بعد حملة إعلامية واتهامات سياسية واهتزازات أمنية
سجال بين الجيش اللبناني وquot;حزب اللهquot;

إيلي الحاج من بيروت:
في تطوّر لافت للعلاقة بين الجانبين، طلبت قيادة الجيش اللبناني إلى quot;حزب اللهquot; وإعلامه من دون أن تسميه، التوقف عن التشكيك بالمؤسسة العسكرية بعد نحو أسبوعين من حملة شديدة ترجمت في البدء رغبة في التخلص من ترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي بدا في أكثر من مناسبة أن قوى المعارضة في لبنان، ومن خلفها القيادة السورية، لم تعد تريده رئيساً للجمهورية. ووصلت الحملة بعد أيام من حوادث الضاحية الجنوبية إلى حد الهجمات الإعلامية العلنية على الجيش وقيادتيه السياسية عبر وزير الدفاع، والعسكرية من خلال التركيز على رئيس الأركان ورئيس غرفة العمليات وجهاز الإستخبارات العسكرية والمطالبة بمحاسبتهم وإقالتهم، فضلاً عن تسمية بعض ضباط الجيش بأنهم quot;مجرمونquot; واعتبار أنهم يعملون لغير مصلحته ولحساب غيره، والمطالبة بإعدامهم، وذلك في حين كانت قيادة الجيش تنجز في مدة قصوى تحقيقاً عسكرياً خلال 6 أيام لتحديد المسؤوليات أولياً عما انتهت أعمال الشغب التي أوقعت سبع ضحاياً وعددا من الجرحى. وكل ذلك في حين تلاحقت على مدى أيام اعتداءات بالرصاص والقنابل ارتكبها مجهولون ضد الضباط والجنود عند المواقع العسكرية على تخوم الضاحية الجنوبية.

هذه المعطيات ، مضافة إليها في الخلفية جريمة اغتيال مدير العمليات اللواء فرانسوا الحاج قبل نحو شهرين ndash; من دون أن يعني ذلك أن لquot;حزب اللهquot; علاقة بالأمر - أشعرت المؤسسة العسكرية بأنها مستهدفة لتحطيمها، خصوصاً أن الجيش كان قد تصدى للتهديد بما سمي quot; الشر المستطيرquot; متعهدا ضبط الأمن وعدم السماح باللجوء إلى العنف بين الأفرقاء المتخاصمين على أساس أن الأمن خط أحمر وقالت قيادة الجيش أنها تنفذ هذه المهمة quot;بتكليف وطنيquot;.

من هذا المنطلق أصدرت مديرية التوجيه- قيادة الجيش البيان الآتي : quot;تزايد في المدة الأخيرة نشر أخبار ومعلومات غير صحيحة حول الجيش، من بعض وسائل الإعلام، إلى جانب صدور تعليقات واستنتاجات مغلوطة، لعدد من السياسيين، حول المهمات التي ينفذها العسكريون، والمناقبية التي يتمتعون بها، والهرمية العسكرية التي تنظمهم وترعى شؤونهم. كل ذلك بعيداً عن الشعور بالمسؤولية الوطنية و المصداقية الإعلامية، وبهدف الترويج الإخباري الرخيص، والتوظيف السياسي البعيد كل البعد عن الأصول والقيم الأخلاقية والإنسانية.

أليس ما يهدف إليه هؤلاء، من وراء تلك الحملة غير المسؤولة محاولة مكشوفة لإلحاق الأذى بالجيش، والتشكيك بولاء عسكرييه لقيادتهم الواحدة ؟ وإن كان ذلك هو المقصود، فهل يخفى على أحد مقدار الأذى الذي يحل بالوطن في حال تهديد وحدة المؤسسة العسكرية، وعرقلة دورها الوطني الجامع، والنيل من جهوزيتها المعنوية والمادية، خصوصاً في هذه الظروف المصيرية التي يمر بها لبنان أفراداً وجماعات ومؤسسات ؟ وإن لم يكن ذلك هو المقصود، فإن قيادة الجيش تهيب بجميع المعنيين عدم زج المؤسسة العسكرية في أتون الصراعات السياسية حفاظاً على وحدة الجيش، وحرصاً على مساعدته في إكمال مسيرته الهادفة إلي حفظ أمن الوطن والمواطنينquot;.

وفي بيان آخر ردت مديرية التوجيه- قيادة الجيش على كلام للنائب في كتلة quot;حزب اللهquot; حسين الحاج حسن الذي قال في اتصال بquot;المؤسسة اللبنانية للإرسالquot; ان quot;ما جرى في منطقة مار مخايل (حوادث الضاحية) هو جريمة كبيرة لا تليق بالجيش ولا بصورة قائدهquot;، مضيفاً ان quot;هناك مشكلة مع بعض ضباط الجيش اللبناني الذين لا يعملون لصالح المؤسسة العسكرية بل لحساب آخرينquot;. وقالت قيادة الجيش ان quot;كلام النائب الحاج حسن هو تشكيك كبير بمناقبية هؤلاء الضباط والعسكريين وولائهم للمؤسسة العسكريةquot;، مشيرة الى ان quot;الحقيقة الناصعة تبقى ان ولاء جميع الضباط لم يكون يوماً الا للمؤسسة وللوطن الذي نذروا حياتهم ودماءهم في سبيلهquot;. داعية الى quot;عدم الزج بالمؤسسة العسكرية في اتون الصراعات السياسية محافظة على وحدتهاquot;.