واشنطن، وكالات: عقدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس إجتماعا مع سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، في إشارة أخرى إلى تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وليبيا. وعلى الرغم من أن سيف الإسلام لا يشغل منصبا رسميا في الحكومة الليبية فانه قوبل بترحيب في واشنطن يرقى إلى مستوى الزيارات الرسمية للمسؤولين ذوي المناصب الرفيعة المستوى.

وكان سيف الإسلام قد اجتمع أيضا مع مستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي في البيت الأبيض. وقال في تصريحات صحفية إن هادلي حمله رسالة خطية شخصية من الرئيس بوش لتسليمها إلى العقيد القذافي. وقال سيف الإسلام إن تسوية التعويضات عن الأعمال الإرهابية التي نسبت إلى ليبيا خلال الثمانينات يجب أن تؤدي إلى تبادل للسفراء وفتح سفارة لكل دولة في الدولة الأخرى.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون مكورماك إن اجتماع القذافي الأبن ورايس تناول طائفة واسعة من القضايا الثنائية، وقال إن رايس أثارت مجددا قضية الإفراج عن الناشط الديموقراطي والمنشق السياسي الليبي فتحي الجهمي. وأضاف: quot;تشكل هذه القضية مصدر قلق بالنسبة لنا. ونحث على الإفراج عن هذا الشخص. ولقد أثار ديفيد ويلش تلك القضية هذا الأسبوع وكذلك فعلت وزيرة الخارجية وآخرون، كما درجوا على ذلك مع دول في مختلف أنحاء العالم نشعر بقلق إزاء أوضاع حقوق الإنسان فيها.quot;

وقد ظل الجهمي الذي يتبنى طرح قضيته جو بادين نائب الرئيس المنتخب، حبيس الجدران منذ عام 2002منذ دعوته خلال مقابلة مع مراسلين أجانب إلى إجراء إصلاحات سياسية في ليبيا والسماح بحرية الصحافة.

وأكدت الوزيرة الأميركية أثناء جلسة لاتقاط الصور مع منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير صولانا- انها ناشد السلطات الليبية الإفراج عن المعارض الليبي فتحي الجهمي فورا ودون قيد أو شرط. وكانت مؤسسة القذافي التي يترأسها سيف الإسلام قد أعلنت في شهر مارس/ آذار أن السلطات الليبية قد أعادت الجهمي - الذي تعدى الستين- إلى أسرته، لكن وزارة الخارجية الأميركية لم تعتبر ذلك إفراجا. فقد ألقي عليه القبض مجددا، وهو الآن يخضع للحراسة المشددة في أحد المستشفيات الليبية.

وقد تعرض للاعتقال عام 2004 بعد أن طالب علنا بإحلال الديمقراطية في ليبيا، منتقدا نظام العقيد معمر القذافي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية شون مكورماك إن الولايات لن تتوقف عن إثارة قضية الجهمي.

quot;تعويضات كاملةquot;

والتقت الوزيرة الأميركية نجل الزعيم الليبي الذي يقوم بزيارة خاصة للولايات المتحدة بعد ثلاثة أسابيع من وفاء طرابلس ببنود صفقة تعويض أسر ضحايا تفجير طائرة أميركية فوق قرية لوكربي الاسكتلدنية عام 1988 و تفجير ملهى يرتاده جنود أميركيون في برلين عام 1986. كما يأتي ذلك بعد المكالمة الهاتفية غير المسبوقة التي أجراها العقيد معمر القذافي مع الرئيس الأمريكي جورج بوش.

وينهي هذا التطور الأخير مسلسل تقارب بين البلدين استمر خمس سنوات دشنته ليبيا بإعلان القذافي عن التخلي عن تطوير برنامج سلاح غير تقليدي. وأكدت عائلات ضحايا تفجيري الطائرة و الملهى أنها حصلت على تعويضاتها كاملة وتقدر بنحو 1.5 مليار دولار.

وقالت كارا وايز من مجموعة ضحايا الرحلة 103 لشركة بان أميركان : quot; إنه يوم تاريخي فقد وفت ليبيا مئة في المئة بما توجب عليها. إن المبالغ المالية التي صرفت لن تعوضنا عن الإرهابيين وهم ماثلين أمام القضاء، ولكن بما أن حكومة أجنبية هي المسؤوولة، لم يكن ثمة مجال لمحاسبة المسؤولين الليبيينquot;. وأضافت وايز التي فقدت أخاها في حادث التفجير :quot; نحن أحرار الآن، ويمككنا أن ننهي هذا الفصل الكابوسيquot;. وقال السيناتور الديمقراطي فرانك لوتنبيرغ: quot;نحن فخورين بإعلان انتصارنا، لقد حوسبت ليبيا.quot;

وكان لوتبيرغ ضمن برلمانيين أميركيين اشترطوا وفاء ليبيا بصرف التعويضات كاملة لفتح سفارة أميركية في طرابلس. كما ينص الاتفاق الذي تمخض عن المفاوضات الأميركية الليبية في شهر أغسطس/آب الماضي على أن تتسلم ليبيا 300 مليون دولار لتعويض ضحايا الضربة العسكرية الأمريكية التي شنت بأمر من الرئيس الأمريكي السابق ريغان ردا على عملية برلين.

وقالت الإدارة الأميركية إنها لم تستخدم المال العمومي لتمويل هذه التعويضات، لاكنها لم تكشف عن مصدر الثلاثمئة مليون دولار. وكان سيف الاسلام القذافي قد صرح للبي بي سي بأن بلاده قبلت المسؤولية عن حادث لوكربي لسبب واحد هو رفع الحصار الاقتصادي والعقوبات المفروضة عليها من قبل الغرب.