طلال سلامة من روما: تباشر الأغلبية الحاكمة تنظيم الأجندة السياسية للعام القادم. على صعيد سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الحالي، فان عام 2009 سيكون quot;رهيباًquot; على حكومته والبلاد معاً. مما لا شك فيه أن الإصلاحات القانونية ستقرر مصير برلسكوني وحكومته بدءاً بتلك المتعلقة بالعدالة والتنصتات الهاتفية السرية لمكافحة المنظمات الإجرامية والإرهابية.

ويعطي برلسكوني ثقلاً خاصاً على هذه الإصلاحات التي ستكون أولية من شأنها امتصاص أوقات عمل العديد من وزرائه. في ما يتعلق بمجرى الإصلاحات، فان برلسكوني يعرب عن ارتياحه وتفاؤله أمام الجولة التمهيدية منها. إذ ان ائتلافه الحاكم، الذي توحد مؤخراً تحت سقف حزب الحرية، لديه الأرقام الكافية في البرلمان ومجلس الشيوخ التي ستضمن له الفوز على المعارضة. هنا يتساءل المحللون حول مدى صمود هذه الأرقام أمام القصر الجمهوري والمجلس الدستوري الأعلى!

علاوة على ذلك، سيعطي برلسكوني عناية فائقة الى الانتخابات الإدارية والأوروبية التي من المقرر إجرائها، وفق مرسوم وزارة الداخلية، في 8 و9 يونيو(حزيران) القادم. في سياق متصل، من المتوقع أن تكون أجندة برلسكوني الشخصية مليئة بالمواعيد في النصف الأول من عام 2009. فاستراتيجيته المرتكزة على التحدث أمام الجماهير الغفيرة، أثناء جولاته الرامية الى دعم رجاله المرشحين، حول خططه وقراراته التي لا تخلو من انتقادات وتهجم كلامي على زعماء اليسار، أعطت ثمارها أكثر مما توقعه لها فالتر فلتروني، زعيم المعارضة، الذي بدأ يدخل ممر عدم المصداقية الشعبية لا سيما من حيث استحالة تحويل خطاباته الذهبية الى واقع ماسي مفيد.

من جانبها تتوقع رابطة الشمال، للعام القادم، أن تكون خططها السياسية متكاملة مع تلك التي يقودها برلسكوني ومعاونيه. بمعنى آخر، ثمة اتفاقيات سرية بين برلسكوني وquot;أومبرتو بوسيquot;، زعيم هذه الرابطة، حول ربط الإصلاحات بالنظام الفيدرالي التي تريد رابطة الشمال فرضه على الأقاليم الإيطالية والذي يعد بدوره إصلاحاً استثنائياً يطال الموازنات والسياسات الإقليمية بدلاً من تحدي القضاة والتشريعيين. وان كان برلسكوني يتوقع عاماً قادماً مليء بالمطبات السوداء فان اليسار والوسط السياسي لا يستطيعان التنبؤ بما هو أجمل حلة. فأول مطب جديد قد يواجه فلتروني وحلفائه من شأنه قلب الموازنات السياسية رأساً على عقب، من جهة، واضعاف صلاحيات جورجو نابوليتانو، رئيس الجمهورية، من جهة أخرى.