شعبية أولمرت وباراك ترتفع
ردود فعل اغتيال مغنية تتواصل في إسرائيل
شيعة الكويت يرفضون موقف حزب الله من مغنية
خلف خلف من رام الله: نشوة امتدت للحظات، فابتسامات قالت ما لم تقله الكلمات، تلاها نفي للاتهامات، فسلوك وتصرفات مرتبكة، وتعليقات مقتضبة أعادت الشبهات. وتهديدات أثارت المخاوف والقلق من ردود فعل انتقامية، ثم اتسعت دائرة الاحتمالات والتوقعات، من طائرة مفخخة بلا طيار، إلى ضرب القنصليات والسفارات في الخارج، أو اغتيال شخصيات دبلوماسية بارزة، وصولاً لاحتمالية قصف صاروخي أو تفجير أماكن دينية. هكذا تفاعل موضوع اغتيال عماد مغنية في إسرائيل على مدار الأيام الماضية، بعدما وجه حزب الله إليها أصابع الاتهام بالوقوف وراء العملية.
وعند إلقاء نظرة على مجمل التصريحات الإسرائيلية، وما ورد في الصحافة العبرية اليوم الاثنين، نستشف أن تعامل تل أبيب مع الموضوع ينصب على إحصاء quot;الفوائد والخسائرquot; التي سيتمخض عنها اغتيال مغنية، التي ما زالت علامات تساؤل كبيرة تثار حول الجهة التي تقف خلف تصفيته، وسط اتهامات أميركية لسوريا وحزب الله بالوقوف وراء العملية، ونفي إسرائيلي.
وقد صرح عضو الموساد السابق مشيكا بن دافيد أن مغنية قتل من خلال قنبلة موقوتة، وأن الجهة التي تقف وراء اغتياله تمتلك قدرات استخباراتيه هائلة. ورفض بن دافيد تأكيد أو نفي مسؤولية إسرائيل عن تدبير العملية، مكتفياً بالقول في مقابلة مع تلفزيون (انفولايف تي في) إن رئيس حزب الله السيد حسن نصر الله quot;يعلم أن من حصلوا على مغنية يمكن أن يحصلوا عليهquot;.
الاغتيال يرفع شعبية أولمرت
وترى أوساط عديدة في إسرائيل أن تصفية مغنية والهجوم على سوريا قبل شهور سيترك أثارا إيجابية كبيرة على الأقل على المدى القصير على المكانة الجماهيرية لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، وكذلك وزير الدفاع إيهود باراك.
حيث يقول المحلل السياسي شالوم يروشالامي: quot;الجمهور يأخذ انطباعا كبيرا جدا من العملية، يستطيب الذكاء، يرحب بالثأر من مغنية، الإرهاب بالذي وصفه فؤاد بن اليعيزر وزير الدفاع (الإسرائيلي) الأسبق بأنه quot;الرجل الأخطر على دولة إسرائيلquot;. هذه عملية مع هالة، بأسلوب عهد الألمعية، كفيل بان يرفع الشعبية المتدنية لاولمرت في الاستطلاعات القريبة. الارتباط بتمديد ولاية رئيس الموساد واضح. لا احد هنا بريء، بالتأكيد ليس اولمرتquot;.
ولكن يروشالامي لم ينس أيضا من التطرق للمخاوف من ردود فعل قاسية لحزب الله على عملية الاغتيال لمغنية، فأضاف قائلا: quot;السؤال هو ماذا سيحصل على المدى الأبعد. في كانون الثاني 1996 أمر رئيس الوزراء في حينه، شمعون بيرس، بتصفية يحيى عياش، الذي كان يسمى في حينه quot;المهندسquot;، والذي كان مسؤولا عن عشرات العمليات ضد إسرائيليين على مدى السنينquot;.
وأضاف يروشالامي في مقال بصحيفة معاريف تحت عنوان: quot;صمت رنانquot;: quot;وكان بيرس في معضلة. فهو يعرف أن عمليات الثأر الفلسطينية ستصل في أعقاب التصفية، ولكن لو بقي عياش قيد الحياة لكان واصل عمله. quot;المهندس لا يتقاعدquot;، قال في حينه بيرس وإذا بالهاتف النقاب ينفجر بعياش. وكان رد الفعل سلسلة طويلة من العمليات الانتحارية الفظيعة في القدس وفي تل أبيب، والتي صفت فرص بيرس لان ينتخب مرة أخرى لرئاسة الوزراء.
إسرائيل تخاطر بيهود العالم
وعلى نفس الوتيرة السابقة، عزف الكاتب أنشيل بابر الذي أنطلق من فرضية أن إسرائيل هي من اغتالت مغنية، وطالب بابر القيادة الإسرائيلية بموجب ذلك على أن تأخذ في الحسبان يهود العالم في الشتات عند إقبالها على تنفيذ عملية بهذا الوزن.
وتحدث بابر يقول في صحيفة (هآرتس) تحت عنوان: quot;أمن إسرائيل أولاquot;، قائلاً: هيا بنا ننطلق من نقطة افتراضية تماماً بأن إسرائيل هي التي كانت من وراء قتل ضابط العمليات في حزب الله عماد مغنية رغم نفيها لذلكquot;.
