المشهداني يتهم حزب الهاشمي بالتأمرعليه ويعد بالعودة للبرلمان
جبهة التوافق السنية تتشظى بانسحاب فصيلين من مكوناتها
أسامة مهدي من لندن: بدأت تداعيات الاستقالة التي اضطر لتقديمها رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني بضغط من كتل برلمانية كبرى تلقي بظلالها السلبية على المشهد السياسي العراقي حيث ادت اليوم الى انسحاب مجلس الحوار الوطني الذي ينتمي اليه المشهداني ومجموعة المستقلين من جبهة التوافق السنية لينخفض عدد مقاعدها البرلمانية من 44 الى 28 مقعدا.. فيما اتهم المشهداني الحزب الاسلامي العراقي بزعامة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي احد مكونات الجبهة بالتآمر على اخراجه من منصبه كاشفا عن نيته تشكيل كتلة سياسية جديدة سيخوض بها الانتخابات النيابية العامة اواخر العام المقبل.
انسحاب الحوار والمستقلين
فقد اعلن مجلس الحوار الوطني برئاسة النائب خلف العليان وكتلة المستقلين انسحابهما من جبهة التوافق العراقية بسبب ما قالوا انه فشل الجبهة في أداء رسالتها التي تشكلت من اجلها والتفرد باتخاذ القرارات. وقال العليان في مؤتمر صحافي مشترك في بغداد اليوم مع المشهداني واعضاء عن كتلة المستقلين ان هذا الانسحاب يأتي نتيجة فشل الجبهة في اداء رسالتها التي تشكلت من اجلها بعد تفرد الحزب الاسلامي باتخاذ القرارات الخطيرة دون الرجوع الى شركائه.
واكد ان الجبهة افتقدت للتوافق في اتخاذ القرارات بين مكوناتها وهي الحزب الاسلامي ومؤتمر اهل العراق ومجلس الحوار اشار انه لذلك فقد اصبح انه من حق كل مكون بالاتجاه الذي يستطيع ان يخدم الشعب من خلاله بعيدا عن التكتلات الطائفية والعرقية المقيتة كما قال. واتهم العليان الحزب الاسلامي باتخاذ مواقف مشبوهه ابتداء من تمرير الدستور ومرورا بعدم تصويتهم على قانون العفو العام حتى كان هذاquot; الموقف التآمري الاخيرquot; بإقالة المشهداني اضافة الى الاستحواذ على المناصب والوظائف العامة. وقال انه تمت محاولات لابعاد الحزب الاسلامي quot;عن المشاركة في هذه المؤامرة التي لم تكن تقتصر على اقالة او استقالة المشهداني لكنها تتعدى ذلك الى نوايا ومقاصد اخرىquot;.
واعتبر ان اقالة المشهداني كانت لمعاقبته بسبب دعمه للتجمع التنسيقي البرلماني وتبنيه للمادة 24 الخاصة بكركوك والتي كانت السبب بتوحيد العراقيين شيعة وسنة. واشار الى ان جبهة التوافق لم يعد لها وجود من الناحية العملية وقال انه بناء على ذلك فان اعلان حل هذه الجبهة اصبح ضروريا وحتميا كما قال. وكانت جبهة التوافق قد تشكلت قبيل اجراء الانتخابات البرلمانية اواخر عام 2005 وخاضت الانتخابات العامة التي جرت انذاك وحصلت على 44 مقعدا في مجلس النواب من بين مقاعده البالغة 275. وبانسحاب مجلس الحوار وكتلة مستقلون من الجبهة فان عدد المقاعد التي باتت الجبهة تشغلها الان في مجلس النواب هي ثمانية وعشرون مقعدا من مجموع المقاعد حيث يمتلك مجلس الحوار ستة مقاعد بينما تمتلك كتلة المستقلون اربعة مقاعد. في حين كان ستة من اعضاء الجبهة قد انسحبوا في اوقات سابقة.
