واشنطن: بدا الرئيس الاميركى جورج دبليو. بوش زيارته الثانية الى افريقيا أول من مس (الجمعة)، واضعا نصب عينيه اختيار موقع للقيادة العسكرية الاميركية المثيرة للجدل فى القارة.وقبل مغادرته، ذكر بوش ان الاختيار قد يقع على ليبيريا موقعا جديدا للقيادة العسكرية الاميركية فى افريقيا، وذلك وفقا لما ذكره الاعلام المحلى امس، إذ يبدو انها الدولة الافريقية الوحيدة التى عرضت استضافة القيادة.

قال بوش يوم الخميس فى مقابلة مع الاعلام الاجنبى نشرت امس quot;اذا قدر ان يكون لدينا وجود مادى فى القارة الافريقية فى شكل مقر قيادة... فمن الواضح اننا سنفكر جديا فى ليبيرياquot;.

ومن المقرر ان تناقش الخطة خلال رحلة بوش الى ليبيريا، ولكن ليس متوقعا صدور اى اعلان.

تولى الولايات المتحدة اهتماما كبيرا لافريقيا فى السنوات الاخيرة وسط مخاوف من ان تصبح بعض الدول الافريقية ملاجئ آمنة للمسلحين الذين يسعون لشن عمليات ويخططون لعمليات ضد الولايات المتحدة.

كما ذكر بوش ان quot; افريكوم هى مفهوم جديد يهدف الى تقوية قدرات البلاد فى التعامل مع التهريب والارهاب، ولكنه ايضا سيساعد الدول على تنمية قوات قادرة على حفظ السلام تحتاج اليها القارة كثيرا لسوء الحظquot;.

وباعلان تأسيس افريكوم فى فبراير الماضى، ذكر بوش ان القيادة quot;ستعزز جهودنا فى جلب السلام والامن للناس فى افريقيا وتعزيز اهدافنا المشتركة فى التنمية والصحة والتعليم والديمقراطية والنمو الاقتصادى فى افريقياquot;.

وبالرغم من الصورة الوردية التى رسمها بوش للقارة الافريقية، فمعظم الدول الافريقية لديها شكوك بشأن دافع واشنطن لتأسيس وجود عسكرى اميركى فى القارة، فى حين اعتبر البعض الاقتراح بانه مثل quot; وضع حصان طروادة quot; فى أوطانهم.

ويخشى الافارقة من ان القيادة الجديدة هى محاولة اميركية لاقحام قدرة عسكرية فى القارة، من شأنها أن تعرض القدرة العسكرية للدول الافريقية وسيادتها للخطر، بادئة بذلك من جديد استعمارا جديدا فى القارة.

فى حين سيجلب الوجود العسكرى الاميركى دون داع الحرب العالمية على الارهاب للفناء الخلفى للقارة الافريقية. كما يتساءل الافارقة عما اذا كان هذا الوجود حيلة لحماية مصالح الولايات المتحدة التنافسية بشأن البترول الافريقى والموارد الاخرى التى يسعى الجميع خلفها بنهم فى عالم اليوم.

ذكر وافولا اوكومو، المحلل من مؤسسة جنوب افريقيا للدراسات الامنية ان quot;الافارقة لديهم شعور بان الافريكوم يمثل شيئا اكبر مما يقال لهمquot;.

وابدت القوى الاقليمية ومن بينها ليبيا ونيجيريا وجنوب افريقيا عن تحفظات عميقة.

كذلك اعلنت نيجيريا، اكثر دول افريقيا سكانا واكبرها انتاجا للبترول، رسميا عن رفضها فى شهر نوفمبر لاستضافة الافريكوم ومعارضتها لوضع القيادة فى اى دولة من دول غرب افريقيا.

وحتى الآن، رفضت جنوب افريقيا، التى تعد ثقلا اقليميا آخر، ومجموعة التنمية للجنوب افريقيا، هذا التحرك.

ذكر وزير الدفاع لجنوب افريقيا موسيووا ليكوتا فى وقت سابق هذا العام انه quot;اذا كان هناك ادخال للقوات المسلحة لدولة او اخرى من الدول الافريقية، فقد يؤثر ذلك على العلاقات بين البلدان الشقيقة ولن يشجع المناخ والاحساس بالامنquot;.

