الدوحة: أبلغ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قمة للأمم المتحدة للتنمية يوم السبت ان مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى تجاوزها الزمن وان أي حل للأزمة المالية يتعين ان تشارك فيه الصين والهند والبرازيل والاقتصادات الصاعدة الأخرى.
وقال ساركوزي الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي حاليا ان الأزمة يجب ألا تطغى على حاجات الدول الفقيرة.
وأضاف قائلا quot;بسبب هذه الأزمة يمكننا ان نتبنى اتجاهين.. إما ان نواصل السير أو أن نجعل هذا فرصة لتغيير العالم وتغيير النظام المالي العالمي.quot;
ومضى قائلا quot;نعتقد انه في إطار صندوق النقد الدولي يتعين ان يكون للدول النامية مقعد وان تلعب دورا أكثر أهمية... نعتقد ان صيغة مجموعة الثماني التي كانت مفيدة في وقت ما أصبحت الآن بالية.quot;
وقال ساركوزي ان اوروبا كانت تريد ان يحضر الاتحاد الافريقي ومجلس التعاون الخليجي اجتماع مجموعة العشرين الذي عقد في واشنطن في وقت سابق من الشهر الحالي.
وساركوزي هو الزعيم الغربي الوحيد الذي يحضر اجتماع الأمم المتحدة في الدوحة. وأثار غياب رئيسي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي عن الاجتماع تساؤلات بشأن حجم النتائج التي يمكن للمؤتمر ان يحققها في غياب عدد كبير من اللاعبين الأساسيين.
ووبخ الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون زعماء الدول الغنية يوم الجمعة لعدم مشاركتهم في المؤتمر بأعداد أكبر.
وقال quot;اذا لم تعالج الأزمة المالية التي نعانيها اليوم بطريقة صحيحة فانها ستصبح أزمة انسانية في الغد... نحتاج ان نرى إحياء جولة الدوحة (لمحادثات التجارة) واختتامها بنجاح في أسرع وقت ممكن.quot;
ومؤتمر الدوحة للمعونات ليس له علاقة بجولة محادثات الدوحة لمنظمة التجارة العالمية.
وقال باسكال لامي مدير عام منظمة التجارة العالمية أمام مؤتمر الدوحة يوم السبت ان من الضروري توجيه رسالة من الدوحة بأن الدول الفقيرة لن تتسول المعونات وأن هناك حاجة ماسة الي الالتزام بالتجارة.
وتشكو الدول النامية من انها تدفع ثمن أزمة مالية لم يكون لها دور في إيجادها قائلة انها ليس لها صوت يُذكر في المؤسسات الدولية وطالبت بمقاربة جديدة الى النظام المالي العالمي.
وقال فراديك دي مينزيس رئيس ساوتومي وبرنسيب وهو بلد يتألف من جزر صغيرة قبالة ساحل غرب افريقيا نفذ برامج للتعديل الهيكلي على مدى السنوات العشر الماضية quot;القطاع الزراعي في بلدي أصبح الان مفلسا نتيجة لنصائح المؤسسات الدولية.quot;
واضاف قائلا quot;نعتقد انه حان الوقت لان يكون لدينا قدر أكبر من الخيال وان يكون بمقدورنا إيجاد افكار أُخرى. ربما سيكون بمقدورنا إيجاد حلول من جانبنا لمساعدة شعوبنا.quot;
وتتزايد التقوعات بأن المؤتمر الذي يستمر حتى الثاني من ديسمبر كانون الاول سيحث خطى أهداف الامم المتحدة لتقلي الفقر المدقع. لكن مع انشغال الزعماء الغربيين بالازمة المالية العالمية فان وكالات المعونات لا تجد أمامها سوي مناشدة الحكومات أن تفي على الأقل بالتعهدات التي قدمتها في السابق.