روما: غيب الموت اليوم أحد أبرز زعماء المافيا في جزيرة صقلية ميكيلي غريكو الشهير بلقب quot;الباباquot; عن عمر يناهز الرابعة والثمانين عاماً وذلك بعد أسابيع قليلة من نقله من سجن ريبيبيا بروما إلى إحدى مستشفياتها إثر تدهور صحته بشكل مفاجئ.
ويعتبر غريكو أحد القيادات المتقدمة في تنظيم كوزا نوسترا (مافيا صقلية) وواحداً من أهم المسؤولين عن الاغتيالات الشهيرة التي نفذت خلال مرحلة تصفية الحسابات داخل المافيا خاصة بعد تحالفه مع زعيم الزعماء quot;سالفاتوري رييناquot; الذي يقضي الآن احكاماً بالمؤبد في أحد السجون الايطالية.
وعرف غريكو بلقب البابا نظراً لبراعته الفريدة في الوساطات وتسهيل الحوار وفض النزاعات بين الأسر المافيوية، حيث كان يتمتع بمكانة خاصة لكونه شقيق سالفاتوري غريكو المعروف بلقب quot;السناتورquot; لعلاقاته المتشعبة مع السياسيين والمصرفيين.
وكان اسم ميكيلي غريكو قد برز لأول مرة بعد وفاة والده جوزيبي مطلع السبعينات حيث تولى من بعده زمام الأمر في عصبة كروتشيفيردي جارديني المافيوية، مما جعله في طليعة المطلوبين ضمن quot;تقرير 162quot; الذي اختطته ادارة مكافحة المافيا في عام 1982 وتحول إلى اهم عناصر الاتهام في المحاكمة الكبرى التي طالته بداية العقد الأخير من القرن الماضي.
وفي عام 1978 عين مسؤولاً محلياً لمافيا صقلية وكان أحد اهم مهندسي الحلف التاريخي لعصبته مع جماعة quot;كورليونيquot; المتنفذة، مما أفسح المجال لتكوين محور ضارب في كافة أنحاء صقلية اعتبر المسؤول عن سلسلة من الاغتيالات السياسية وعمليات تصفية الاعداء سواء اكانوا من رجال الامن او مجرد منافسين داخليين.
وفي السادس والعشرين من شباط/فبراير 1986 نجحت قوى الأمن في توجيه صفعة مؤلمة لمافيا صقلية حينما أعلنت القاء القبض على ميكيلي غريكو الذي كان متخفياً منذ أربع سنوات في أحد الاكواخ الريفية ببلدة كاكامو الساحلية بالقرب من باليرمو، حيث حكم عليه بالسجن المؤبد بصورة قطعية.
التعليقات