واشنطن: في حال أقر الإتفاق الأمني بين واشنطن وبغداد بصيغته الحالية، فذلك سيعني أن الرئيس الأميركي جورج بوش أرغم في الأسابيع الأخيرة من ولايته على القبول بإنسحاب غير مشروط من العراق لطالما رفضه في الماضي وقد يعمد خلفه باراك اوباما الى تسريعه. وحرص البيت الابيض الاثنين على الاشادة بالاتفاقية غداة موافقة الحكومة العراقية عليها.

غير ان مسؤولين اميركيين وعراقيين افادوا ان بوش اضطر مرغما الى الموافقة على انسحاب اميركي كامل من العراق بحلول 31 كانون الاول/ديسمبر 2011 ايا كانت الظروف على الارض. واقرت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو بامكانية اعادة النظر في الاتفاقية بعد 20 كانون الثاني/يناير حين سيرث باراك اوباما حربا جعل منها بوش محور عهده الرئاسي.

ورفض بوش على مدى اشهر اي جدول زمني quot;اعتباطيquot; للانسحاب لا يأخذ بالاعتبار الوقائع في العراق. وقال في حزيران/يونيو 2008 في وقت كان مستقبل الوجود الاميركي في العراق من ابرز النقاط الخلافية بين المرشحين للرئاسة quot;سنتخذ قراراتنا استنادا الى الظروف القائمة على الارض وتوصيات قادتنا ولن يكون هناك جدول زمني اعتباطي تحدده السياسةquot;.

غير ان كلا المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ وقائد اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن اكد انه لن يعود هناك في مطلق الاحوال اي جندي اميركي في العراق بعد 31 كانون الاول/ديسمبر 2011 اذا صادق البرلمان العراقي على الاتفاق الحالي.

ولفتت بيرينو الى ان الانسحاب من العراق لما كان ممكنا لولا quot;القرار المتبصرquot; الذي اتخذه بوش بارسال تعزيزات من 30 الف جندي عام 2007 في وقت كان البلد على وشك الغرق في الفوضى، ما اتاح على حد قولها تعزيز الامن واحراز تقدم على صعيد تدريب القوات العراقية. وقالت quot;اننا نتقدم بكل بساطة من نجاح الى نجاح على جبهة الامن في العراقquot; وسيكون في وسع العراقيين ان quot;يحكموا انفسهم ويؤمنوا حاجاتهم ويدافعوا عن انفسهمquot;.

وكانت الحرب العراقية النقطة الاكثر اثارة للجدل في عهد بوش وقد بدأ الجدل عندما تعذر العثور على اي اسلحة دمار شامل بعدما شكلت الذريعة الرئيسية لشنها، واحتدم الجدل لاحقا عند كشف فضيحة التجاوزات المرتكبة بحق معتقلين في سجن ابو غريب وحين هدد النزاع بالتحول الى حرب اهلية.

وقتل حوالى 4200 جندي اميركي في العراق وبلغت كلفة الحرب مئات مليارات الدولارات ويعتقد انها عززت موقع ايران المجاورة الى حد بعيد. وبالرغم من عدم تأييد الرأي العام الاميركي الحرب، ظل بوش حتى 2008 بعد خمس سنوات على شن الحملة العسكرية يرفض ذكر اي تاريخ للانسحاب. واقرت المتحدثة باسمه اخيرا الاثنين ان العام 2011 هو تاريخ quot;نهائيquot; مضيفة انه توجب quot;التنازل عن بعض النقاطquot;.

وسيعود لاوباما ان ينهي الحرب ويعيد الجنود الاميركيين ال150 الفا الى بلادهم. وتعهد اوباما الذي كان من السياسيين النادرين الذين عارضوا شن الحرب اساسا، بانهاء النزاع quot;بطريقة مسؤولةquot; خلال 16 شهرا اي بحلول منتصف 2010 واكد الاثنين انه يعتزم الوفاء بوعده.

واعترفت بيرينو بان اوباما قد يسرع عملية الانسحاب وقالت quot;هذا الاتفاق لا يعني انه لن يكون بوسع رئيس مقبل، الرئيس المنتخب، تعديله لاحقا ان اعتبر غير مناسب سواء بنظره او بنظر العراقيينquot;. واوضح الاميرال مولن في اشارة الى وتيرة الانسحاب حتى نهاية 2011 ان الامر يتوقف على الظروف، مشيرا الى ان نقل المسؤولية الى العراقيين في بغداد او الموصل ينطوي على تحد هائل.

وقال ان سحب 150 الف عنصر في سنتين او ثلاث سنوات امر quot;قابل للتنفيذquot; من وجهة نظر لوجستية، مضيفا انه سيمتثل لاوامر الرئيس الجديد الذي يتولى ايضا مهام القائد العام للقوات المسلحة في حال قرر تسريع العملية.