جنيف: نفى ممثل الولايات المتحدة في اللجنة الدولية لمكافحة العنصرية التابعة للأمم المتحدة الجمعة، أن تكون بلاده تطبق معايير عرقية في الحرب التي تخوضها ضد ما يسمى بـquot; الإرهاب،quot; أو في quot;السجون الطائرةquot; التي تنقل عبرها المخابرات المركزية CIA السجناء بصورة سرية عبر مطارات العالم.
كما رفض المندوب صحة التقارير التي تحدثت عن عنف الشرطة الأميركية ضد المسلمين والعرب بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وقال إن بلاده حصلت على quot;تأكيدات دبلوماسيةquot; من الدول التي تم تسليم بعض المتهمين بالإرهاب إليها بعدم إخضاعهم للتعذيب.
وجاءت مواقف المندوب الأميركي بعدما واجهه بعض الخبراء بتقارير حول تصرف الولايات المتحدة بطريقة وصفت بأنها quot;عنصريةquot; في مواجهة الإرهابيين المشتبهين، وذلك خلال اجتماع تعقده اللجنة الدولية لمكافحة العنصرية بحضور 18 خبيراً دولياً بصورة دورية لمراجعة تطبيق اتفاقية العام 1965 لمكافحة التمييز العنصري.
وقال مورتن كجيروم، وهو عضو دنمركي حضر الاجتماع إن على جميع الدول التأكد من أن المعتقلين الأجانب الذين يتم احتجازهم في إطار ما يسمى quot;الحرب على الإرهابquot; يحصلون على الحماية اللازمة من خلال القوانين المحلية المتوافقة مع القانون الدولي.
وأوضح كجيروم موقفه بالقول: quot;يبدو أن هناك مشكلة تتعلق بمن يتم تسليمهم بصورة استثنائية،quot; في إشارة إلى الوصف المستخدم من قبل الولايات المتحدة لبرنامج نقل وترحيل السجناء المتهمين بالإرهاب.
ورد روبرت هاريس، مساعد المستشار القانوني لوزارة الخارجية الأميركية بالقول: quot;كل ما تم القيام به في هذا الإطار لم يخضع لمعايير عنصرية.quot;
وأضاف أن نقل المتهمين بالطائرات، أو ما عرف بـquot;السجون الطائرةquot; لا يخضع للمعايير الدولية التي نصت عليها اتفاقية العام 1965، بل يبدو quot;متداخلاً بصورة مباشرة مع مواضيع أخرى مثل قانون الحرب.quot;
وكانت الولايات المتحدة قد أقرت الخميس بأنها استخدمت الأراضي البريطانية لنقل متهمين بالإرهاب عبر quot;السجون الطائرةquot; رغم أنها كانت تصر على نفي ذلك، بحسب أسوشيتد برس.
وقد اعترفت واشنطن بنقل 150 متهماً بهذه الطريقة حول العالم، غير أنها قالت إنها حصلت على quot;ضمانات دبلوماسيةquot; من الدول التي سلمت المتهمين إليها بعدم تعرضهم للتعذيب.
من جهتها، وصفت منظمة quot;اتحاد الحريات المدنيةquot; الأميركية مواقف هاريس بأنها quot;مضللة،quot; وقال رئيسها جميل ديكوار إن جميع المعتقلين في سجن معسكر غوانتانامو الأميركي على جزيرة كوبا هم من المسلمين غير الأميركيين.
يذكر أن اللجنة أثارت مع المندوب الأميركي قضايا أخرى، تعلق أبرزها بتقارير عن ممارسة الشرطة الأميركية العنف ضد العرب والمسلمين في الولايات المتحدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، وقد اعتمدت اللجنة على تقارير صادرة عن أكثر من 120 مؤسسة حقوقية أميركية.