باريس: أعرب وزير العدل اللبناني شارل رزق اليوم عن quot;رضاهquot; إزاء تقدم إجراءات إقامة المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وقال إنها قد تتحول إلى quot;عامل مصالحةquot; إذا تم استبعادها عن الاستغلال السياسي.
وقال رزق في تصريحات quot;قطعت المحكمة أشواطا معقولة، وخلال فترة قصيرة بالمقارنة مع نمط العمل في الأمم المتحدة، والذي يتميز دائما بشيء من البطءquot;، وأضاف quot;لقد تسارعت خطوات إقامة المحكمة وأنا متفائل ببدء عملها قريباquot;، موضحا أن المحكمة التي أنشأها مجلس الأمن بموجب قرار دولي ليست محكمة دولية تماما إنما quot;مختلطةquot;، لبنانية ودولية. وأشار إلى تعين ثلاث قضاة لبنانيين وقاضيين أجانب، في المحكمة التي ستتخذ من لاهاي مقرا لها.
وشدد وزير العدل على ضرورة عدم تسييس المحكمة، وقال quot;ستقوم المحكمة قريبا، ولكن مستقبلها يعتمد على مدى توافقنا على أن ننظر إليها نظرة قانونية ونبعدها عن الاستغلال السياسي من هذا الطرف أو ذاكquot;، وفق تعبيره.
من ناحية ثانية تعرض رزق في تصريحاته إلى مسألة اغتيال عماد مغنية، أحد قادة حزب الله، وقال quot;ليس لدي تعليق حول الاغتيال بحد ذاته ولكني ضد العنف، ولا يوجد عنف بريء، وكوني امقت العنف فأنا آسف لهذه العمليةquot;.
وأوضح رزق الذي شارك في مؤتمر وزراء العدل في الدول الفرانكفونية، موقفه من قضية المقاومة اللبنانية، المتمثلة بحزب الله، بالقول quot;انظر إلى موضوع المقاومة نظرة شمولية لا تتعلق بهذا الشخص أو ذاك، فالمقاومة تستمد شرعيتها من أسباب وجودها وسبب وجود المقاومة هو احتلال الأرض اللبنانيةquot;، وتابع quot;صحيح أن الاحتلال تراجع بعد تحرير جنوب لبنان عام 2000 ولكن لازال هناك أراض لبنانية تحت الاحتلال الإسرائيلي وطالما أستمر احتلال الأرض تستمر شرعية المقاومةquot; على حد قوله .
وفي ما يتعلق بالأزمة السياسية اللبنانية، أكد وزير العدل quot;تمسكquot; اللبنانيين بالخطة التي اقترحتها جامعة الدول العربية لإيجاد مخرج للأزمة، وقال quot;هناك مرشح إجماع العماد ميشال سليمان، ونريد أن يتم انتخابهquot;، وأضاف quot;يجب تجاوز كافة المواضيع لكي نبني معا سوريون ولبنانيون مستقبلا يليق بشعبينا ولا سيما أن منطقة الشرق الأوسط تشهد الكثير من التحركات ولا يمكننا التقدم خطوة إلى الأمام دون أن نضع أسباب الأزمات التي تكبلنا ورائناquot; على حد قوله .
وكان رزق أوضح في مؤتمر صحافي نظمه (نادي الصحافي العربية) في باريس أن سبب إنشاء محكمة ذات طابع دولي هو صعوبة قيام القضاء اللبناني في ظروف العام 2005 في لبنان بعد اغتيال الحريري، بتحقيق العدالة بـquot;هدوءquot;، وقال quot;بسبب هذا الوضع لجأنا إلى العدالة الدوليةquot;. واعتبر أن quot;أسوأ خدمة نقدمها للمحكمة هي اعتبارها أداة سياسيةquot;، منوها بأن مهمتها quot;محاكمة أشخاص وليس محاكمة أنظمة سياسيةquot;، ونوه بأن نظام المحكمة يحافظ على حصانة رؤوساء الدول. ورأى أن البعض أخطأ برفض المحكمة، مما استدعى قيامها بموجب قرار دولي يستبدل الاتفاق الثنائي بين لبنان والأمم المتحدة متوقعا أن تتغير المواقف ويقبل الجميع في لبنان بقيام المحكمة مما يساهم بتحولها إلى عامل استقرار ومصالحة .
التعليقات