جنيف: قالت منظمة العفو الدولية (أمنيستي إنترناشيونال) إن سجل حقوق الإنسان في الصين يسير من سيء إلى أسوأ، وليس إلى الأفضل، بسبب الألعاب الأولمبية التي تستضيفها البلاد في شهر آب/أغسطس من هذا العام.
وأضافت المنظمة أن الصين تقمع المتمردين في مسعى منها لإعطاء صورة للعالم قُبيل الألعاب الأولمبية بأن الوضع في البلاد مستقر ومنسجم.
وحثت أمنيستي إنترناشيونال اللجنة الدولية للألعاب الأولمبية وزعماء العالم على رفع أصواتهم احتجاجا على ما يجري من انتهاكات في الصين، بما في ذلك الطريقة التي عالجت بها بكين الاحتجاجات الأخيرة في هضبة التبت.
ويواجه الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش دعوات لمقاطعة حفل افتتاح الألعاب الأولمبية أواخر الصيف المقبل.
فقد جاء في رسالة وجهها 15 سياسيا أميركيا إلى بوش يوم أمس الثلاثاء أنه quot;سيكون من غير المناسب بشكل واضح وجلي أن تحضر الألعاب الأولمبية في الصين، إذا ما أخذنا في الاعتبار الطبيعة القمعية المتزايدة للحكومة الصينية.quot;
وقد أعلن الرئيس الأميركي اعتزامه حضور حفل افتتاح الأولمبياد، إلا أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تؤكد عدم حضورها، ولم يستبعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مقاطعته للحفل.
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي يقوم فيه فريق من اللجنة الدولية للألعاب الأولمبية بزيارة لبكين من أجل تقييم جهوزية واستعداد الصين لاستضافة الألعاب.
ففي تقرير جاء بعنوان quot;الصين: العد العكسي للألعاب الأولمبية، قالت أمنيستي، ومقرها العاصمة البريطانية لندن، إن الألعاب الأولمبية قد أخفقت بأن تكون مجالا محفزا للصينيين لكي يجروا إصلاحات في البلاد.
وجاء في التقرير: quot;ما لم تقدم السلطات الصينية على اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة الوضع، فلن يستطيع أحد ما أن يسخر الألق الإيجابي للألعاب الأولمبية في بكين لإظهار التحسن في مجال حقوق الإنسان في البلاد.quot;
وأضاف التقرير: quot;يتضح الأمر بشكل متزايد أن جزءا كبيرا من موجة القمع الراهنة يحدث ليس بسبب اقتراب دورة الألعاب الأولمبية، بل حقيقة بسبب الألعاب ذاتها.quot;
فما يجري الآن، حسب التقرير، هو استهداف للناشطين والمنشقين كجزء مما يبدو حملة تنظيف تسبق الأولمبياد، إذ أن العديد يُستهدفون في ظل قوانين الاعتقال السارية في البلاد.
وما زال الصحفيون المحليون والأجانب ممنوعين من النقل الحر والأمين لما يجري على أرض الواقع في الصين.
وكانت الصين قد استبقت صدور تقرير أمنيستي إنترناشيونال يوم أمس الثلاثاء بشن هجوم عليه قائلة إن أي محاولة للضغط على بكين من خلال ملف الألعاب الأولمبية ستبوء بالفشل.
وقال جيانج يو، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: quot;إن المنظمة (أمنيستي) تظهر تحيزا ضد الصين، ولذا فلكم أن تتخيلوا أي نوع من التقارير سيصدر عنها.quot;
أما وو هيبنج، المتحدث باسم وزارة الأمن العام الصينية، فقال: quot;إن قوات استقلال التبتquot; تخطط لشن هجمات انتحارية كجزء من انتفاضتها الواسعة النطاق، الأمر الذي حمل مسؤوليته شخصيا للدلاي لاما، الزعيم الروحي للتبت.
يُذكر أن الشعلة الأولمبية كانت قد سُلمت إلى المسؤولين الصينيين في مراسم احتفالية جرى تنظيمها وسط إجراءات أمنية مشددة وبحضور نحو 20 ألف شخص في أستاد في العاصمة اليونانية أثينا في الرابع والعشرين من الشهر الماضي.