لندن: تركز الصحف البريطانية عادة على مواضيع محلية او ترفيهية خلال يومي عطلة نهاية الاسبوع وهو ما زخرت به صحف اليوم. لكن ذلك لم يمنعها من تناول عدد من القضايا التي تهم القارىء العربي مثل اغتيال المسؤول العسكري الكبير في حزب الله عماد مغنية في العاصمة السورية دمشق يوم الثلاثاء الماضي.

ونبدأ من صحيفة الصنداي تايمز التي نشرت تحقيقا موسعا على صفحة كاملة عن اغتيال عماد مغنية الملقب بالثعلب تحت عنوان quot; اسرائيل قتلت رأس الارهاب عن طريق تفخيخ مسند الرأس في سيارتهquot; كتبه ثلاثة من مراسليها في كل من القدس وبيروت.

المهمة الصعبة
وتنقل الصحيفة عن روبرت بير المسؤول السابق في المخابرات المركزية الاميركية والذي تولى ملاحقة مغنية سنوات عديدة قوله quot;ان مغنية ربما كان اذكى واقدر شخص واجهناهquot;.

كما تنقل الصحيفة عن ديفيد باركي، مسؤول سابق في الوحدة 504 التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلي القول ان اسرائيل حاولت عدة مرات تصفية مغنية في اواخر الثمانينيات من القرن الماضي وانها جمعت كميات هائلة من المعلومات عنه لكن كلما حصلت على معلومات اكثر عنه زادت صعوبة الوصول اليه بسبب عدم وجود نقاط ضعف يمكن لاسرائيل عبرها الوصول اليه مثل تناول المشروبات الروحية اوالعلاقات النسائية او المخدرات.

وتضيف الصحيفة ان والدة مغنية التي كانت وسط النساء المتشحات بالسواد في مراسم العزاء بإبنها قالت لو ان لديها ابناء آخرين لما ترددت في تشجيعهم على سلوك الطريق الذي سار عليه ابنها عماد والذي كان وابنها الوحيد بعد مقتل شقيقيه فؤاد وجهاد في عمليات تفجير سابقة.

وتعترف الوالدة انها لا تملك اي صورة لابنها عماد حتى تلك التي تعود لايام طفولته لانه اخذها جميعا.

وتقدم الصيحفة رواية جديدة عن طريقة اغتيال مغنية المقالة تناقض تماما الرواية التي تناقلها وسائل الاعلام.

وتقول ان عماد مغنية في مساء الثلاثاء ليلة اغتياله كان يحضر حفلة استقبال اقامته السفارة الايرانية في دمشق بمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين للثورة الايرانية حضرها الى جانب مغنية جميع قادة التنظيمات المتطرفة المتواجدة في العاصمة السورية دمشق في المركز الثقافي الايراني في حي كفرسوسة الدمشقي الراقي.

عند الساعة العاشرة وثلاث وثلاثين دقيقة يتبادل مغنية قبلات الوداع مع السفير الايراني الجديد في سورية حجة الاسلام احمد موسوي ويغادر الحفل وحالما يجلس خلف مقود سيارتة ذات الدفع الرباعي من طراز ميتسوبيشي باجيرو يدوي انفجار هائل.

وتنقل الصحيفة عن مصادر من داخل جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الموساد انه يرجح تبديل مسند الرأس الخاص بمقعد السائق في سيارة مغنية بمسند آخر مفخخ بشحنة شديدة الانفجار تم تفجيره عن بعد.

وتنقل الصحيفة عن شاهد عيان قوله quot;لقد حملت رأسه بين يدي الذي بقي سليما رغم تعرض الوجه لحروق شديدةquot;.

ويؤكد ديفيد باركي ان سورية وايران سوف تردان على اغتيال مغنية وهو ما اكده ايضا انيس النقاش الذي يعتبر من المقربين لحزب الله وانه سيكون كما خطط له عماد مغنية ضد اهداف اسرائيلية.

ويقول نقاش quot;ان مغنية كان قد وضع عددا من الخطط الجاهزة لمهاجمة اهداف اسرائيلية من قبل حزب الله في حال تم اغتيال احد قادته وقد نفض الغبار عنها الان ووضعت الان فوق الطاولةquot;.

وعادة ما تلتزم اسرائيل بالصمت عن عمليات الاغتيال التي يقوم بها جهاز الموساد خارج اسرائيل لكنها هذه المرة انكرت اية علاقة لها باغتيال مغنية لكن الصحيفة تقول انه ليس صدفة استدعاء ايهود اولمرت لرئيس الموساد مائيير داجان يوم دفن مغنية والثناء عليه والطلب منه الاستمرار في منصبه حتى نهاية عام 2009 حسب ما قال مصدر امني اسرائيلي.

بي بي سي


معلومات جديدة في اغتيال مغنية
ومن دمشق نقلت مراسلة إيلاف بهية مارديني عن مصادر متابعة تأكيدها على متابعة التحقيقات في اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية وقالت لـquot;ايلاف quot; quot;انه ليس مقيما في سوريا ، ولا يملك اوراق اقامة في البلادquot; ، واشارت الى quot;تردده على العاصمة دمشق بجواز يحوي على اسم مغاير لاسمهquot; ، لم تكشف المصادر عنه، ولكنها افادت انه قدم من لبنان يوم اغتياله ، موضحة ان سوريا ستعلن عن نتائج التحقيقات فور انتهائها.

وكانت مصادر متطابقة كشفت ان مغنية تواجد على الاراضي السورية دون علم السلطات والأجهزة السورية ، وشددت أن سورية لم تكن مكلفة بحماية مغنية التي يتواجد بها عادة لساعات كمواطن او زائر عربي عادي وليس كمسؤول حزبي او امني لبناني ، وليس لديها أي معلومات حول تحركاته، و هويته ، أو مكانه، واعلنت توقيف عدد من المشتبه فيهم من جنسيات عربية مختلفة.

وكانت سوريا نفت وجود لجنة مشتركة من سورية وإيران وحزب اللـه للتحقيق في جريمة الاغتيال ، واكد مصدر اعلامي سوري أن هذه الأنباء عارية عن الصحة جملة وتفصيلاً وإن الجهات السورية المختصة وحدها هي التي تقوم بإجراءات التحقيق في جريمة الاغتيال.

فيما كان شاهد عيان نفى لـquot;ايلافquot; ان تكون السيارة الباجيرو الفضية ملكا لمغنية او لحزب الله او ان مغنية قد استاجرها ، حيث اكد الشاهد ان مغنية كان يسير على الاقدام قاصدا سيارته حين انفجرت السيارة الباجيرو التي وضعت فيها العبوة الناسفة ، وهو يمر امامها .

واضاف شاهد اخر من منطقة تنظيم كفر سوسة ان السيارة الباجيرو ليست ملكا لاحد من الجيران القاطنين في المنطقة ، وانها غريبة عن الحي ، وهي المرة الاولى التي يرونها متوقفة في هذا المكان.

وكان وزير الداخلية السوري بسام عبد المجيد قال ان التحقيقات جارية ، بينما اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان دمشق ستعلن عن الجناة قريبا .