توقعات بإثارة قضية الطبيبين المصريين المحكومين بالسجن والجلد
قمة مصرية ـ سعودية وتدشين سفينتي القاهرة والرياض
نبيل شرف الدين من القاهرة:
يجري الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الجمعة محادثات مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمدينة جدة، وصفت رسميًا بأنها تأتي في إطار التنسيق والتشاور حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية من دون الخوض في مزيد من التفاصيل حول أجندة محادثات القمة، كما سيشهد الرئيس المصري والعاهل السعودي أيضاً مراسم تدشين سفينتين أهدتهما السعودية لمصر، لدعم الأسطول التجاري المصري العامل في خدمة نقل المسافرين والبضائع بين البلدين عبر البحر الأحمر .

وتسود توّقعات في أوساط سياسية مصرية بأن تتطرق القمة بين الرئيس مبارك والملك عبد الله بن عبد العزيز إلى قضية الطبيبين المصريين المحكومين بالسجن والجلد في السعودية، كما أعرب نشطاء في منظمات المجتمع المدني في مصر عن تفاؤلهم بإمكانية صدور قرار عفو من قبل العاهل السعودي عن الطبيبين المصريين، غير أن مصدراً دبلوماسياً في القاهرة رأى أن إثارة مثل هذا المسألة مستبعد على مستوى القمة، وربما يترك لمستويات سياسية أدنى لتحسمه وفق تفاهمات وتوازنات وصفها المصدر الذي تحدث إلى (إيلاف) بأنها quot;دقيقة وهادئة، وبعيدة عن الصخب الإعلاميquot;، على حد تعبيره .
توقعات بالعفو
وفي التفاصيل فقد أعلن مصدر سياسي في القاهرة أن زيارة الرئيس المصري حسني مبارك إلى السعودية اليوم الجمعة، تأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمرين حول القضايا الدولية والإقليمية، بينما أوضح المصدر أن مبارك سيعقد فور وصوله لجدة مباحثات مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، تتناول حزمة من القضايا الأكثر إلحاحًا على الساحة، وفي مقدمتها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط ، بالإضافة للتنسيق بشأن التصدي لعمليات القرصنة في المنطقة المقابلة للسواحل الصومالية وخليج عدن .

كما يدشن الرئيس مبارك والعاهل السعودي سفينتي ركاب سريعتين لنقل المواطنين بين مصر والسعودية عبر البحر الأحمر، إحداهما تحمل اسم القاهرة والأخرى تحمل اسم الرياض وهما مقدمتان كهدية من السعودية إلى مصر .
وتأتي هذه القمة المصرية السعودية في أعقاب أزمة أثارتها قضية الطبيبين المصريين اللذين حوكما في السعودية، وقضي بجلدهما وسجنهما، وهو ما تفجرت على أثره حالة واسعة من الجدل في الصحف ووسائل الإعلام المصرية تأييدًا لموقف الطبيبين ضد العقوبات المفروضة عليهما .

أما في القاهرة فقد تفاوتت التوقعات بشأن مدى احتمال إقدام العاهل السعودي على إصدار قراره بالعفو عن الطبيبين، غير أنه قبيل الإعلان عن هذه القمة صرح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بأنه وجه رسالة إلى نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، عبّر فيها عن وجهة النظر المصرية حيال هذه القضية، موضحاً quot;أن هناك حوارًا هادئًا يجري حاليًا مع السعودية في شأن القضية، وهو حوار يقوم على احترام القضاء والقوانين السعودية، وفي الوقت نفسه على احترام مواطنينا وإنسانيتهمquot;، على حد تعبير الوزير المصري .

وتوقعت مصادر مصرية أن يعود الطبيبان المصريان على متن طائرة مبارك الرئاسية، غير أن هذه التوقعات لا تتسق مع ما سبق أن أعلنه عدد من المسؤولين السعوديين بشأن خطورة الجرائم المنسوبة إلى الطبيبين المصريين، والتي تشمل انتهاك الحرمات وخيانة الأمانة وغير ذلك.