أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: استأنف دفاع سعيد بوجعدية، المعتقل السابق في سجن غوانتانامو الأميركي، الذي تسلمه المغرب، في فاتح ماي الماضي، في وضعية صحية متدهورة، الحكم الصادر في حق
موكله، والذي وصل إلى 10 سنوات سجنا.

وتوقعت مصادر قضائية أن تجري تبرأة بوجعيدية، في المرحلة الاستئنافية، من التهم الموجهة إليه، وبالتالي الإفراج عنه.
وكانت النيابة العامة التمست إنزال عقوبة حبسية تصل إلى 10 سنوات في حق بوجعدية، بدعوى أن وسائل الإثبات متوفرة، على اعتبار التصريحات التي أدلى بها سعيد أما قاضي التحقيق ابتدائيا، إلى جانب التذكير بعلاقته بالثابيتي.
وكان سعيد استقر بمعسكر فاروق وقندهار، قبل أن يجي اعتقاله، في يوليوز 2001 على الحدود الباكستانية الأفغانية، إذ مكث في ثلاثة سجون، إلى أن سلم إلى القوات الأميركية في يناير 2002، ليجري إيداعه في معتقل غوانتنامو.
وخلال الجلسة نفى الظنين التهم الموجهة إليه، كما أكد الدفاع على براءته، مشيرا إلى أن المسطرة الاستنادية المدلى بها، التي تعهم الثابيتي، لا علاقة لها بموكله، الذي كان خارج أرض الوطن في 10 يونيو 2002.

وكانت عناصر الشرطة الإسبانية استنطقت حوالي 20 مغربيا معتقلا في غوانتنامو، ما بين 21 و26 يوليوز 2002، رفقة عناصر من وكالة الاستخبارات الأميركية. C.I.A
وكانت عائلات المعتقلين المغاربة في غوانتنامو ناشدت العديد من المنظمات الحقوقية من أجل متابعة ملفات أبنائها والمطالبة بالإفراج عنهم، بعدما انقطعت رسائلهم، التي كانوا يبعثونها عن طريق الصليب الأحمر، مشيرة إلى أن أبناءها لا علاقة لهم بما يسمى quot;السلفية الجهاديةquot;، وأن أغلبهم سافر إلى باكستان أو أفغانستان لأسباب اقتصادية صرفة، وليس لأسباب سياسية، كما أكدت شقيقة بنموجان.

وحسب هذه المنظمات، التي تتابع قضية سجناء معتقل غوانتنامو الأميركي، فإن عدد السجناء المغاربة، الذين كانوا معتقلين بهذا السجن، بلغ 18 سجينا.
وتسلم المغرب من السلطات الأميركية تسعة مغاربة من غوانتنامو، خمسة منهم في شهر آب 2004، وثلاثة في فبراير2006، وواحد في أكتوبر2006. وأحيل جميعهم على القضاء، قبل ان يقضي ببراءة بعضهم وسجن البعض الآخر بعد إدانتهم بتشكيل عصابة إجرامية، والتزوير واستعماله، والهجرة غير الشرعية والانتماء إلى منظمة إرهابية دولية.

كما قامت السلطات الأميركية بترحيل خمسة مغاربة آخرين ممن يحملون الجنسية المزدوجة إلى مقر إقامتهم بكل من بلجيكا وبريطانيا وفرنسا واسبانيا، حيث هم محل متابعة قضائية.
وكشف تقرير منظمات دولية غير الحكومية هوية 728 معتقلا من 744 ممن نقلوا إلى غوانتانامو، ومروا جميعهم بأجواء أو تراب البرتغال، وتمكنت المنظمة من معرفة ذلك بمراجعة سجلات هيئة الطيران المدني، وشهادات بعض زبائنها ووثائق رفعت واشنطن عنها السرية، تحدد يوم وصول كل سجين إلى المعتقل. ويتبين منها أن البرتغال وإسبانيا لعبتا دورا أكبر مما اعترفتا به.