المشهداني يتهم حزب الهاشمي
ومن جهته اتهم رئيس مجلس النواب المستقيل المشهداني بزعامة الهاشمي بالتآمر عليه لاقالته من منصبه لانه تمرد على الطائفية. وقال ان quot;الحزب الاسلامي كان يتآمر علي منذ المرحلة الاولىquot; واضاف quot;يقولون جئنا بك وجعلناك رئيسا للبرلمان وانقلبت عليناquot;. واضاف quot;رأيت نفسي لا استطيع ان استمر لانه عندما اعرض مشروع الاصلاح البرلماني كرئيس برلمان ولا يستجاب لي لم يعد لي حاجة للبقاءquot;. واشار المشهداني الذي ينتمي الى مجلس الحوار الوطني الذي يتزعمه خلف العليان احد مكونات جبهة التوافق العراقية، ان quot;الامور تطورت واقتنصت جبهة التوافق الفرصة انتقاما من محمود الذي تمرد على الطائفيةquot;.
واشار المشهداني الى انه سيعود الى مجلس النواب بعد الانتخابات البرلمانية التي ستجري اواخر العام المقبل. وقال انه ينوي تشكيل كتلة سياسية جديدة للترشيح للانتخابات النيابية المقبلة معتبرا أن الأنسب لخلافته في رئاسة مجلس النواب هو رئيس الكتلة الصدرية الحالي عقيل عبد الحسين.
واضاف قائلا quot;سأعمل على تكوين كتلة سياسية جديدة للترشيح والدخول في الانتخابات البرلمانية المقبلة من خلال اعتماد أشخاص تكنوقراط يفضلون العمل على خدمة العراق بدل أحزابهمquot;. وحول رأيه حول الشخص المناسب لتولي رئاسة البرلمان من بعده، ذكر المشهداني أن quot;رئيس الكتلة الصدرية الحالي عقيل عبد الحسين هو الشخص المناسب لتولي المنصب لأنه حياديquot;.
وكان مجلس النواب العراقي وافق بالاغلبية الليلة الماضية على استقالة قدمها المشهداني تجنبا لاقالته من قبل عدد من الكتل البرلمانية الكبرى اثر وصفه للمجلس بالتافه مهاجما المحاصصة الطائفية والسياسية ومشيدا بالصحافي منتظر الزيدي ومعترفا بزلات لسان اقترفها. واعلن المشهداني استقالته في جلسة استثنائية مطولة لمجلس النواب امس قائلا انها تاتي حفاظا على المصلحة العامة وذلك اثر مداولاات مطوله عقدها قياديون في جبهة التوافق السنية مع اسفرت عن اقناعه على الاستقالة موضحين له صعوبة الاستمرار بمنصبه اثر توتر علاقاته مع معظم الكتل البرلمانية.
وقد اشترط المشهداني لاعلان استقالته اختيار بديل عنه من جبهة التوافق السنية التي ينتمي اليها. وهاجم المشهداني في كلمة له الماصصة الطائفية والسياسية التي قال انها عرقلت مسيرة العملية السياسية. واشاد بشخصيات عراقية سابقة قال انها خدمت العراق وانجبت ابنها البار منتظر الزيدي (الذي رمى الرئيس الاميركي جورج بوش بحذائه). واضاف انه استخار البقاء في منصبه او تركه في الروضة المحمدية بمدينة المنورة لدى ادائه فريضة الحج مؤخرا.
الاسلامي يرد على المشهداني
وعلى الفور ردت جبهة التوافق على انسحاب مجلس الحوار خلال مؤتمر صحفافي أكدت فيه عن أسفها لهذا الانسحاب وتماسك الجبهة في أداء دورها السياسي. وأكد القيادي في الحزب الاسلامي أسامه التكريتي النائب في جبهة التوافق العراقية quot;أن من حق أي شخص أن ينسلخ من مجموعته دون أن يجرح بمن أشتغل معهم أو تعاون معهمquot;. واشار الى ً أن جبهة التوافق هي من حاولت أن تحل الكثير من مشاكل مجلس الحوار الداخلية وأنها حاولت رص صفه، وهم يخرجون باتهام من خدمهم وقدم لهم كل معونة بأنه هو من تأمر عليهم. واضاف quot;أنهم ينبغي عليهم أن لا يستعجلوا وان يراجعوا قرارهم وأن ما جرى هو خير وجزء من التثبيت أن العملية السياسية الديمقراطية في العراق جارية في طريقها الصحيح ونحن نقدر كل الأخوة الذين خالفونا واتخذوا موقفا مغايرا لموقفناquot;.
وحول حصة منصب رئيس مجلس النواب العراقي نفى التكريتي أن تكون هذه لمجلس الحوار الوطني باعتبار أنه خرج من جبهة التوافق العراقية قائلاً quot;هو لو بقي ضمن جبهة التوافق العراقية وتحاورنا في هذا الأمر لكان بالإمكان أن نصل إلى شي، أما وقد أعلن انسلاخه من ذلك فقد خسر حقه في ذلك ولم يعد وارد بأي حال من الأحوال، وليس من حقه أن يطالب وقد أنسلخ من الجبهةquot;.
