دمشق : انتقدت صحيفة سورية مقربة من الحكومة الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا على خلفية دعوته لممارسة الضغط على سورية كي تسمح بانتخاب رئيس جديد للبنان قبل القمة العربية المتوقعة في 29 و30 آذار/مارس الجاري في دمشق، وقالت إن الدبلوماسية الأوروبية quot;تفتقد الحد الأدنى من الشجاعة والصدق والمصداقيةquot; .

وقالت صحيفة quot;الوطنquot; السورية اليوم (الثلاثاء) إن الدبلوماسية الأوربية (خافيير سولانا) quot;باتت لا تعبر عن موقف ولا تمتلك موقفاً ولا إستراتيجية ولا تكتيكاً بقدر ما هي ببغائيةquot;، وأنها quot;أفقدت أوربا كلها كل موقع يستحق الاحترام لدى شعوب العالم القديم والجديدquot; .

واعتبرت الصحيفة أن كلام سولانا حول سورية يشكل quot;اهانة للشعب اللبناني، واعتباره قاصراً ولا يستطيع أن ينتخب بنفسه ومن دون العناية السورية والدعم السوري رئيساًquot; ويعني أن سولانا quot;قرر الإعلان عن الوصاية الأميركية الكاملة على الموقف السياسي الأوربيquot;. ورأت أنه فضّل quot;الولاء للولايات المتحدة الأميركية الأنجلوساكسونية على بلده الأم إسبانيا اللاتينيةquot; .

وتابعت quot;من يتذكر ويستعرض مواقف سولانا منذ توليه هذه المنصة الأطلسية في الاتحاد الأوربي يعرف الهوة التي تفرق بين مواقف الدول الأوربية ومواقفهquot;، وانتقدته لأنه quot;لم ينطق ببنت شفة عندما قامت معظم دول الاتحاد الأوربي تنتقد السياسة الإسرائيلية في غزة والسياسة الأميركية في العراقquot;. كما انتقدت الصحيفة أيضاً الناطقة باسم الخارجية الفرنسية لتأييدها كلام سولانا، واعتبرت أن quot;الدبلوماسية الببغائية الفرنسية في عهد وزير الخارجية برنار كوشنير، حلت محل الدبلوماسية بمفهومها العلمي المتعارف عليهquot; .

وكان سولانا قال مطلع الأسبوع الجاري من بروكسل في انتقاد صريح وغير مسبوق quot;إن دمشق تستخدم وكلاء لها في لبنان للحيلولة دون انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للبلادquot;، ورأى أن quot;أفضل فرصة لحل المشكلة هي قبل القمة العربية لأن عدداً من زعماء الدول العربية المهمة لن يشاركوا في القمة ما لم يحضرها رئيس لبنانquot;. وطالب بـquot;زيادة الضغوط على سورية ليمكن على الأقل إيجاد حل للوضع في لبنانquot; .

ويشار إلى أن سولانا كان قد زار سورية في آذار/مارس العام الماضي والتقى الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير خارجيته وليد المعلم، ونقل إلى سورية موقفاً أوربياً موحداً يطالب دمشق بضرورة الالتزام بالقرارات الدولية، لجهة إنشاء المحكمة الدولية ووقف التدخل في لبنان وانتهاج سياسة بنّاءة في هذا الإطار.