أسامة العيسة من القدس: يشكل الاعتقال، إلى فترات غير محددة، في السجون الإسرائيلية، بدون تهم أو محاكمة، ما يسميه الحقوقيون كابوسا لمئات من المعتقلين الإداريين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وقررت أسيرة فلسطينية هي نورا الهشلمون (27) عاما، التصدي لهذا النوع من الاعتقال بخوضها إضرابا مفتوحا عن الطعام مستمرا منذ عشرين يوما.

وافاد النائب عيسى قراقع مقرر لجنة الأسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني، أن إضراب الهشلمون المستمر يأتي احتجاجًا على تجديد اعتقالها الإداري للمرة السابعة على التوالي دون أية أسباب منطقية. وأشار قراقع، إلى أن الوضع الصحي للأسيرة الهشلمون أصبح في خطر كبير حيث تناقص وزنها ليصل إلى 46 كغم وهي تعاني من مرض الكلى، وزاد من سوء وضعها الصحي نقلها إلى زنازين العزل في سجن الجلمة، بعيدة عن زميلاتها الأسيرات.

وكانت الأسيرة نورا الهشلمون قد اعتقلت في السادس عشر من تشرين أول عام 2006، وتعتقل إسرائيل أيضا زوجها محمد الهشلمون في سجن مجدو.

وناشد قراقع، كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية ووزارة الأسرى الفلسطينية، التدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسيرة الهشلمون حيث أصبح وضعها الصحي حرجًا، خصوصا وان ظروف احتجازها سيئة للغاية ولا يقدم لها العناية الصحية وأصبحت غير قادرة على الحركة أو النهوض بسبب الإضراب الطويل.

واعتبر قراقع أن الأسيرة الهشلمون تخوض معركة ضد الاعتقال الإداري المحرم قانونيًا والذي يعتبر اعتقالاً تعسفيًا يعاني منه أكثر من ألف أسير وأسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال ويتجدد هذا الاعتقال بشكل مستمر ووفق مزاج المخابرات الإسرائيلية وحسب ما يتم الادعاء بوجود ملف سري ولا تطبق فيه أية إجراءات عادلة في المحاكم.

وقد جدد الاعتقال للمرة الثالثة على التوالي لأكثر من 250 أسير وأسيرة فلسطينية، ولم تأبه حكومة إسرائيل لكل النداءات والمطالب الدولية التي تدعو إلى وقف سياسة الاعتقال الإداري واعتباره اعتقالاً باطلاً ينتهك حقوق الإنسان الأسير.

وتعتبر الهشلمون ثاني أسيرة فلسطينية تفتح معركة الاعتقال الإداري حيث سبق للأسيرة عطاف عليان أن خاضت إضرابا عن الطعام استمر أكثر من 30 يومًا عام 1998 احتجاجاً على اعتقالها الإداري. ويذكر أن 80 أسيرة فلسطينية يقبعن في سجن تلموند للنساء من بينهن 4 أسيرات محتجزات إداريا وهن: سعاد الشيوخي من القدس، والوزيرة السابقة مريم صالح من رام الله، ومنى حسين قعدان من جنين، والأسيرة نورا الهشلمون من الخليل. أما في سجن عزل الرملة فتبع الأسيرة مريم طرابين من أريحا والتي سبق أن أضربت عن الطعام مدة 16 يومًا ضد سياسة العزل الانفرادي.

وأوضح قراقع أنه يوجد في سجن النساء 23 أسيرة من الأمهات من بينهن أسيرتين يحتفظن بأولادهن معهن وهن فاطمة الزق من غزة التي وضعت طفلها يوسف داخل السجن يوم 17/1/2008 والأسيرة خولة محمد زيتاوي التي أنجبت طفلتها غادة والبالغة من العمر سنة ونصف.

وتطالب الهشلمون بإطلاق سراحها لتعود لأطفالها الستة، أو تقديمها للمحاكمة إذا كان لدى المخابرات الإسرائيلية تهما ضدها.

ويذكر أن دولة إسرائيل تطبق قوانين الطوارئ البريطانية التي سنت في فلسطين، خلال الانتداب، ومن بينها الاعتقال الإداري بدون محاكمة أو تهمة.