أنقرة:أقر البرلمان التركي بأغلبية 403 صوتا مقابل 107 في عمليتي تصويت تعديلين دستوريين ينص الأول على معاملة مؤسسات الدولة للمواطنين الأتراك على قدم المساواة، والثاني على المساواة في الحصول على حق التعليم. ويعني ذلك عمليا إلغاء الحظر المفروض على ارتداء النساء غطاء الرأس في الجامعات التركية، والحق في الحصول على التعليم الجامعي، لكن الحظر سيظل مفروضا على الخمار الذي يغطي الرقبة، وكذا على البرقع. ولم يبق الآن سوى إقرار التعديلين من قبل الرئيس عبد غل وهو ذو خلفية دينية إسلامية بما يعني أنّ الأمر بات مؤكدا.

وقبل التصويت، ومنذ أيام، وافق الحزب الحاكم في تركيا على اقتراح برفع الحظر على الحجاب في الجامعات بالدولة العلمانية ذات الأغلبية الإسلامية. وقال حزب رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، وحزب العمل القومي في بيان مشترك إن الحزبين وافقا على إجراء تعديل على الدستور وقانون التعليم العالي بحيث يسمح للطالبات بأن يرتدين الحجاب في الجامعات التركية. واحتاج إجراء تعديل على الدستور إلى موافقة ثلثي أعضاء البرلمان، البالغ عددهم 550 عضواً، ويشكل الحزبان أكثر من ثلثي الأعضاء.

وكان قرار إلغاء الحجاب أو غطاء الرأس في الجامعات التركية قد فرض للمرة الأولى في أعقاب الانقلاب العسكري في العام 1980، غير أن تطبيق قانون الحظر تفاوت على مدى السنوات. وكان أردوغان، وهو مسلم ملتزم، قد تعهد بإنهاء القرار خلال حملته الانتخابية في الصيف الماضي، وحقق فوزاً كاسحاً على المعارضة العلمانية. وكان أردوغان قد أكد في وقت سابق أنه يمكن رفع الحظر حتى قبل تمرير تعديل دستوري مقترح.

وقال إنه quot;لا حاجة لانتظار قانون جديد، الحل سهل جدا. يمكن حله عبر الإجماع العامquot; نقلاً عن وكالة أنباء الأناضول. ويصر أردوغان بأن رفع الحظر على ارتداء الحجاب هي مسألة تتعلق بالحريات، إلا أن مؤسسات الدولة العلمانية وأبرزها دون شك مؤسسة الجيش، تنظر للمسألة على أنها سياسية تهدف إلى تقويض مبادئ العلمانية.

وفي وقت سابق أعرب أردوغان لصحيفة quot;فاينانشال تايمزquot; عن دعمه لأي قرار يلغي منع الحجاب في الجامعات، مشيراً إلى أن الحقّ في التعليم الجامعي ينبغي ألا يتمّ quot;التضييق عليه بسبب الثياب التي ترتديها الفتيات.quot; وقال إردوغان إنّ quot;مثل هذه المشاكل ليست موجودة في المجتمعات الغربية، ولكن هناك مشكلة في تركيا.quot;

تظاهرة كبيرة في انقرةدفاعا عن العلمانية

وتزامنامع تبني البرلمان التركي للتعديلات الدستورية التي تجيز رفع الحظر عن وضع الحجاب في الجامعات، تجمع عشرات الالاف في انقره للتظاهر ضد هذا قرار الذي اعتبروه quot;تهديدا للنظام العلماني في الجمهورية التركيةquot;.وهتف المتظاهرون quot;تركيا علمانية، وستظل علمانيةquot; بعد تجمعهم في احدى ساحات المدينة. كما هتفوا quot;سندافع عن قيم الجمهوريةquot; وذلك تحت ناظري حوالى ستة الاف شرطي مدعومين بالمروحيات.

وافاد التلفزيون ان التظاهرة جمعت 200 الف شخص. من جهته قدر مسؤول في الشرطة عدد المتظاهرين باقل من 100 الف، تجمعوا تلبية لنداء اكثر من 70 نقابة ومنظمة غير حكومية بما فيها معيات للدفاع عن حقوق المراة.وقال المنظمون ان المتظاهرين وفدوا من مدن اخرى، ولا سيما اسطنبول. وانتهت التظاهرة التي استغرقت ثلاث ساعات بلا حادث يذكر.

وافادت وكالة انباء الاناضول عن تنظيم تظاهرات في خمس مدن تركية اخرى.وكانت تظاهرة سابقة في 2 شباط/فبراير ضمت اكثر من 125 الف شخص.

وتعارض القوى العلمانية وفي مقدمها الجيش والقضاة والجامعيون هذا الاصلاح ويخشون ان يؤدي الى تشريع ارتداء الحجاب في الادارات والمدارس حيث لا يزال محظورا. كما يخشون ايضا تصاعد الضغوط الاجتماعية والدينية على النساء لكي يرتدين الحجاب في هذا البلد الذي يعد 99% من المسلمين.