وتابع: quot;في مثل هذه الحالة يجب الافتراض بأن جلسة قد عقدت وربما سلسلة من الجلسات على أعلى المستويات وتم خلالها البحث في الأمور المترتبة على تصفية مع طرح الافتراض شبه المؤكد بأن حزب الله سينتقم وليس بالضرورة من خلال الهجمات على الأراضي الإسرائيلية، لا بل من خلال ضرب هدف إسرائيلي في العالم- هل تردد أحد ما؟ وهل كانت إمكانية شن هجمة دموية على يهود الشتات ضمن الاعتبارات التي وقفت وراء قرار القيادة الإسرائيلية التي قررت تصفية مغنية؟ وهل من كان من الواجب أن يكون هذا الاعتبار قائما؟quot;.
ومضى قائلا: quot;سواء رغبوا أم لم يرغبوا يهود العالم محسوبون تلقائياً مع دولة اليهود. الهجمة على مبنى الجالية اليهودية في بوينس ايريس في عام 1994 والانفجارات في الكنيس في اسطنبول في السنوات الأخيرة برهنت على أن الشتات هو النقطة الأضعف لدولة إسرائيلquot;.
quot;مستوى الحراسة والحماية القائمة في الجاليات اليهودية المختلفة ليس متماثلاً. في دول مثل تركيا التي شهدت هجمات إرهابية في الآونة الأخيرة وألمانيا مع صدمتها التاريخية الفريدة يشبه الدخول إلى كنيس يهودي الولوج إلى غواصه حربية. مباني الجالية اليهودية موجودة في أماكن حصينة ومحروسة من قبل كتائب من عناصر الشرطة. في دول أخرى مثل الولايات المتحدة الحراسة تتراوح بين البسيطة إلى مفقودة تماماً. على أية حال ليس هناك نقص في الأهداف. من الناحية الأمنية هناك حدود لقدرة إسرائيل على توفير الحماية ليهود العالم الذين يقطنون في دول سيادية وتحت مظلة حكومات ملزمة بالدفاع عنهمquot; كما يقول الكاتب الإسرائيلي انشيل بابر.
وأضاف: quot;يهود العالم لسوء حظهم هم جزء من الحرب الطويلة بين إسرائيل وحزب الله، وباقي التنظيمات الأخرى، ولكن من الصعب التيقن من كون مخاوفهم قد أخذت بالحسبان مع تنفيذ كل عملية هامة. الأمر لا يقف عند حد عجز الجهات الحكومية التي أخفقت في الحرص على حماية مواطنيها أنفسهم - حتى أن تم تطوير صلاحيات الأجهزة السلطوية التي تتولى رعاية يهود الشتات فلم يصل الأمر إلى درجة تعادل الضرر القادم الذي يلحق بهم ndash; بل أن إسرائيل ملزمة بضمان بقائها على المدى الطويل حتى أن كان ذلك يعني المخاطرة بحياة يهود باقي العالمquot;.
25 ألف يهودي رهائن في إيران
كما تطرق الكاتب الإسرائيلي انشيل بابر إلى ما أعتبره تهديداً لحياة اليهود القاطنين في إيران، مشيراً إلى أن احتمالية إبادتهم واردة في حال تمت عملية عسكرية ضد المشروع النووي الإيراني. وقال بابر: quot;هذه الاعتبارات التي تبدو حتى هذه النقطة مجردة بدرجة معنية يمكن أن تطرح بصورة ملموسة وفي حاله مصيرية واحدة قد يكون لها تأثير مباشر على يهود الشتات: الـ 25 الف يهودي القاطنين في إيران هم رهائن مباشرين لكل قرار تتخذه إسرائيل والولايات المتحدة بصدد قضية الذرة الإيرانية.
وتابع: quot;من الممكن الافتراض أيضا انه في حالة الهجوم العسكري على إيران سيختار النظام الإيراني شن هجوم انتقامي على أهداف يهودية في أرجاء العالم. ما هو وزن يهود طهران وأصفهان وشيراز في منظومة الاعتبارات التي تؤخذ بالحسبان عند اتخاذ قرار بشن هجوم محتمل؟
واختتم بابر قائلا: quot;يهود إيران اليوم ليسوا سجناء ولديهم طرق ووسائل للهجرة. العقبة الأساسية اقتصاديه ndash; إلزامهم بإبقاء أغلبية أموالهم وراءهم. مئات قلائل فقط نجوا بالصدفة وغادروا إيران في عام 2007 هم يدركون الخطورة التي ينطوي عليها استمرار وجود الجالية القديمة ولكنهم يختارون البقاء. يبدو أن من الممكن الادعاء بأن إسرائيل مسؤولة عن مصير باقي اليهود في الشتات. أمنهم يجب أن يكون ضمن اعتبارات الخطورة المحدقة ndash; ولكن لا يمكنه أن يكون الاعتبار الأعلى عندما تكون هناك مصلحة أمنية قاطعة بالنسبة لإسرائيلquot;.
التعليقات