، مؤكداً أن الأسباب الحقيقية لإفشال حماس للحوار الوطني هي أمراء الأنفاق والأجندات الإقليمية التي تريد بقاء الوضع الفلسطيني ممزقا لتستخدمه لأغراضها الخاصة في المساومة مع الأمريكيين والإسرائيليين.