واشنطن: فيما تخطت حصيلة القتلى الاميركيين في العراق الاثنين عتبة اربعة الاف قتيل كان الموضوع الذي لقي اكبر قدر من الاقبال على موقع ياهو للاخبار quot;تقلبات اسعار النفط والدولارquot; فيما كانت القصة الاكثر تداولا عبر البريد الالكتروني quot;رسالة في زجاجة القيت في البحر عبرت 1735 ميلاquot;.فبعد خمس سنوات على الاجتياح الاميركي للعراق تراجع اهتمام الاميركيين بالحرب في هذا البلد وتضاءلت التغطية الاعلامية لها.

ففي موازاة احتدام المنافسة في السباق الى البيت الابيض وتزايد مخاطر دخول البلاد في مرحلة انكماش اقتصادي يتراجع اهتمام الاميركيين باخبار العراق السارة منها والاليمة.وقال بوب ستوفر مدير تحرير صحيفة quot;فلوريدا تودايquot; quot;يرى الناس اسعار الوقود ترتفع واسعار منازلهم تنخفض وهذا يؤثر عليهم بشكل مباشر اكثر من الحرب العراقيةquot; الجارية منذ 20 اذار/مارس 2003.

وكان تراجع الاهتمام ملفتا في الاشهر الستة الاخيرة بحسب مركز بيو للابحاث الذي يجري تقييما اسبوعيا لمضمون الاخبار في مجموعة من الصحف والمواقع الالكترونية والمحطات التلفزيونية والاذاعية الاميركية.

فبعدما احتلت حرب العراق خلال العام 2007 معدل 15.5% من مجمل مضامين وسائل الاعلام، تراجعت هذه النسبة في الفصل الاخير من السنة الى 9% لتنخفض بعدها في الربع الاول من العام 2008 الى 3.9% بحسب بول هيتلين الخبير في مركز بيو.

وفي المقابل، تزايد الاهتمام بالاقتصاد الاميركي وبمعركة الفوز بترشيح الحزبين الديموقراطي والجمهوري للانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/يناير 2008، ما جعل هذين الموضوعين يتصدران التغطية الاعلامية.

واوضح هيتلين ان موضوع الاقتصاد الاميركي احتل 1.9% من مجمل التغطية العام الماضي غير انه ارتفع خلال السنة الجارية الى 8.2% بين الاول من كانون الثاني/يناير و23 اذار/مارس.
حتى مآسي نجمة موسيقى البوب البريطانية بريتني سبيرز طغت على الحرب في العراق في نهاية العام الماضي على ما اظهر مرصد غوغل لحركة الاطلاع على الاخبار.

وتغير هذا التوجه بصورة موقتة الاسبوع الماضي الذي صادف الذكرى الخامسة لاندلاع حرب العراق التي لا تتمتع بتأييد شعبي حيث نشرت وسائل الاعلام مواضيع قيمت فيها التقدم الذي تحقق اخيرا على الارض.

وكشف تقرير تيندال الذي يقيم التغطية الاعلامية على الشبكات التلفزيونية الثلاث الكبرى ان العراق استحوذ في 19 اذار/مارس على 40% من اجمالي اخبارها.غير ان هذا الاهتمام سرعان ما تلاشى في اسبوع شهد احتداما في المعركة بين هيلاري كلينتون وباراك اوباما للفوز بالترشيح الديموقراطي وتقلبات في وول ستريت.واظهر تقرير نشره مركز بيو في 12 اذار/مارس ان 28% فقط من البالغين الاميركيين كانوا على يقين بان حصيلة القتلى الاميركيين قاربت اربعة الاف قتيل قبل ان تبلغ هذه العتبة الاثنين في حين ان 31% منهم كانوا مطلعين على مستوى مؤشر داو جونز في البورصة.

وعلى سبيل المقارنة كان اكثر من نصف الاميركيين في اب/اغسطس على علم بشكل اجمالي بحصيلة القتلى في العراق ولخص تقرير مركز بيو المسألة ذاكرا انه quot;بموازاة تراجع التغطية الاعلامية للحرب تراجع اهتمام الرأي العام باخبار العراقquot;.

وبرر رون نيسن الخبير الاعلامي في معهد بروكينغز في واشنطن تراجع الاهتمام بنجاح القوات الاميركية في خفض مستوى العنف في العراق ما ادى الى تراجع اعداد القتلى الاميركيين والعراقيين الى المستوى الذي كان عليه عام 2005 بعدما سجل تزايدا في اواخر 2006.

وقال نيسن الذي كان مراسلا لشبكة ان بي سي التلفزيونية وسكرتيرا اعلاميا في البيت الابيض في نهاية حرب فيتنام متحدثا لوكالة فرانس برس quot;قد ابدو متهكما لكن عدم ورود اخبار هو مؤشر لوضع جيد. اعتقد ان هذا ما نشهده الى حد ما في العراقquot;.

لكنه اضاف ان الاهتمام بالعراق تراجع بصورة عامة بعد مضي خمس سنوات مشيرا الى انه وسط السباق الرئاسي وفي غياب احداث يومية ذات وقع كبير فقد quot;حل قدر من المللquot;.

وان كانت الصحف المحلية في جميع انحاء الولايات المتحدة اوردت خبر بلوغ عتبة الاربعة الاف قتيل في العراق وبعضها في صفحاتها الاولى، الا ان رؤساء التحرير يقرون بتراجع التغطية الاعلامية للحرب بالرغم من ان القراء ما زالوا مهتمين بها، موضحين انهم يطلعون عليها على التلفزيون والانترنت.

وقال بيل ماني رئيس تحرير صحيفة quot;ايداهو ستايتسمانquot; ان صحيفته ما زالت تنشر ثلاثة الى خمسة مواضيع عن العراق اسبوعيا ضمن صفحة دوليات داخلية لكنه اعترف بان quot;استخلاصات دراسة مركز بيو تنطبق علينا ايضاquot;.

وكانت الصحيفة ارسلت مراسلا ومصورا الى العراق عام 2003 حين انتشر حوالى الفي عنصر من حرس ايداهو الوطني في العراق غير ان تغطية الحرب تراجعت بعد عودتهم.وقال ماني quot;في مرحلة ما تبدو الامور كلها متساويةquot; فقد طغى على الحرب العراقية انهيار سوق العقارات الذي كانت انعكاساته قوية في ايداهو.واضاف ان التغطية الاعلامية quot;مجرد انعكاس لمشاغل الناسquot;.