بيروت: إستغرب وزير الدفاع اللبناني الياس المر quot;التهشيم والتخوينquot; بحق النائب سعد الحريري بعد أن إستخدام علاقته مع روسيا لصالح الجيش اللبناني، وقال: quot;النائب الحريري رئيس أكبر كتلة نيابية في المجلس ولديه علاقات مع روسيا لمستها أنا لمس اليد، فلو أتت المساعدة الروسية اقل من مستوى علاقته مع الروس، لكان سعد الحريري مقصرًا بحق وطنهquot;.
وأضاف المر في حديث إلى برنامج الزميلة بولا يعقوبيان quot;interviewsquot; عبر قناة quot;أخبار المستقبلquot;: quot;لست وزيرًا عن تيار المستقبل ولا تربطني مصالح شخصية مع الحريري، لكن أقول للذين ينتقدون الحريري أفضل لهم أن يفكروا بمساعدة لبنان، فليقدموا عشرة بالمئة مما قدمه سعد الحريري غير قيامهم بالزيارات واستقبالهم بالهيصات والرقص على الطرقات، وبعدها فليحاسبوهquot;. وسأل: quot;هل علينا محاسبة سعد الحريري لأنه ساعدنا واستعمل علاقاته لتسليح الجيش اللبناني؟ هل يجب تحويل النائب سعد الحريري الى لاهاي لنحاكمه لأنه خان لبنان بفتحه باب المساعدة للجيش؟ أنا مسؤول وأحكّم ضميري بهذا الموضوع، وما يحكى عن سعد الحريري في هذا الإطار غير مقبولquot;. وأكمل: quot;الرئيس الشهيد رفيق الحريري بنى علاقة متينة مع الرئيس فلاديمير بوتين، وبعد استشهاده قام النائب سعد الحريري بتطوير هذه العلاقة، ومنذ مدة يقول لي النائب سعد الحريري يجب أن تزور روسيا فهي تريد دعم الجيش والمؤسساتquot;.
وأشار المر إلى أنه في حال quot;قام حزب الله بتقديم أي شيء مماثل للجيش، فأنا سأرفض أي انتقاد له وسأقول الكلام نفسه الذي اقوله اليومquot;، وتابع: quot;لست بوارد انتقاد زيارة النائب ميشال عون إلى سوريا، لكن اي شخص يريد مهاجمة الذين يساعدون الجيش عليه أن يكون قد حقق شيئًا ما، وبالمقابل أي فريق سياسي في البلد يريد ويقوم بمساعدة الجيش فسأحميه بعيونيquot;. وأردف: quot;دفاعي عن النائب الحريري لا يعني مطلقًا التحالف الانتخابي أو السياسي مع تيار المستقبل، من يدري فقد أتحالف مع العماد عون في الانتخابات، إذ إن موضوع تسيلح الجيش بعيد كل البعد عن الاستثمار السياسيquot;.
وذكّر المر بكلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان حول دعم تيار المستقبل للجيش اللبناني في حرب البارد، وقال: quot;بعد الغطاء السياسي الذي قدمه تيار المستقبل والطائفة السنية للجيش في حرب البارد، لا يمكن مطلقًا الاقتناع بالاتهامات التي سيقت بحق تيار المستقبل بدعم فتح الإسلام، فهناك تناقض أساسيquot;.
وشدد المر على أنه في حال quot;توافرت لدى كل الأطراف السياسية القوية في البلد النية الصافية لدعم الجيش، فأعتقد أنه خلال سنتين يكون لدينا جيش مجهز وقادرquot;. وردًا على سؤال، لفت المر إلى أنه quot;لو كانت التركيبة السياسية لروسيا مشابهة لتركيبة الولايات المتحدة لهاجموها أكثر من الولايات المتحدةquot;، وقال: quot;خلال حرب البارد لو كان لدينا آنذاك ثلاثة طائرات ميغ لما كانت هذه الحرب كلّفت الجيش ذاك العدد الذي سقط من الشهداء، وقد سمعت هذا االكلام من أركان وضباط الجيش وسمعت ايضًا منهم أنه إذا لم يمتلك الجيش سلاح طيران مقاتل فسيبقى معرّضًا لدفع أثمان وتكبد خسائر عالية، لذا فكرت بضرورة طلب هذا الأمرquot;.
