ألمانيا تعارض ضم أوكرانيا وجورجيا للناتو
بروكسل: من المتوقع أن يدخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم بحذر في عملية كسر الجليد من على علاقاته مع روسيا مع وصول باراك أوباما في يناير المقبل إلى الإدارة الاميركية الذي قد يحدث تغييرا في توزيع الاوراق. ولا يخفى على الحلفاء الاوروبيين للولايات المتحدة امكانية حدوث تحول في الدبلوماسية الأميركية تجاه موسكو سواء كانوا من انصار تشديد او تخفيف الحزم تجاهها.

وهناك توجه خلال اجتماع وزراء خارجية الدول ال26 الاعضاء في الحلف الذي يبدا اليوم ويستمر ليومين في حضور وزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس للمرة الاخيرة الى اتخاذ تدابير معتدلة تجاه المسألة الروسية. ولخص المتحدث باسم حلف (ناتو) جيمس اباثوراي في مؤتمر صحافي امس الوضع قائلا quot;سيبحث الوزراء غدا كيفية التحرك قدماquot; من دون ان يصدر أي حكم مسبق على نتائج الاجتماع.

الا انه وفقا لدبلوماسيين غربيين فقد يقرر وزراء خارجية الحلف استئنافا جزئيا للعلاقات بين الحلف وروسيا والتي كانت قد تجمدت اثر الصراع الروسي الجورجي في اغسطس الماضي من دون ان يصل الامر الى حد تطبيع كامل للعلاقات.

وعلى الرغم من ان الحلف كان قد أعلن انه لا يمكن استمرار العلاقات مع روسيا وكان شيئا لم يكن بسبب تدخلها في جورجيا غير ان الاتحاد الاوروبي الذي ينتمي معظم اعضائه لحلف الناتو قد قرر استئناف المفاوضات مع روسيا بشأن تعزيز الشراكة بين الطرفين.

ويتوقع المراقبون ان يقترح الوزراء ال26 فضلا عن وزيري خارجية البلدين الضيفين المشاركين في اجتماع الغد (البانيا وكرواتيا) تعميق التعاون مع جورجيا واوكرانيا وهما البلدين اللذين يسعيان للانضمام الى الحلف وهو ما يثير استياء روسيا ولكن من دون دعوة هذين البلدين لبدء مناقشة للانضمام الى الناتو وهو ما اكده المتحدث باسم الحلف. وكانت رايس قد دعمت هذا الحل علنا الاربعاء الماضي عندما قالت ان امام كييف وتبليسي سنوات قبل تلبية المعايير المطلوبة للانضمام الى (الناتو) وهو ما رحب به الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف.

وعلى الرغم من عدم اليقين حول توجه الادارة الاميركية الجديدة حيال الموضوع الا ان الحلف ليس بوضع يمكنه اليوم على أي حال اصدار قرار نهائي حول الملف الروسي وذلك لانقسام المواقف داخله.

ويرى عدد من اعضائه مثل المانيا وفرنسا وايطاليا الحاجة الملحة لاقامة شراكة حقيقية مع روسيا لدمجها بنظام امني مستقر في اوروبا ولكسب تأييدها الاساسي حول القضايا الدولية مثل الملف النووي الايراني.

وفي مقابل هذا الموقف يأتي موقف اميركا وبريطانيا ودول اوروبا الشرقية والوسطى المتخوف من اعطاء روسيا حقا ولو بصورة غير مباشرة بالتدخل في قرارات الحلف خصوصا بما يتعلق بالتوسع.