يوسف عزيزي من طهران: قال محسن أمين زاده نائب وزارة الخارجية في حكومة الرئيس السابق خاتمي أن إيران تمر بظروف مثيرة للقلق حيث ساهمت كل الأحداث الخطيرة التي وقعت خلال العامين الماضيين في تكوين هذه الظروف غير الملائمة.
وأضاف أمين زاده: كانت ايران خلال عامي 2004 و 2005 تتمتع بالمكانة الأكثر تلائما علي المستوي الدولي منذ قيام الثورة الإيرانية غير أن حكومة أحمدي نجاد حطمت هذه المكانة المميزة للبلاد وحولت إيران مرة أخري إلي دولة منعزلة.
وتابع أمين زاده: إن السياسة الخارجية للبلاد و الفاقدة للتدبير أدت إلي إجماع غيرمسبوق للقوي الكبري في العالم علي إحالة الملف النووي الإيراني إلي مجلس الأمن الدولي وهو إجماع لم يشهد له نظير تاريخ العلاقات الدولية ضد دولة ما في العالم.
وأكد النائب السابق لوزارة الخارجية أن إيران تعرضت خلال العامين المنصرمين لأسوأ العقوبات الاقتصادية منذ قيام الثورة الإيرانية و التي نتجت عن إجماع دولي ضد إيران. وقد تلحق هذه العقوبات فضلا عن تلك التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخرا ضد إيران، تلحق أضرار واسعة بالعملية التنموية في البلاد و تؤدي إلي ارتفاع تكاليف المعيشة للشعب الايراني.

وتابع أمين زاده: لقد شهدت السياسة الخارجية في إيران خلال العام الماضي تراجعا غيرمسبوق وذلك رغم النبرة العالية والهجومية لسياسة إيران الخارجية في مجالات عدة منها قضية بحر قزوين
و المزاعم المطروحة حول امتلاك الجزر الإيرانية الثلاث والقضايا المتعلقة بالأراضي بين إيران والعراق في شط العرب.
وأضاف: في القطاع الاقتصادي نلاحظ أن حكومة احمدي نجاد لم تنجز أي مشروع اقتصادي جديد و كبير بل و توقفت عملية تنفيذ المشاريع التنموية والإنتاجية الكبيرة. وقد توقفت المشاركة الاقتصادية للجانب في المشاريع الكبري في إيران. كما إن العقوبات ستترك تأثيرات كبيرة تدريجيا علي قطاع المال والصناعة.
وأردف دمين زاده : اجتماعيا ارتفع مستوي تدخل الحكومة في الشؤون الخاصة للمواطنين. وأما علي مستوي المواجهات القضائية فسجلت الحكومة الحالية ( حكومة أحمدي نجاد) رقما قياسيا عالميا في العديد من القضايا منها الإعدامات التي تقوم بها وأساليب تنفيذها و مواجهة واعتقال الصحفيين وإغلاق الصحف.

وأضاف: إن تجربة الحكومة الحالية ( التي يقودها التيار المتشدد) تظهر أن هذا التيار يفتقر إلي أي خطة واستراتيجية أو هدف محدد إلا ممارسة السلطة، بل و انه لايملك الأسس و المعايير الضرورية للدفاع عن أبسط المصالح الوطنية وأسس الثورة الإسلامية.
وتابع: إن الفرق بين ما أنجزته حكومة الإصلاحات ( برئاسة محمد خاتمي) من أعمال وبين نتائج التي حققتها الحكومة التي تلت الفترة الإصلاحية ( حكومة أحمدي نجاد) هو فرق شاسع جدا حيث تتسم سياسات الحكومة الحالية بالقضاء علي الفرص غير المسبوقة للبلاد علي المستوي المحلي والدولي والتنمية الوطنية بل تجاوزت هذه السياسات التخريبية كل ذلك لتثير انتقادات التيار المعارض للقوي الإصلاحية أيضا. و كان تحطيم المحرمات من النتايج الإيجابية لهذه الحكومة حيث حطمت المادة المحرمة المتمثلة في حكومة ثورجية متطرفة في إيران حيث ظهرت في الحكومة الحالية الأفكار الأكثر تطرفا ومغامرة والتي بفضلها تعثرت مسيرة التنمية والتطور في البلاد.

وقامت الحكومة الحالية واعية أو دون وعي و كذلك القوي الضاغطة و المغامرة في البلاد بتحطيم المقدسات التي صنعتها وحافظت عليها الثورة علي مدي ثلاثة عقود منذ قيام الثورة الإسلامية منها إجراء مفاوضات والقيام بعلاقات مع الغرب خاصة الأمريكيين و إقامة علاقات مع دول مثل مصر و عملية الخصخصة والدفاع عن منتجي الثروات حيث نلاحظ أن الحكومة الحالية قامت بتحطيم كل هذه المحرمات وبأسوأ طريقة ممكنة
و كلفت البلاد ثمنا باهظا لم يثمر شيئا إلا القليل.
وحول الانتخابات يري أمين زاده: أن ما حدث مؤخرا للمرشحين الإصلاحيين كان أسوأ من أكثر التوقعات تشاؤما حيث تم إقصاء الذين يحملون معتقدات إصلاحية دون أي مجاملة وهذا يزعزع ثقتنا بسلامة الانتخابات. ويسعي التيار المحافظ إلي تنفيذ خدعة جديدة تقوم علي منافسة شكلية بين طرفين من تيار اليمين الحاكم في حين يتم إقصاء التيار الإصلاحي. ويبدو أنهم يريدون أن يشكلوا تيارين يمينيين واحد يدعم الحكومة والآخر ينتقدها.

