لندن: في الصحف البريطانية الصادرة صباح الثلاثاء نطالع مقالات تتناول التغيرات التي قد تطرأ على هيكلية الناتو والرد الهندي على هجمات مومباي والمشاريع التي يخطط فريق أوباما للقيام بها لانعاش الاقتصاد وانبثاق نظام اقتصادي عالمي جديد ذي ملامح أكثر انسانية.
ففي صحيفة الجارديان يكتب نيك ويتني، وهو المدير السابق لوكالة الدفاع الأوروبية مقالا بعنوان quot;موت الناتوquot; يقول فيه ان كل المؤسسات التي ينشؤها الإنسان، كما الانسان، تموت بعد استنفاذ مهامها.
في حال الناتو كان ذلك واردا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وحل حلف وارسو ونهاية الحرب الباردة، ولكن جاءت حرب البلقان في التسعينيات من القرن الماضي لتمد في حياته، ثم بعد حوالي عقد من الزمان جاءت أحداث سبتمبر، وهي أيضا اضافت الى عمره أعواما أخرى.
لا تزال الولايات المتحدة تضطلع بمسؤوليات دولية، وكثيرا ما تحس بعض الدول الأوروبية بالضيق لاضطرارها للمشاركة بتلك المهام المرتبطة بالحرب على الارهاب التي تعنبرها الدول الأوروبية مفهوما خطرا وفيه بعض المغالطة، كما تزعجها المشاركة في استفزاز جارتها روسيا والعالم الإسلامي.
هذا أحد مظاهر غياب التوازن من العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا في حلف الناتو، ولكن بامكان الولايات المتحدة الاعتماد على حاجة الأوروبيين للناتو، فهو يعفيهم من المسؤولية فيما يتعلق بأمنهم، وهذه واحدة فقط من امتيازات عضوية الناتو.
ويتابع كاتب المقال استعراض الوسائل الكفيلة بتحسين توازن العلاقة بين طرفي الأطلنطي في حلف الناتو، فالطرفان يدركان انه بالرغم من خلافاتهما فهما لا يستطيعان الاستغناء عن بعضهما البعض، لأن كل طرف هو الصديق الأفضل الممكن للآخر.

أما افتتاحية صحيفة الاندبندنت فجاءت بعنوان quot;الهند يجب أن تكون حريصة على أن لا تخدم الإرهابيينquot;.
تتطرق الافتتاحية الى اشاعات تتحدث عن نية الهند توجيه ضربة جوية الى القواعد في الأراضي الباكستانية التي يفترض ان منفذي هجمات مومباي قدموا منها.
وتقول الافتتاحية ان الهند تتعرض لضغوط من شعبها في هذا الاتجاه، ولكنها تحذر الهند من مغبات الانسياق لتلك الضغوط.
ويؤكد كاتب الافتتاحية ان هذا هو أفضل ما يسعى اليه الارهابيون، وهو ضرب نظامين ديموقراطيين ببعضهما البعض.
وكذلك فان خطوة كهذي كفيلة بأن تؤجج مشاعر المواطنين وتشجع التطرف في الدولة التي ستتعرض الى الهجوم.
ويستنتج المقال ان قيام الهند بهجوم ضد قواعد في الأراضي الباكستانية سيصب في مصالح الإرهابيين.

وفي صحيفة التايمز مقال بعنوان quot;انهيار تاريخي، بحجم انهيار الشيوعيةquot; كتبه روبرت بيستون.
يقول كاتب المقال ان التغيرات التي أفرزتها الأزمة الاقتصادية العالمية هي في أهمية انهيار الشيوعية.
ويضيف انها ستخلق نمطا جديدا من النظام الرأسمالي، حيث سيبدو هذا النظام الجديد أكثر عدالة وأقل تغريبا من النظام الذي كان سائدا في السنوات الثلاثين الماضية.
انقاذ النظام سيتطلب أن يتحول الى نظام أكثر رحمة ورقة، وأن يكون أقل شبها بكازينو القمار، حيث الرابح يأخذ كل شيء.

أوباما يعلن عن ضخ تريليونات الدولارات في جسد الاقتصاد الأميركي لمنعه من الانهيار
وفي صحيفة الفاينانشال تايمز تحليل بعنوان quot; أوباما يحفر عميقا حتى يتجنب الثقب quot;.
جاء في التحليل انه على الرغم من ان فريق أوباما لا يرغب في الإفصاح عن مخططاته المالية فان التركيز يجري على نقطتين رئيسيتين: ان المشاريع التحفيزية التي سيتبناها الفريق ستكون كبيرة جدا، وأنها ستتضمن مشاريع ضخمة في مجال البنية التحتية، الأكبر منذ انشاء الطرق العامة الاتحادية في الخمسينيات من القرن الماضي.
الاقتصاد الأميركي يشهد تقلصا بمستوى يبعث على القلق، يقول كاتب التحليل، حيث فقد نصف مليون شخص وظائفهم في شهر نوفمبر/تشرين ثاني فقط، وكل الأدلة تشير الى أن هذا الكساد سيطول وسيكون عميقا، كما يؤكد كاتب المقال .
وسبب التركيز على البنية التحتية في الانفاق الحكومي ان الأزمة ستطول، وبالتالي فالاستثمار في مشاريع كبيرة للبنية التحتية هو الأكثر ملاءمة.
وسيشمل الانفاق أيضا العاطلين عن العمل وأصحاب البيوت التي تتهددها المصادرة، وكذلك تجري دراسة أن يشمل الانفاق القطاع الصحي وتشجيع الاستثمارات في مجال البيئة.