أسامة مهدي من لندن : دعا الحزب الشيوعي العراقي الى اطلاق حوار وطني شامل للوصول الى مصالحة وطنية حقيقية مدعومة بحركة اجتماعية ديمقراطية واسعة وجبهة سياسية واجتماعية شاملة تقود العراق الى السلم والأمان والتطور الاجتماعي والاقتصادي وتنفيذ وعود الحكومة بحل الميليشيات وحصر السلاح بيد الدولة.

وقال الحزب في بيان اليوم لمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيسه في 31 اذار (مارس) عام 1934 وارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; ان العراق يمر اليوم بواحدة من اصعب مراحل تطورها واعقدها وتواجه قوى الشعب الوطنية تحديات جسيمة في مقدمتها تمكين الشعب من اعادة الأمن والاستقرار وتأمين شروط ومستلزمات التعجيل بالجلاء التام للقوات الأجنبية وتصفية تركة الاحتلال وتحقيق السيادة والاستقلال الناجزين سيما وقد بدأت هذه الأيام مفاوضات بين العراق والولايات المتحدة لتوقيع اتفاقية هدفها الأساس تنظيم تواجد القوات الأميركية في العراق بعد انتهاء العمل بقرارات مجلس أمن الأمم المتحدة.

واشار الى ان القوى الوطنية العراقية وخاصة المشاركة منها في العملية السياسية تقف اليوم أمام امتحان حاسم لقدرتها على اعادة بناء الدولة العراقية الجديدة على اسس مدنية عصرية ديمقراطية و تجاوز حالة الاستعصاء السياسي والاجتماعي التي تحكمت بالمسيرة السياسية التي دشنها شعبنا منذ سقوط النظام الاستبدادي قبل خمس سنوات ذلك الاستعصاء الذي قادت إليه سياسة المحاصصة المدانة ومحاولات الاستئثار بالسلطة والمكاسب وضعف الثقة الكبير بين الشركاء والفرقاء المنخرطين في هذه العملية. واوضح ان جوانب الخلل والضعف التي تعاني منها العملية السياسية وعدم النجاح في معالجتها حتى الآن وما يترتب عليها من انقسامات واحتقانات سياسية ضارة يلقي بظلاله على الحكومة ويضعف قدرتها في الأداء كما يشجع القوى الخارجية على التمادي في تدخلاتها في شؤون البلاد الداخلية وانتهاك حرمة الوطن وسيادته والعبث بأمنه.

وطالب الحكومة والقوى الوطنية إلى جانب ضرورة مضاعفة الجهود للتعجيل في بناء القدرات العسكرية والأمنية العراقية واستكمال تسليحها وتجهيزها وتدريبها الاسراع في استثمار النجاحات الامنية والعسكرية الهامة ولكن غير النهائية التي شهدها العراق خصوصا منذ اوائل الصيف المنصرم quot;والتي تحققت في معركة الشعب وقواته المسلحة الباسلة ضد تنظيمات القاعدة وفلول الصداميين والارهابيين الآخرين و دعاة الحرب الطائفية، وفي السعي، بموازاة ذلك، لمعافاة الاوضاع السياسية والاجتماعية وتخليصها من ترسبات الحقبة الصدامية الاستبدادية وتركتها الثقيلة وانصاف ضحاياها وحل مشكلة المهجرين والعمل لوضع حد لأية تجاوزات وانتهاكات لحقوق الانسان تقوم بها الاجهزة الأمنية والعسكرية العراقية أو قوات الأحتلالquot;.

واضاف ان ثمة آفة كبرى ذات امتداد ونمو سرطانيين باتت تهدد حاضر البلاد ومستقبل وجودها، تتمثل بالفساد المالي والاداري، والارهاب و توأمه، الذي اورثه للعراق العهد الصدامي البغيض، والذي اتسع وانتشر بشكل مخيف في مفاصل الدولة المختلفة وفي اعلى مراتبها خلال السنوات القليلة الماضية. وطالب في هذا الشان quot; مع الملايين من ابناء شعبنا، الحكومة العراقية بالكف عن حالة الانتظار والترقب، وبالتوجه الجاد و الحازم لتنفيذ الوعود التي اطلقتها عشية العام الحالي باعتبار عام 2008 عام الاعمار ومحاربة الفساد واستئصال شأفته من الدولة والمجتمع، لحماية المال العام وثروات الشعب من عبث العابثين والفاسدينquot;.