وأوضح أمين زاده حول لماذا لم تتخذ حكومة خاتمي موقفا غير محايد في عملية السلام في الشرق الأوسط قائلا: ليس موقف إيران في الشرق الأوسط موقفا حياديا ولايمكن أن تتخذ إيران موقفا محايدا لأنها تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني وهذا يشمل أيضا حكومة خاتمي فكانت تحرص الحكومة كي لاتتحمل إيران مسؤولية إخفاق مفاوضات السلام فكانت إيران تدين دوما مفاوضات السلام فعند فشل المفاوضات في نهاية المطاف كان سبب الإخفاق ينسب إلي إيران في حين أن الفشل الحقيقي ناتج عن أهداف ونيات إسرائيل. وتخلت حكومة خاتمي عن هذه السياسة لأنها رأت أن ذلك لن يؤدي إلي تأمين مصالح إيران ولاالفلسطينيين. وقامت الحكومة الإصلاحية بمتابعة خطة خارطة الطريق التي طرحها الرئيس الأمريكي لأجل السلام في الشرق الأوسط لكن الخطة فشلت فشلا ذريعا بسبب عدم تعاون اسرائيل ومعارضة العرب لأداء الاسرائيليين.
وعما إذا كانت إيران تعترف رسميا بالدولة الإسرائيلية في حال أقيمت دولة فلسطينية؟ قال أمين زاده: أستبعد كثيرا أن تعترف إيران رسميا بإسرائيل لكنها تعترف بالدولة الفلسطينية وتكون بذلك قد قبلت ضمنيا بإقامة الدولتين وهذا محتمل خاصة إذا راجعنا مواقف الحكومة الإيرانية الحالية حيال حكومة حركة حماس منذ العام الماضي . ولكن قيام الدولتين إسرائيل وفلسطين بعيد للغاية في الوقت الحالي.

هجوم غيرمسبوق لزوجة وزير العدل ضد رفسنجاني
الى ذلك هاجمت فاطمة رجبي زوجة وزير العدل و المتحدث باسم الحكومة الايرانية غلامحسين الهام بشكل غير مسبوق رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني.
و نقل موقع شهاب نيوز فقرات من مقال كتبته فاطمة رجبي ضد خطبة صلاة الجمعة التي القاها هاشمي رفسنجاني في طهران قائلة: حول هاشمي رفسنجاني و كعادته منبر صلاة الجمعة الى منصة للاستغلال الشخصي و التحريف و التفسير بالرأي.

وفي اشارة الى انتقاد رفسنجاني للاسائة التي وجهها مؤيدي الرئيس الايراني احمدي نجاد لحفيد اية الله الخميني حسن الخميني قالت فاطمة رجبي: استغل هاشمي رفسنجاني التي تجاوزت القضايا المتغلقة بسلطة عائلته على شؤون البلاد، و اتجاهاته القبلية، والعديد من القضايا الاقتصادية و السياسية الخاصة بابنائه، مرحلة التساءل و تحولت الى ملف له و لعائلته،استغل هذه المسالة (الانتقاد) كذريعة ليطهر و يبعد كل ما يقال حوله و عائلته و اقربائه.
و ادعت زوجة المتحدث باسم الحكومة الايرانية: ان المفردات التي استعملها هاشمي في خطبة صلاة الجمعة كانت ثأرية ناجمة عن فقدان التقوى لديه.

كما هاجمت فاطمة رجبي مواقف رفسنجاني حول الملف النووي الايراني قائلة: يتطرق هاشمي رفسنجاني الى الموضوع النووي الايراني من اجل ارشاد القوى المهيمنة في العالم و تدخلاتهم الاستعمارية.

اضطرابات في مدينة بندر عباس
وفي سياق آخر شهد ميناء بندر عباس وهو اهم ميناء ايراني في جنوب ايران شهد انقطاعا كاملا للمياه منذ صباح السبت ولمدة 3 أيام حيث أدي ذلك إلي وقوع احتجاجات شعبية في بعض المناطق في المدينة و تدخل قوات الشرطة لمنعها.
و ذكر موقع شهاب نيوز الإيراني الذي اورد الخبر ان المواطنين في ميناء بندر عباس هاجموا دوائر البلديات و سواحل البحر لتأمين حاجياتهم الضرورية.
وتأتي هذه الاضطرابات في الوقت الذي يعتزم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زيارة محافظة هرمزغان - وعاصمتها بندرعباس عباس - ضمن الجولة الثانية لزياراته للمحافظات الإيرانية.