أنقرة: نقل عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قوله في مقابلة نشرت يوم الاربعاء ان تركيا تعتزم استثمار ما يصل الى 12 مليار دولار في منطقة الجنوب الشرقي الفقيرة التي تسكنها أغلبية كردية في اطار مساعي الحد من التأييد لحزب العمال الكردستاني.
وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز قال أردوغان ان حكومته ستخصص أيضا قناة تلفزيونية حكومية للبث باللغة الكردية وهو اجراء تسعى اليه الاقلية الكردية في تركيا منذ فترة طويلة.
وتأتي هاتان الخطوتان عقب هجوم بري شنه الجيش التركي على مقاتلي حزب العمال الكردستاني عبر الحدود في شمال العراق الى جانب أشهر من القصف الثقيل بالمدفعية والقصف الجوي لمواقع المتمردين في هذه المنطقة الجبلية.
وصرح أردوغان لنيويورك تايمز قائلا quot;هذه الطريقة (الاجراءات العسكرية) ليست المعركة الوحيدة مع الارهاب. هناك أيضا عنصر اجتماعي واقتصادي وعنصر نفسي وعنصر ثقافي.quot;
وأضاف أن تركيا ستنفق من 11 الى 12 مليار دولار خلال فترة خمس سنوات لبناء سدين كبيرين وشبكة من القنوات المائية واتمام رصف الطرق وازالة الالغام من حقول بامتداد الحدود السورية.
وتابع أردوغان أن القناة التلفزيونية الجديدة ستبث ارسالها أيضا باللغتين الفارسية والعربية وانها سوف تنطلق خلال شهور.
وأردف قائلا quot;ستكون هذه هي أكثر الخطوات أهمية لمنح الحقوق الثقافية للمنطقة.quot;
ويحث الاتحاد الاوروبي الذي تسعى تركيا للانضمام اليه أنقرة على دعم الحقوق اللغوية والثقافية للمواطنين الاكراد وبذل المزيد من الجهود لتطوير اقتصاد منطقة الجنوب الشرقي والذي أصيب بالشلل بسبب الصراع مع حزب العمال الكردستاني.
وتلقي أنقرة باللوم على حزب العمال الكردستاني في سقوط نحو 40 ألف قتيل أغلبهم من الاكراد منذ أن بدأ صراعه المسلح عام 1984 لاقامة وطن للاكراد في الجنوب الشرقي.
ويصنف الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة مثل تركيا حزب العمال الكردستاني باعتباره منظمة ارهابية. وقدمت واشنطن معلومات مخابراتية لتركيا خلال الهجوم الاخير للجيش التركي على المتمردين داخل العراق.
ولكن حتى القادة العسكريون الاتراك أصبحوا يقولون الان ان الاجراءات العسكرية وحدها لا يمكنها وقف خطر حزب العمال الكردستاني وانه لابد أن يكون الى جانبها تحسين الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع.
وتضم تركيا نحو 12 مليون كردي أي سدس عدد السكان. وأيد الكثير من الاكراد حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي اليه أردوغان والمنتمي ليمين الوسط بدلا من الاحزاب الكردية القومية في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في العام الماضي على أمل تحسين مستوى المعيشة.