تلقت الجهود الاميركية للبحث عن موقع للقيادة صفعة أخرى عندما اعرب اتحاد المغرب العربى، الذى يشمل الجزائر وليبيا وموريتانيا والمغرب وتونس، عن معارضتهم الشديدة فى نهاية العام الماضى لاى تأسيس عسكرى اجنبى على اراضى الدول الافريقية.

وذكر المحللون ان رفض العديد من الدول الافريقية اوضح ان الدول الافريقية توصلت الى توافق عريض حول رفض المقار العسكرية الاميركية ازاء مخاوف من التضحية بسيادتهم.

وعلى الرغم من ان الولايات المتحدة تصور الافريكوم على انها يد تمتد بالمساعدة والتدريب، إلا ان الافارقة يخشون من ان الولايات المتحدة تعتزم عسكرة سياساتها الخارجية تحت راية محاربة الارهاب.

وذكر وافولا اوكومو الذى يرأس برنامج المحللين الامنيين الافريقى فى مؤسسة الدراسات الامنية فى بريتوريا فى جنوب افريقيا ان quot;الافارقة يتذكرون بوضوح ان الاستعمار سبقته بعثات انسانية اتت لتحقق ارادة الله فى انقاذ الافارقة من مخالب الهمجيةquot;.

وبالاضافة الى ذلك، ذكر اوكومو ان اى دولة ستستضيف القيادة سيتم انتقادها لانتهاك الموقف المشترك حول الدفاع والامن الافريقين الذى لا يحبذ استضافة قوات اجنبية على الاراضى الافريقيةquot;.

ومن المخاوف الكبرى الاخرى ان الافريكوم قد يتبعها المزيد من القواعد والقوات الاميركية فى القارة الافريقية. فلدى الولايات المتحدة حاليا حوالى 1800 جندى لقاعدة قوات مهمة مكافحة الارهاب فى جيبوتى فى القرن الافريقى.

كما يخشى الافارقة من ان استضافة المزيد من المنشآت والشخصيات الاميركية يمكن ان يضع البلاد الافريقية فى خطر ان تصبح اهدافا لاعداء واشنطن حول العالم.

والبترول احد اكبر المخاوف. ففى عام 2006، وصلت صادرات البترول الافريقية الى الولايات المتحدة الى 2.23 مليون برميل فى اليوم، متجاوزة بذلك صادرات منطقة الشرق الاوسط لاول مرة خلال 21 عاما.

ذكر المحللون ان الولايات المتحدة تريد تامين امدادات البترول من القارة التى تعد مصدرا رئيسيا لصادرات الطاقة الى الولايات المتحدة فى هذا العالم المتقلب.

غير انه، وسط الاعتراضات الكثيرة، ابدت ليبيريا استعدادها لاستضافة افريكوم، بسبب صلاتها التاريخية القوية بالولايات المتحدة. فقد نشأت هذه الدولة على يد العبيد الاميركيين المحررين فى 1847 ، واعتادت ان تكون موقع قاعدة كبيرة للاستخبارات المركزية الاميركية.

وتحافظ الولايات المتحدة على علاقات وثيقة مع ليبريا، التى ترأسها حاليا الرئيسة الين جونسون - سيرليف. وفى فبراير 2007، الغت واشنطن الدين الذى يبلغ 391 مليون دولار اميركى والذى كانت تدين به ليبريا التى اجتاحتها الحرب.

وذكرت جونسون - سيرليف عن افريكوم انها quot; ستصبح قوة ستساعد فى اعداد قوات الامن الافريقية لحماية الوحدة الافريقية. انها منشاة تدريبية ... بعكس ما فهمه البعضquot;.

وذكرت الرئيسة انها تحدث مع بوش بشأن القيادة.

فبميزانية تساوى 50 مليون دولار اميركى لسنة 2007 - 2008 المالية، لدى الافريكوم مسئولية تجاه 53 بلدا فى افريقيا والدول الجزر المحيطة بها. ومن المتوقع ان تعمل القيادة بالكامل خلال عام.