وقال المر: quot;نسمع كلامًا وتحديدًا من المعارضة حول عدم قدرة الجيش وعدم امتلاكه للسلاح، وما إن سلّحنا الجيش حتى بدأت الأسئلة حول صيانتها والمنظومة التابعة لها وكلفة الفيول، ولقد سمعت كلامًا من نائب في تكتل معين يقول أن quot;الميغquot; من دون منظومتها وشبكة الرادارات والصواريخ تشبه طائرة الميدل إيست لـ quot;شم الهواquot; لكنها أسرع بقليل، فهل يعتبر هذا النائب أني زرت روسيا لأستقدم طائرة له كي quot;يشم الهواquot;؟ الأمر معيب فعلاً، فلا يجوز ان يعارضوا تسليح الجيش لأنه تم عبر أشخاص لا يتفقون معهم سياسيًا او انتخابيًاquot;. وزاد: quot;بعد ان حصلنا الميغ 29، من الطبيعي ان نسعى لاحقًا للحصول على منظومة دفاعية جوية من صورايخ أو غيرهاquot;.
وتساءل المر: quot;هل روسيا ساعدت الجيش بقرار ذاتي فقط، أم لأن هناك قرارًا روسيًا ودوليًا أيضًا بدعم الجيش والدولة اللبنانية والمؤسسات الرسمية والشرعية؟ فلا يفكرنّ أحد من الذين كتبوا وانتقدوا حصولنا على الطائرات أن الشعب اللبناني معهم. الذين يسألوني اليوم لماذا لم أجلب كل ما يكمّل الميغ 29، أسالهم لماذا لا يستقدمون هم ما تبقى؟ لماذا لا يعطي البعض من سلاحهم للجيش ليصبح أقوى؟ حزب الله لديه أسلحة مهمة جدًا، فالذي سلّح حزب الله ويدّعي حرصه على بناء الدولة اللبنانية القوية والمركزية، ألم يكن باستطاعته ان يسلح الجيش اللبناني بمثل هذا السلاحquot;؟.
وبشأن الموقف الأميركي من الهبة الروسية واستمرار المساعدات الأميركية للجيش، أكد المر أن quot;الولايات المتحدة اتخذت قرارها بدعم الجيش على صعيد سلاح البر من مدرعات إلى مدفعية إلى صورايخ، وهذا ما نبحثه مع الأميركيين، وقريبًا سيتم هذا الموضوعquot;. وشدد على أن quot;المصادر الأميركية الرسمية لم تكن منزعجة على الإطلاق من الدعم الروسي على عكس ما تردد في الإعلام اللبناني، لكن البعض أراد استغلال المساعدة الروسية لتدمير الدعم الأميركي للجيش اللبنانيquot;.
وأوضح ردًا على سؤال: quot;عندما كان السوريون في البلد كنت أجهد لتعزيز وتسليح قوى الأمن الداخلي كوني حينها كنت وزيرًا للداخلية، وسعيي لتعزيز القوى الأمنية والجيش سابق لطاولة الحوار والاستراتيجية الدفاعية واتفاق الدوحة، وبرأيي الشخصي لا الجيش قادر على استيعاب المقاومة في داخله ولا العكس صحيحquot;، وأشار المر إلى أنه quot;بعد 7 أيار فُتح النقاش حول المقاومة وصورايخها عقب استعمال سلاح حزب الله في الداخل، فما هي الضمانة أن لا يصبح سلاح حزب الله عبئًا عليه بعد فترة، خصوصًا مع ما نراه يحضّر من تسويات في المنطقة بين سوريا وإسرائيل وساركوزي سيأتي إلى لبنان لمناقشة مفاوضات السلام مع إسرائيل؟quot;.
وتابع: quot;انا حريص على بلدي ولا اريد ان اعطي اسرائيل أي ذريعة كي تدمر بلدي مجددًا كما فعلت في تموز 2006، وفي حال حصول مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل، فإن أول ما سيطرح للبحث هو سلاح المقاومة، وبما ان هذا السلاح هو ورقة قوة للبنان، فعلى المقاومة ان تتعاطى بإيجابية مع طاولة الحوار، فتحمي ورقة القوة هذه وتحمي نفسها والبلدquot;، مضيفًا: quot;إن بقاء السلاح كما هو اليوم من غير وجود ثقة بين اللبنانيين واطمئنان حوله، سيبقيه ذريعة تتخذها إسرائيل لتدمير البلد من جديد فوق رؤوسناquot;.
التعليقات