أبوظبي- وكالات: كانت دولة الإمارات في طليعة الدول التي دعمت العراق ووقفت إلى جانب شعبه حتى يستعيد عافيته ويتجاوز المحنة التي يمر بها، وما زالت تدعم العملية السياسية فيه، وكذلك جهود إعادة إعماره.
وتنظر الإمارات بعين من الأمل إلى الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية من أجل تحقيق الوحدة الوطنية وإرساء الأمن والاستقرار في ربوع العراق.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لدى استقباله رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في 7 يوليو الماضي أن دولة الإمارات العربية المتحدة قررت إلغاء كل الديون المستحقة على العراق، والبالغة 4 مليارات دولار، مقدّمة في أوقات مختلفة، إضافة إلى الفوائد المترتبة عليها.
وأوضح الشيخ خليفة أن قرار دولة الإمارات إلغاء ديونها المترتبة على العراق هو تعبير عن أواصر الأخوة والتضامن بين البلدين ومساعدة للحكومة العراقية لتنفيذ خطط ومشروعات إعادة الإعمار وتأهيل المؤسسات والمرافق المختلفة في العراق. معرباً عن أمله في أن يسهم القرار في التخفيف من الأعباء الاقتصادية التي يواجهها الشعب العراقي الشقيق، ومؤكداً أن الإمارات لن تتأخر في تقديم كل أشكال العون المادي والمعنوي للعراق.
وأكد رئيس الدولة في هذا الصدد أن استعادة الأمن في العراق يمثل حجر الزاوية في جهوده لإعادة تأهيل مؤسساته واستعادة دوره الفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية.
وشدد على ضرورة المبادرة إلى مساعدة العراق بشتى السبل لتحقيق هذا الهدف، مشيراً إلى أن دولة الإمارات وانطلاقاً من شعورها بأهمية تواصل العراق بمحيطه العربي بادرت للإعلان عن قرار إعادة فتح سفارة الدولة في بغداد.
وأشار إلى التحسن النسبي في المناخ الأمني في العراق، واعتبره عاملاً مشجعاً يساعد في نجاح العملية السياسية في العراق، داعياً مختلف فئات الشعب العراقي وتياراته السياسية إلى الالتفاف حول الحكومة الشرعية ونبذ كل أشكال العنف الطائفي والمذهبي والانخراط في العملية السياسية، وصولاً إلى استعادة العراق لعافيته واستقراره الأمني ودوره السياسي.
ولفت وزير الداخلية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أن الامارات لا تدخر جهداً من أجل دعم المساعي الدولية والإقليمية الرامية إلى مساندة شعب العراق وحكومته، آملين أن تساهم المبادرة الأخيرة في شطب ديون العراق البالغة مع فوائدها أكثر من 7 مليارات دولار.
وكذلك إعادة فتح السفارة الإماراتية في بغداد، في تشجيع جميع فئات شعبه على نبذ كل أشكال العنف الطائفي والمذهبي والانخراط في العملية السياسية التي تتطلب الالتزام باحترام وحدة العراق وسيادته واستقراره والحفاظ على هويته العربية ورفض أي توجهات لتقسيمه أو تجزئته.
كما أشادت دولة الإمارات العربية المتحدة بجهود الحكومة العراقية في تحقيق الأمن والاستقرار والتزامها بنزع سلاح الميليشيات والجماعات المسلحة الخارجة عن القانون وحرصها على تكوين جيش وطني عراقي وجهاز شرطة كمؤسسات وطنية لتوفير الأمن والأمان للعراقيين كافة ولحماية سيادة العراق ووحدة أراضيه.
وقال السفير طارق أحمد الهيدان في المؤتمر الثاني لوثيقة العهد الدولي لدعم العراق الذي عقد في العاصمة السويدية ستوكهولم في 30 مايو الماضي بمشاركة نحو 100 دولة ومنظمة إن الإمارات تتابع باهتمام الجهود المبذولة لتحقيق التوافق السياسي والمصالحة الوطنية في العراق، وتتمنى أن تتواصل العملية السياسية من أجل التوصل إلى مصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع مكونات الشعب العراقي لتحقيق الأمن والاستقرار وإعادة الإعمار في العراق.
واعتبر الهيدان أن مشاركة الدولة في المؤتمر نابعة من قناعاتها ومتابعاتها عن كثب لتطورات الأحداث في العراق، وحرصها الدائم على مواصلة دعم حكومة العراق وشعبه، لمساعدتها في جهودها الرامية في بناء عراق آمن ومستقل ينعم بالرخاء والتنمية ويتمتع بالسيادة الوطنية الكاملة والوحدة الإقليمية من دون التدخل في شؤونه الداخلية.
وأشار إلى أن الإمارات كانت سباقة في احتضان الاجتماع الأول للجنة التحضيرية للعقد الدولي مع العراق الذي عقد في أبوظبي خلال سبتمبر2006 والذي صدر عنه إعلان أبوظبي، كما استضافت اجتماع لجنة المانحين للصندوق الدولي لإعادة اعمار العراق الذي عقد في أبوظبي خلال فبراير 2004 والعديد من المؤتمرات التي تهدف إلى دعم العراق ومساندته، إضافة إلى توليها تدريب عدد من الكوادر الدبلوماسية والشرطية والإدارية والمالية من أجل تطوير قدراتهم وكفاءتهم وذلك في إطار التعاون بين البلدين.
ونوّه الهيدان بأن قيمة المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جمهورية العراق بلغت أكثر من 100 مليون دولار، وتمثلت في شكل مساعدات ومشروعات خيرية قدمت إلى الشعب العراقي مباشرة، وكان آخرها تبرع رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بعشرة ملايين دولار لدعم عمليات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي تهدف الى مساعدة اللاجئين العراقيين إلى سوريا.
التعليقات