دمشق: بعد اتهام الرئيس المصري حسني مبارك سورية بأنها quot;طرفquot; في الأزمة اللبنانية، وطالبها بالمساعدة في حل الأزمة الرئاسية اللبنانية قبل استضافة القمة العربية التي ستعقد في 29 و30 من الشهر القادم في دمشق، أكّد مسؤول حزبي سوري أن قمة دمشق هي المكان والزمان المناسبين لتصفية ما علق بالعلاقات العربية ـ العربية من شوائب، quot;فريق 14 شباطquot; (الموالاة اللبنانية) بإطالة عمر الأزمة الرئاسية في لبنان وقال أنهم يقومون بعملية quot;ابتزاز سياسي لإعادة هيكلة المنطقةquot;.

وأكد الأمين العام لحزب العهد الوطني وعضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية في سورية غسان عبد العزيز عثمان أن quot;نجاح القمة العربية المقبلة في دمشق هي إرادة عربية مشتركة، والانطلاق بوحدة الصف العربي إلى التضامن الحقيقي الذي يعطي العرب موقعاً يستحقونه في العلاقات الدولية بعد كل هذا الاستخفاف بالعرب دولاً وشعوباًquot;.

وحول علاقة سورية بالأزمة اللبنانية قال عثمان الذي يرأس حزباً مؤتلفاً مع حزب البعث الحاكم في سورية quot;إن أزمة الرئاسة في لبنان هي جزء من أزمات المنطقة، وربما يتكامل المشهد في لبنان انطلاقاً من ترابط قضايا المنطقة بعضها ببعضquot;، وأضاف quot;إن الأزمة اللبنانية تراوح في مكانها، وهذا هو التأجيل الثالث عشر لجلسة انتخاب رئيس جديد للبنان ويمكن وضع بعض الملاحظات حول هذا الملف بالذاتquot;.

وأوضح عثمان quot;الملاحظة الأولى تتصل بموقف فريق 14 شباط من الرئاسة اللبنانية، فمنذ أكثر من ثلاث سنوات وهذه القوى تقاطع الرئيس السابق أميل لحود وتنعته بشتى النعوت خروجاً عن كل تقاليد الدنيا التي تبقي عادة رمز ما يوحدها في منأى عن هذه الإرهاصات والتجاذبات والتي وصلت إلى حد الابتهاج وإطلاق العيارات النارية، ويبدو أن هذا الفريق ما زال يحتفل بخلو قصر بعبدا من رئيس منتخب، وإلا ما تفسير هذه العراقيل التي توضع كلما لاحت بوادر حلحلة في الأفقquot;.

وأضاف quot;الملاحظة الثانية هي صلة الولايات المتحدة بهذا التعطيل، والسؤال هنا هل خرج فريق 14 شباط عن الإرادة الأميركية المعلنة على لسان السفير ديفيد ساترفيلد ومن قبله وولش وغيرهما من المسؤولين الأميركيين، الذين أعلنوها صراحة أنهم ليسوا في صدد إعطاء المعارضة الثلث الضامن أو ما يقارب ذلك، والتوجيه الأميركي بالذهاب إلى النصف زائد واحدquot;، وتابع quot;أقولها صراحة، لو كانوا قادرين بالأساس أن يذهبوا بهذا الخيار حتى النصف زائد واحد لذهبوا، ولكنهم يريدون إطالة عمر الأزمة لا حلها، واعتبارها محطة ابتزاز ضمن سياسة إعادة هيكلة المنطقةquot;، وأضاف quot;الملاحظة الثالثة تتصل بالحديث عن عدم ممارسة سورية ضغوطاً باتجاه حل الموضوع، وكأن أوراق الحل بيد سورية وحدها، مع العلم أن آخرين غير سورية يملكون من وسائل الضغط أكثر بكثير، ولهم حلفاء يأتمرون بأمرهم وينفذون إرادتهمquot; وفق تعبيره.

ورداً على سؤال عن إمكانية تعطيل انعقاد القمة قال عثمان quot;حتى الآن لم تبلّغ السعودية الدعوة السورية لانعقاد القمة، وقد قامت سورية بإبلاغ معظم الدول التي حددت مواعيد لهذا الأمر من جهة أو ربما أعلنت استعدادها لحضور القمةquot;، وأضاف quot;ثم إن التلويح بهذا الموقف بحد ذاته هو نوع من أنواع الابتزاز السياسي، فهل يريدون لقمة دمشق عدم النجاح إن لم يكن في نيتهم عدم انعقادهاquot; على حد تعبيره.

وحول معيار انعقاد القمة القادمة ونجاحها قال quot;إن معيار نجاح القمة القادمة هي في أن تأتي قراراتها تعبيراً عن رؤية دمشق ومواقفها المعبرة عن مواقف العرب أجمعين، وإذا كانت الأزمة اللبنانية الآن تمر بهذه الصعوبات فإن ذلك ليس بعيداً عن محاولة تعطيل هذا النجاح المرتقب للقمة، فدمشق جربت مع العرب في قمم سابقة تقديم أقصى ما يمكن تقديمه لإنجاح مبادرة السلام العربية فكان الرد الإسرائيلي اجتياح وحشي مدمر ورفض لعملية السلام وممارسة خداع على المسارات كافة، وهذا يتطلب من دمشق أن تسعى إلى تقوية الموقف العربي ودفعه باتجاه رفض منطق التنازلاتquot;.

وعن تصوراته للموقف في حال رفضت السعودية حضور القمة قال quot;نتمنى ألا يحصل ذلك فالوضع العربي الراهن لا يحتمل مزيداً من الترهل، ولبنان ينتظر استقراراً، هذا عدا عن الجرح الدامي من غزة والذي من المنتظر أن يشكل حافزاً لموقف عربي داعم لهذا الشعب الصامد لا موقفاً عربياً يسهم في حالة الحصارquot;، وأضاف quot;لابد من ذكر المفارقة التي تسهم بعض الأنظمة الرسمية العربية في تعميقها، وهي أن الحكومة الفلسطينية لحماس حكومة منتخبة من الشعب ولها أكثرية برلمانية، وكذلك المجلس الوطني الفلسطيني، ومع ذلك لا يتم الاعتراف بهما والتعامل معهما ويتم التعامل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقط، أما في الشأن اللبناني فالأمر مختلف حيث يتم التمسك وعلى غير العادة برئيس الحكومة اللبنانية وتهمل المؤسسات السيادية الأخرىquot; حسب رأيه.