أجندة محادثات الرئيس المصري والعاهل السعودي
محور القاهرة ـ الرياض يسعى إلى استعادة دمشق
نبيل شرف الدين من القاهرة، وكالات: أجرى الرئيس المصري حسني مبارك مباحثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حول قضايا محل اهتمام مشترك، وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن القمة السعودية المصرية بحثت تطورات القضية الفلسطينية والحصار المفروض على الشعب الفلسطيني ومعاناته من جراء الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة، كما بحثت الأزمة الحالية في لبنان والجهود العربية المبذولة لإيجاد حل لهذه الأزمة، وكذلك تطورات الوضع في العراق وأهمية الحفاظ على أمنه ووحدته وسيادته على أراضيه اضافة الى مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الاقليمية والدولية والتعاون بين البلدين، وحضر جلسة المباحثات من الجانب السعودي رئيس هيئة البيعة الأمير مشعل بن عبد العزيز وولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز وعدد من كبار المسؤولين فيما حضرها من الجانب المصري الوفد المرافق للرئيس محمد حسني مبارك.
وفي وقت سابق، رجحت مصادر دبلوماسية في القاهرة تكهنات رائجة في أوساط المراقبين، حول أهداف القمة التي يعقدها اليوم الأحد الرئيس المصري حسني مبارك إلى الرياض، مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، قائلة : quot; إنها تستهدف تنسيق الجهود لتحرك مشترك لإقناع سورية بالتعاون الكامل لإنهاء الأزمة السياسية في لبنان، مقابل الحصول على ضمانات قوية بمساندتها في مواجهة أي مخططات دولية، ربما ترمي إلى زعزعة النظام الحاكم في دمشق quot;، حسب المصادر ذاتها .
وفي هذا السياق أيضًا علمت (إيلاف) من مصادر دبلوماسية عربية تقيم في القاهرة، أن مصر ربما ستطالب السعودية بتنسيق المساعي معًا لدى واشنطن، لتخفيف الضغوط الدولية المتنامية على سورية، لافتة إلى أنه لم يعد سرًا أن الأزمة اللبنانية باتت تلقي بظلالها القاتمة على مجمل المشهد الإقليمي برمته، فضلاً عن أن كل القوى السياسية اللبنانية على اختلاف مشاربها ترتبط بعدة أطراف خارجية، لدرجة لا يمكن معها الاطمئنان إلى quot; استلاب quot; القرار السيادي اللبناني في عواصم أخرى قريبة أو بعيدة .
ومضت المصادر ذاتها موضحة أن التفاهم بين الرياض والقاهرة في هذا الشأن ليس وليد اللحظة، بل تبلور في ضوء اتصالات ومحادثات استمرت أشهرًا، وتصاعدت وتيرتها مع تصاعد الأحداث في لبنان، ثم جاء تحرك المعارضة اللبنانية التصعيدي الذي اعتبرته كل من مصر والسعودية تصرفًا يخلو من الحكمة، ويدفع باتجاه تدويل الأزمة الداخلية اللبنانية، كما سبق وصرح بذلك الرئيس المصري بذلك، معربًا عن مخاوف في موضعها، حيال احتمالات تدخل إيران على خط الأزمة، وهو الخيار الذي لن تقف معه قوتان إقليميتان كمصر والسعودية مكتوفتي الأيديquot;، وفقًا لمصادر (إيلاف) في القاهرة .
التنسيق المصري ـ السعودي
وظل التنسيق الإقليمي على مستوى القمة بين مصر والسعودية وسورية سمة من سمات السياسة العربية خلال الآونة الأخيرة خاصة حيال الأوضاع والتطورات ذات الامتدادات الخارجية، باعتبار أن الدول الثلاث أكبر القوى المؤثرة على الساحةrlm;،rlm; واستمر الأمر على هذه الوتيرة لسنوات، حتى اعتبر المراقبون أن القرار العربي أصبح قرارًا ثلاثيًا quot;مصريًا ـ سعوديًا ـ سوريًاquot; .
غير أن مراقبين يرون أن سورية بارتمائها في أحضان إيران تمامًا وإصرارها على استمرار الأزمة السياسية اللبنانية، وتشجيع الفصائل الفلسطينية الراديكالية ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها، وغير ذلك من المواقف التي لم تنسق فيها سورية مع كل من حليفتيها مصر والسعودية، فإنها بذلك تكون قد خرجت تمامًا من هذا التحالف التقليدي الذي ظل يربط العواصم الثلاث على مدى أعوام مضت .
واستبق الرئيس مبارك زيارته للمملكة بتصريحات خص بها صحيفة (الرياض) واسعة الانتشار في السعودية، جدد فيها دعمه للمبادرة العربية بشأن لبنان، بقوله إنها quot;باتت المبادرة الوحيدة المطروحة بعد فشل العديد من المبادرات التي جاءت من خارج المنطقةquot;، وأضاف أنه quot;بدلاً من المضي في تنفيذها ضاع الكثير من الوقت في محاولة تفسيرها وتحميلها بأكثر مما تطيقquot; .
أما وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط فقد جدد إعادة طرح موقف بلاده الرسمي الذي يدعو الفرقاء اللبنانيين إلى التمسك بكل ما من شأنه الإنهاء السريع لحالة الفراغ في سدة الرئاسة وتفعيل مؤسسات الدولة اللبنانية وعدم السماح بانزلاق الأوضاع إلى مواجهات في الشارع أو باستمرار حالة الفراغ القائمة ولا بتكريسها من خلال بعض السيناريوهات المطروحةquot;، حسب تعبيره .
وتأتي quot;قمة الرياضquot; المصرية ـ السعودية، قبيل الإعلان رسميًا عن مستوى تمثيل البلدين في قمة دمشق العربية، نهاية آذار (مارس) المقبل، وفي وقت يخيم فيه توتر شبه معلن في العلاقات السعودية ـ السورية، ويلقي بظلاله على مسار جهود تسعى إلى حل أزمة فراغ رئاسة الجمهورية في لبنان، وهي الجهود التي يواصلها يوم الأحد عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وسط أجواء تقترب من حافة اليأس، حول مدى إمكانية نجاحه في إحداث اختراق يذكر في هذه الأزمة، التي تبدو حتى ساعته مستعصية على الحل .
التعليقات