الدوحة: نوّه الرئيس السوداني عمر البشير بالعلاقات القطرية - السودانية، مؤكداً في لقاء مع الجالية السودانية مساء أمس قبيل مغادرته الدوحة أنه بحث مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على هامش مشاركته في قمة المتابعة لتمويل التنمية ماهو مطلوب من السودان لإنجاح المبادرة العربية الافريقية التي تقودها قطر بشأن دارفور.

وشدّد على أن أجندة قطر في السودان هي أجندة استقرار وسلام وأمن ورفاهية للمواطن السوداني ولا أجندة غيرها.

كما لفت إلي قناعة السودان بقدرة قطر علي التحرك والإنجاز، مشيداً quot;إن قطر استطاعت إطفاء حريق لبنان الذي فشلت القوي الاقليمية والدولية في اطفائهquot;، ومطمئناً إلى أنquot;ملف دارفور في يد قطر الآن، وهي تقوم باتصالات مع كل الأطراف، وليس الحكومة والحركات المسلحة فقط، لأن تعقيدات القضية أكبر من ذلكquot;.

وأشاد البشير بعلاقات قطر الخارجية ودبلوماسيتها الواعية ذات الأهداف المحددة التي تسير عليها، معلناً اقتناعه بـ quot;أن كل ماقامت به قطر تجاه السودان كان في الاتجاه الصحيحquot;.

وأوضح أن مبادرة أهل السودان التي صاغتها قوى سياسية واجتماعية سودانية عقب اجتماعات مكثفة قبل أيام تهدف الى جمع القوى السياسية والاجتماعية علي صعيد واحد، لبحث قضية دارفور تمهيداً للسلام التام.

وأكد التعاون مع قطر لبناء محطة في بورتسودان في شرق السودان تعمل بالغاز القطري، في اطار مشروعات عدة سينجزها السودان في مجال الطاقة الكهربائية في عدد من مناطقه.

وجدّد التزامه بوقف إطلاق النار في دارفور، مشيراً إلى أن حكومته تفرّق بين الحركات المسلحة التي لها أهداف سياسية والعصابات واللصوص.

كما أعرب البشير عن سعادته بلقاء أبناء الجالية السودانية في قطر رغم عدم الترتيب للقاء.
ونوه بمتانة العلاقات الاخوية والتاريخية بين البلدين وقال نحن علي قناعة بأن متانة هذه العلاقة وراءها في الأساس أبناء الجالية السودانية في دولة قطر الذين يحظون بالدعم والرعاية في وطنهم الثاني قطر.

وثمّن جهود قطر أميرا وحكومة وشعبا في دعم السودان والحرص على استقراره وسلامة أراضيه وإحلال السلام في دارفور، لافتاً إلى أن قطر تقف مع السودان في كل قضاياها العادلة خاصة وانها عندما كانت عضوا في مجلس الامن قامت بدور كبير تجاه الدفاع عن وحدة السودان واستقراره.

وأكد ان دولة قطر خير مدافع عن السودان سواء علي مستوي المنظمات الاقليمية او مشروعات التنمية والاستثمار مذكّراً بدور قطر المهم في انهاء الحرب في شرق السودان خاصة أن من الجهة الشرقية أهم الاهداف الاستراتيجية للسودان وفيها ميناء بور تسودان.

وفي سياق متصل، كان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية جون هولمز أشاد بالمبادرة العربية الافريقية التي تقودها دولة قطر لحل مشكلة دارفور، معرباً عن أمله في ان تنجح لتضع حدا للوضع الانساني الخطر الذي ما زال مستمرا.

وثمن في مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر بعثة الامم المتحدة في الخرطوم اعلان الرئيس السوداني الخاص بوقف اطلاق النار من طرف واحد، داعيا جميع الاطراف الالتزام به ووضعه موضع التنفيذ معتبراً الحل السياسي لمشكلة دارفور هو الضمان الوحيد لتسوية الوضع في المنطقة.

ولفت إلى أن الأوضاع الإنسانية في دارفور لم يطرأ عليها تغيير كبير، مبيناً ان منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى العاملة في الحقل الانساني لا تزال تقدم المساعدات لأكثر من 4 ملايين شخص في أكبر عملية إنسانية للأمم المتحدة.