مرسوم سوري بإقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان

فرنسا تعد مشروع قرار لترسيم الحدود اللبنانية السورية

خوري: المجلس الأعلى اللبناني السوري باق مع التمثيل الدبلوماسي

وزير الإعلام السوري: مستعدون لتقديم كل شيء إلى لبنان لإزالة التوتر

بيروت: أشارت مصادر ديبلوماسية لصحيفة quot;النهارquot; الى ان التمديد للجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري والاغتيالات الاخرى سيحصل منتصف الشهر الحالي، وأن عملية انشائها تسير بطريقة طبيعية على رغم كل المصاعب التي أعلنها الامين العام للامم المتحدة بان كي ndash; مون. وستبدأ المحكمة الخاصة بلبنان اعمالها كما اعلن بان في اول آذار، لكن ذلك لن يؤدي الى صدور قرار ظني واضح في مطلع آذار، اي ان المحكمة ستكون جاهزة للعمل ولكن ليس لإصدار قرارات اتهامية او جلب المتهمين.

وفي هذا السياق ان بدء اعمال المحكمة لن يؤثر على مجرى الانتخابات النيابية كما يعتقد البعض. وتوضح في هذا الصدد انه سيصعب على التحقيق جمع الأدلة الثبوتية الكافية لضلوع القيادة السورية في الاغتيالات، وان الاتهامات التي ستوجه ستصدر بحق افراد لبنانيين او سوريين او غيرهم من ارهابيين شاركوا في الاغتيال او هم ضالعون في التحضير له. وأوضحت المصادر انه خلال المحادثات بين الرئيس بشار الاسد والوفد الفرنسي لم يتطرق الطرفان الى موضوع المحكمة الخاصة، فباريس تعتبر ان المحكمة الخاصة بلبنان خارجة عن ارادتها ولديها الاستقلالية التامة في عملها.

واعتبرت هذه المصادر ان المحادثات التي دارت اخيراً بين الوفد الفرنسي والرئيس السوري كانت ناجحة. وقد جرى تقويم للاجندة التي وضعتها باريس من اجل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الرئيسان السوري واللبناني. وتوضح ان هذه الاجندة تنفذ، وان باريس تشعر بوجود تجاوب سوري. فقد تم الاتفاق بين الطرف اللبناني على اسماء السفيرين اللذين سيمثلان البلدين. ومن المفترض ان يكون اول سفير لبناني في دمشق سفير لبنان لدى قبرص ميشال خوري. وتحض باريس دمشق على التبادل كما كان مقررا قبل نهاية السنة الحالية.

وتقر المصادر بان قول سوريا ان التأخير يعود الى البحث عن مركز للسفارة السورية في المنطقة الشرقية في جوار منطقة بعبدا هو تضييع للوقت، ويمكن السفير ان يقيم في اي مكان موقت. وتوضح في هذا السياق ان هناك اقتناعاً فرنسياً بان التبادل سيتم حتى اذا حصل بعض التأخير. وباريس تعي تماماً الواقع الحالي وتتعامل معه ببراغماتية بعيداً عن السذاجة، وان اي تراجع سوري على ما تم التوافق عليه سيؤدي حتماً الى اعادة النظر في العلاقات مع دمشق من باريس وشركائها الاوروبيين.

ولاحظت باريس منذ ان وضع الملف النووي السوري على طاولة المحادثات بعد انفتاح دمشق على اوروبا، ان هناك توترا وتشددا في الموقف السوري قد يؤدي الى بعض التراجع عن مواقف كانت قد جرت الموافقة عليها او حتى تجميد التقدم فيها، وباريس نصحت دمشق بالشفافية في تعاملها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي ستتابع هذا الملف حتى التوصل الى نتيجة. وليس لدى دمشق اي مصلحة حالياً في إخفاء معلومات عن الوكالة، كما انها تحضها على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

وتعتبر المصادر ان الرئيس الاسد ايجابي وجاد في تعامله مع باريس على جميع الصعد، لكنها ترى ان الرئيس السوري يسعى الى احترام بعض التوازنات الداخلية مع الحزب الحاكم، وبخاصة بعد الانفتاح الذي قرره على الدول الغربية. وان دور وزير الخارجية وليد المعلم هو المحافظة على هذه المعادلات. وتخشى باريس ان تكون بعض اختلافات اسباب التشنج في بعض المواقف تعود الى اختلافات في وجهات النظر داخل النظام السوري. ومن ناحية ثانية تشير الى ان تقدماً ملموساً حصل في اعمال اللجان المشتركة اللبنانية ndash; السورية. وقد تم التوافق على البدء بترسيم الحدود بدءاً من الحدود الشمالية للبلدين. وتوضح ان ترسيم حدود مزارع شبعا او الاقرار بلبنانيتها لن يتم من دمشق سوى بعد السلام مع اسرائيل. وقد تم تبادل لوائح في لجنة السجناء والمفقودين وحصل تقدم يتعلق بالسجناء غير انه لم يتم اي تقدم في ما يتعلق بالمفقودين.

وفي موازاة ذلك، فإن المجلس الاعلى السوري ndash; اللبناني برئاسة نصري خوري يعيد النظر في الاتفاقات الثنائية التي تم توقيعها بين البلدين. وتشدد المصادر على ان باريس تتابع اعمال اللجان، وقد تضع اجندة جديدة بعد اتمام التبادل الديبلوماسي بين البلدين. وتدعو باريس في هذا الصدد دمشق الى التزام الايجابية في انفتاحها وتعاملها مع المجتمع الدولي لان التحركات السلبية لن تؤدي الى اي تقدم في فرض دمشق نفسها على الساحة الاقليمية. بمعنى آخر، على سوريا استقطاب الاهتمام الدولي بطريقة ايجابية وليس بالطرق السلبية التي كانت تتبعها حتى الآن لتكون جاهزة على انفتاح قد تقوم به الادارة الاميركية الجديدة.

وتقول المصادر ان باريس تسعى جاهدة الى تعزيز السلطات الرسمية اللبنانية والرئيس سليمان. وتعتبر الديبلوماسية الفرنسية ان الرئيس منذ انتخابه اعاد الى الدولة اللبنانية بريقها. وسيقوم خلال منتصف آذار المقبل بزيارة دولة يتم حالياً التحضير لبرنامجها بين باريس وبيروت. ويود الرئيس نيكولا ساركوزي والسلطات الفرنسية استقبال الرئيس اللبناني بحفاوة كبيرة، على ان تتكلل الزيارة بنجاح باهر لدعم الشرعية اللبنانية وتعزيز دور الرئاسة اللبنانية. وتعود آخر زيارة دولة لباريس الى اوائل عهد الرئيس لحود.