واشنطن: أحيت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا الذكرى العشرين لحادثة تفجير طائرة الخطوط الجوية الأميركية quot;بان أميركانquot; فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية والتي راح ضحيتها 270 شخصا.

وكانت الرحلة رقم 103 لخطوط طيران quot;بان أميركانquot; قد انفجرت في الجو فوق البلدة المذكورة في الحادي والعشرين من شهر ديسمبر من عام 1988، مما أسفر عن مصرع جميع ركابها، بالإضافة إلى مقتل 11 شخصا من سكان المنطقة التي وقع فيها الحادث.

يُشار إلى أن الليبي عبد الباسط المقراحي، وهو ضابط استخبارات ليبي سابق يبلغ من العمر 56 عاما، كان قد أُدين عام 2001 بتهمة تفجير الرحلة المذكورة، وذلك بعد محاكمة جرت في هولندا بموجب القانون الاسكتلندي وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

ووقوفا عند رغبة سكان لوكربي، فقد تم تنظيم عدد من التجمعات في البلدة quot;على مستوى متواضعquot; إحياء لذكرى الضحايا.وتم إعداد quot;أماكن خاصة لتذكر الضحاياquot; في لوكربي، كما تم وضع أكاليل من الزهور في مقبرة درايفيسديل، بالإضافة إلى إقامة الصلوات في كنيسة البلدة مساء على أرواح الضحايا.

وفي الولايات المتحدة تم إحياء الذكرى خلال تجمع قرب نصب ضحايا لوكربي في مقبرة أرلينجتون الوطنية في واشنطن دي سي.

وبعد الساعة 19:00 بتوقيت جرينتش بقليل، وهو موعد انفجار الطائرة، أحيت عائلات الضحايا الذكرى بدقيقة صمت.

وكانت محكمة الاستئناف في مدينة أدنبرة الاسكتلندية قد رفضت الشهر الماضي إطلاق سراح المقراحي الذي تقدم بالتماس للإفراج عنه بكفالة لدواعي إنسانية بعد إصابته بمرض سرطان البروتساتا الذي دخل مؤخرا مراحل متقدمة.

ورأت المحكمة أن بإمكان المقراحي، الذي كان قد رُفض له التماس مشابه عام 2002، أن يحصل على العلاج الطبي اللازم داخل السجن. وقال اللورد هاميلتون، عضو هيئة المحكمة: quot;إن المحكمة، في ضوء المعلومات المتاحة لديها، غير مقتنعة بضرورة الإفراج عن المقراحي بكفالة لدواعي إنسانيةquot;.

يذكر أن حادثة لوكربي قد أدت إلى توتر العلاقات بين ليبيا والمجتمع الدولي، الأمر الذي انتهى بفرض عقوبات دولية على طرابلس الغرب استمر لعدة سنوات.

إلا أنه تم رفع تلك العقوبات مؤخرا، وجرى تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وبريطانيا من جهة، وبين ليبيا من جهة أخرى، وذلك إثر قبول الحكومة الليبية بإجراء تسوية مالية للقضية دفعت بموجبها أكثر من 1.5 مليار دولار أمريكي كتعويض لأسر وذوي ضحايا لوكربي.

وقد اجتمع سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، مؤخرا في الولايات المتحدة مع وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، وبحث معها سبل تدعيم العلاقات بين البلدين ومسألة حقوق الإنسان في ليبيا، وذلك في مؤشر على عودة العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه قبل حادث لوكربي.

كما أجرى الزعيم الليبي معمر القذافي مؤخرا مكالمة هاتفية غير مسبوقة مع الرئيس الأميركي المنصرف جورج دبليو بوش، متوجا بذلك مسيرة التقارب البطيء بين البلدين، والتي استمرت قرابة خمس سنوات، ودشنتها ليبيا بإعلانها التخلي عن تطوير برنامج أسلحة غير تقليدية.