إسرائيل تقول لمصر: أحسنوا رعاية بدو سيناء
شرم الشيخ (مصر): قد لا يلاحظ زائر شرم الشيخ، المنتجع السياحي المصري البراق الذي يقع على سواحل البحر الأحمر أنه أيضاً مسكن للبدو الذين يعيشون على السياحة، أو بالأحرى على مخلفاتها.

ففي رحلة تبعد مسافة 20 دقيقة بالسيارة عن الطريق الرئيسي يمكنك أن تصل إلى منطقة استقر فيها البدو في ضواحي المدينة، وهناك تعيش نوال، وهي امرأة يافعة تخرج كل يوم مع أختها الصغرى إلى مقلب النفايات الرئيسي لفرز القمامة.

وفي تذكرها للماضي قالت نوال: quot;لقد كنا نعيش حياة جيدة. كان عندنا الكثير من الحيوانات وكنا نصنع الحليب والزبدة والجبن... كانت الحياة جميلة وكان كل شي متوفراً ولكن الوضع الآن مزرٍquot;.

وقد عانى البدو في جزيرة سيناء الذين يقدر عددهم بحوالي 30,000 شخص من القحط خلال السنوات القليلة الماضية مما دفعهم لتغيير أنماط معيشتهم إذ لم يعودوا قادرين على تحقيق بعض الدخل من حيواناتهم.

وقال عتيق سلام: quot;عندما اختفت المراعي، كان علينا الرحيل... كان علينا أن نأتي إلى شرم الشيخ للاستقرار هنا بالقرب من مكب النفاياتquot;.

وما جذب البدو إلى شرم الشيخ هو ازدهار صناعة السياحة فيها التي تطرح نفايات على مدار العام.

مشروع إعادة التدوير

وفي منتجع نويبع السياحي الذي يقع على بعد 150 كلم من شرم الشيخ على خليج العقبة، تقدم منظمة غير حكومية تدعى quot;حمايةquot; المساعدة للمحتاجين من البدو.

وتقوم هذه المنظمة بجمع النفايات وفرزها وبيع جزء من النفايات الصلبة لتغطية مصاريفها وتقديم النفايات العضوية بالمجان للبدو المحتاجين ليقوموا ببيعها والاستفادة من ثمنها.

وقال وليد السيد الذي يعمل في هذا المشروع: quot;نقوم بفصل النفايات الصلبة عن العضوية ونوزع الأخيرة مجاناً على البدو المحتاجين. أما النفايات الصلبة فنضغطها ونبيعها للمصانع في القاهرةquot;.

وأضاف السيد أن عائدات بيع النفايات الصلبة تساعد المنظمة في تمويل مشاريع تنموية في المنطقة. ومن هذه المشاريع تجديد مدارس ابتدائية في جنوب سيناء وإقامة رقع خضراء وسط المناطق الحضرية.

ومع ذلك لا يشعر جميع البدو بالرضا حيث قال إبراهيم سويلم، وهو بدوي لا يحصل على النفايات التي توزعها المنظمة غير الحكومية لأنه غير مصنف ضمن الفئة المحتاجة: quot;لقد اتفقت المنظمة مع الفنادق المحلية لاستلام نفاياتهم. لن يتمكن البدو بعد الآن من الحصول عليها مجاناً وهذا ظلمquot;. ويرى سويلم أن وضع البدو سيكون أفضل إذا تدبروا أمورهم بأنفسهم.

المصدر: شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)