الخرطوم: أكد الجيش السوداني الجمعة أن قواته قصفت المتمردين في ثلاث بلدات في إقليم دارفور، وسط تحذير أممي بتدهور الأوضاع الأمنية بشكل خطير في الإقليم الغربي.

غير أن قادة التمرد نفوا وجود أي من عناصرهم في البلدات التي قصفتها القوات الحكومية، معلنين مصرع ما يصل إلى 200 شخصا في الهجمات.

وأوضح القائد الميداني لحركة العدل والمساواة المتمردة عبد العزيز نور عشر أن القوات الحكومية لجأت إلى المقاتلات الجوية في قصفها لبلدات quot;أبو سروجquot; وquot;سيرباquot; وquot;صليعةquot;، مسببة في اندلاع حرائق ضخمة وحركة نزوح واسعة لآلاف السكان.

وقال القيادي quot;الحكومة هاجمت مستخدمة القصف الجوي والجيش ومليشيات الجنجويدquot; وفق وكالة أسوشيتد برس.

غير أن الجيش السوداني أكد أن الهجمات التي شنها دفعت المتمردين للتراجع إلى دولة تشاد المجاورة، ما يعتبر اتهاما استفزازيا في وقت تشهد العلاقات بين الدولتين توترا.

وتتبادل السودان وتشاد الاتهامات بتأجيج العنف في بلديهما، حيث اتهمت حكومة الخرطوم نظيرتها في نجامينا بدعم فصائل التمرد ضدها، وردت الأخيرة باتهام مماثل.

وأفاد المتحدث باسم الجيش السوداني العميد عثمان محمد الأغبش أن القوات المسلحة قامت صباح الجمعة بتمشيط واسع لمناطق أبو سروج وسربا وصليعة في غرب دارفور، لافتا إلى تمكن القوات من دحر المتمردين بدارفور الذين انسحبوا إلى داخل الأراضي التشادية مخلفين ورائهم عددا كبيرا من القتلى والجرحى والمعدات التي يجري حصرها.

وقال إن المواجهات أسفرت عن مصرع عنصر من القوات السودانية وجرح أربعة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السودانية.

من جهته طالب الجنرال مارتن أغواي قائد قوة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المشتركة التي بدأت انتشارها في دارفور لإنهاء العنف، حكومة الخرطوم بوقف هجماتها.

وقال الجنرال quot;بالإضافة إلى الخسائر في الأرواح والأضرار في الممتلكات، هناك احتمال تهجير عدد كبير من السكان، ما يضاعف في الأوضاع الإنسانية الصعبة القائمة أصلا.quot;

وفي نيويورك، حذر كل من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى دارفور، يان الياسون، ووكيل الأمين العام لشؤون حفظ السلام، جان ماري غييهنو، من تدهور الأوضاع، وتصاعد الصراع بعد عام من الجهود التي بدأتها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي للتوصل إلى تسوية سياسية.

وقال غييهنو في خطابه أمام مجلس الأمن الدولي الجمعة quot;ما نشهد عليه في الحقيقة هي حرب هجومية مقابل هجمات قتالية مضادةquot;، لافتا إلى أن غرب دارفور أُغلق أمام وصول المساعدات الإنسانية وإن الوضع هناك quot;تفاقم بسبب العنف في تشادquot; مشيرا إلى التداعيات الممكنة للأزمة بما فيها quot;ضرب الاستقرار الإقليمي.quot;

من جهته ناشد الياسون الحكومة السودانية وجماعات التمرد إلى إصدار إعلان آحادي واحترام وقفا لأعمال العداء، مناشدا مجلس الأمن ودول الجوار التي لديها نفوذ بين جانبي الصراع، إلى التدخل ووقف القتال.

وقال quot;خلال الأشهر القليلة الماضية تدهور الوضع الأمني والإنساني في دارفور وأخيراً بالذات عبر التطورات في تشادquot; مضيفا أن المشكلة تفاقمت بسبب البطء في نشر القوة المشتركة.

وكانت الأمم المتحدة قد بدأت في نشر قواتها لحفظ السلام في دارفور في مطلع يناير/كانون الثاني الجاري، ويبلغ قوامها حالياً نحو 9 آلف جندي، يتوقع أن تصل إلى 26 ألف من الجيش والشرطة لوقف العنف في الإقليم الغربي الشاسع.

هذا وقد أدى الصراع المسلح الدائر منذ عام 2003 بين فصائل متمردة والجيش السوداني إلى مصرع أكثر من ربع مليون شخص في دارفور، ونزوح 2.5 مليون آخرين هرباً من المواجهات.