مفاوضات لايجاد رئيس للبرلمان
وفي هذه الاثناء تتواصل المفاوضات بين اعضاءِ جبهةِ التوافقِ من جهةٍ وباقي الكتلِ السياسيةِ الرئيسيةِ من جهة اخرى لايجادِ شخصيةٍ تشغلُ منصبَ رئاسة البرلمان. واشارت مصادر برلمانية الى ان الائتلافَ الشيعي الموحدَ اكبر مكون برلماني قد وافقَ مبدئيا على مرشَحَينِ مقترحين من قبلِ الحزبِ الاسلامي وهما حسين الجبوري واياد السامرائي واسامة التكريتي الا ان ترشيحَ هذين الاسمين يواجهُ معارضةً من قبلِ مجلسِ الحوارِ الوطني الذي يتزعمُهُ خلف العليان والذي اكد في وقتٍ سابقٍ انه لن يوافقَ على اي مرشحٍ يقدمُهُ الحزبُ الاسلامي.
فيما أكدت مصادرُ اخرى ان اسماءً اخرى يجري حاليا مناقشةُ ترشيحِها من قبلِ التوافقِ لشغلِ المنصبِ وبالاتفاقِ مع الكتلِ الرئيسيةِ الاخرى من بينِها حسين الفلوجي وعز الدين الدولة وظافر العاني اضافة الى اسامة النجيفي من القائمة العراقية. وجاءت الاستقالة على خلفية مشادة كلامية قد نشبت بين المشهداني وأعضاء لجنتي الأمن والدفاع والقانونية في جلسة الأربعاء الماضي حول قانون انسحاب القوات الأجنبية من العراق وحول قضية الصحافي منتظر الزيدي الذي رمى الرئيس جورج بوش بذائه مطلع الاسبوع الماضي هدد المشهداني اثرها بالاستقالة من منصبه. وقد اعتذر المشهداني عما بدر منه خلال جلسة الاربعاء الماضي التي احتدم فيها النقاش بين عدد من الاعضاء من لجنتي الامن والقانونية على خلفية قضية الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي رمى الرئيس الاميركي بحذائه والخلافات التي نشبت بين النواب حول الموقف من العملية.
والدكتور محمود المشهدانى من مواليد منطقة الكاظمية في بغداد وتخرج من كلية الطب بجامعة بغداد عام 1972 برتبة ملازم أول طبيب وتدرج فى الرتب العسكرية حتى رتبة طبيب رائد. وبعد نشوب الحرب العراقية الايرانية عام 1980 القى القبض عليه ومجموعة من الناشطين فى التيار الاسلامى بحجة معارضة الحرب تمت محاكمته وصدر الحكم بالسجن لمدة عامين امضى منها عام ونصف العام ثم افرج عنه لحسن السير والسلوك وتم طرده من الخدمة العسكرية ومصادرة أمواله ومنعه من المغادرة. وزاول المشهداني مهنة الطب بعيادته في بغداد حتى عام 1998 ،ثم توجه الى اقليم كردستان وفى عام 2000 تم الحكم عليه من قبل النظام السابق بالاعدام ثم تم تخفيفه الى 15 سنة.
وقد اعطى المشهداني رئيس محكمة الثورة 123 مليون دينار رشوة لتخفيف الحكم ثم صدر قرار بالعفو على المعتقلين شمله قبيل الحرب الاميركية على العراق عام 2003. وساهم المشهداني عقب خروجه من السجن فى انشاء الهيئة العليا للدعوة والارشاد ثم انضم الى جبهة الحوار احدى ثلاث مكونات تتشكل منها جبهة التوافق العراقية.
وقد اعتقل المشهداني من قبل القوات المتعددة الجنسيات عام 2004 ومن ثم من قبل سلطات وزارة الداخلية العراقية عام 2005 بتهمة تأييده للمقاومة العراقية.. ثم انتخب رئيسا لمجلس النواب العراقي عام 2006 ورئيسا للاتحاد البرلماني العربي عام 2008 وصدر له عام 2007 ديوان شعر بعنوان quot;عندما تذبل ورود الزعفرانquot;.
التعليقات