واشار الى ان المعاناة التي يواجهها المواطنون تشتد حاليا خصوصا الفقراء والكادحين وعموم ذوي الدخل المحدود منهم، في الحصول على الحد الادنى من الخدمات الاساسية وبما يتناسب مع مداخيلهم، كالماء والكهرباء والوقود والسكن والنقل والخدمات الطبية وغيرها. وطالب الحكومة باتخاذ كل الاجراءات الضرورية للحد من التفاوت المتنامي بين الدخول الشحيحة للمواطنين والارتفاع المستمر في اسعار واجور الخدمات .. مشددا على ضرورة المحافظة على البطاقة التموينية وتحسين مفرداتها وإعادة بناء شبكة الضمانات الاجتماعية على اسس عصرية جديدة علمية ومتطورة.

وقال الحزب الشيوعي انه منذ اللحظات الاولى لولادته حرص على تمثل روح المواطنة العراقية و مباديء الوحدة الوطنية الاصيلة للمواطنين بمختلف انحداراتهم ومعتقداتهم الفكرية والسياسية وتلاوينهم القومية و الدينية و الطائفية، وجسد ذلك بشكل مبدع و خلاق في بنائه التنظيمي الأممي وترجمه في برامجه واهدافه وشعاراته، هذا البناء الذي ظل شامخاً ومتالقا حتى يومنا هذا بكل الوان الطيف الاجتماعي والثقافي العراقي الزاهية حيث ضمت منظماته وماتزال العرب والكرد والتركمان والكلدان الاشوريين السريان والأرمن والصابئة والآزيديين، مثلما ضمت ابناء كل الديانات والطوائف التي يتشكل منها المجتمع العراقي.

واضاف انه على مدى سنوات من تاريخه تصدر الحزب و قاد النضالات الجماهيرية السياسية والاقتصادية و المطلبية وظل حريصا خلال كل الوثبات والهبات والمنازلات الجماهيرية التي شهدها التاريخ المعاصر للعراقيين على التنسيق والتحالف مع القوى الوطنية الديمقراطية وبناء الجبهات الوطنية معها، ايمانا منه باهمية تلك التحالفات وضرورتها لتمكين الشعب بكل طبقاته وفئاته الاجتماعية من تحقيق مطالبه واهدافه الوطنية الديمقراطية العادلة.

واشار الى انه مقابل ذلك وجد اعداء الشعب على اختلاف تلاوينهم في الحزب الشيوعي عدوا خطيراً ونداً عنيداً .. وقال انه لذلك لم يكن مستغربا ما تعرض له الحزب على ايدي الانظمة الدكتاتورية والاستبدادية المتعاقبة من ملاحقات وحملات تصفية شرسة طالت منظماته والآلاف من اعضائه واصدقائه، بضمنهم المئات من قادته وكوادره الميامين: فهد، حازم، صارم، سلام عادل، جمال الحيدري والآلاف من رفاقهم الآخرين. واوضح ان اقسى تلك الحملات واشدها وطأة هي اعدام قادة الحزب وبُناته الشجعان عام 1949 وتلك التي اقترفها انقلابيو شباط الاسود عام 63 و الجرائم الوحشية التي لحقت بالحزب و بالشعب عموما في الحقبة الصدامية الفاشية المقيتة، ولاحقاً على ايدي القوى الارهابية الآثمة.

وشدد الحزب الشيوعي العراقي على انه وهو يحتفل بالذكرى الرابعة والسبعين لتأسيسه يجدد ثقته اللامحدودة بقدرة الشعب وقواه الوطنية والديمقراطية على تجاوز الصعوبات داعيا اياها الى شحذ الهمم والتنظيم وتوسيع نشاطها الجماهيري لتلعب دوراً مؤثراً أكبر في الحياة السياسية والاجتماعية للبلاد.