دمشق: من المقرر ان تعمل الزيارة المرتقبة التى سيقوم بها لي تشانغ تشون، المسؤول الكبير بالحزب الشيوعي الصيني، الى سوريا على دفع التعاون الثنائي التقليدي والودي بين البلدين.وتلبية لدعوة حزب البعث العربي الاشتراكى، سيقوم لي تشانغ تشون، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بزيارة سوريا خلال الفترة 1 - 3 ابريل القادم ليصبح اكبر مسؤول بالحزب الشيوعي الصيني يزور البلاد خلال السنوات الخمس الاخيرة.

ومنذ اقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الصين وسوريا في اول اغسطس عام 1956، تمتعت الدولتان بتفاهم وتأييد متبادلين على الساحة الدولية.

وتتمسك الحكومة السورية بشكل راسخ بسياسة صين واحدة، معارضة اي محاولة ترمى الى تقويض اعادة توحيد الصين، كما انه لا تربطها اى اتصالات رسمية مع سلطات تايوان.

ومن جانبها، تؤيد الصين سوريا كطرف مهم في عملية سلام الشرق الاوسط للعب دور هام في الشؤون الاقليمية، بالاضافة الى حق سوريا الشرعى فى استعادة سيادتها على مرتفعات جولان المحتلة.

وتتقاسم الدولتان ايضا وجهات نظر متماثلة ازاء قضية حقوق الانسان، وتعارضان بشكل قاطع محاولات بعض الدول الغربية استخدامها كحجة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول النامية.

ومنذ ان خلف بشار الاسد اباه حافظ الاسد ليصبح رئيسا لسوريا في يوليو عام 2000، تطورت الاتصالات رفيعة المستوى بين الجانبين بشكل كبير، اذ تدرج سوريا تنمية شراكة استراتيجية مع الصين كاحدى اولويات علاقاتها الدبلوماسية.

وفي يناير عام 2001، قام هو جين تاو الذى كان حينئذ نائبا لرئيس جمهورية الصين الشعبية، بزيارة الى سوريا فتحت فصلا جديدا في العلاقات الصينية-السورية.

وفي يونيو عام 2004، قام بشار الاسد بالزيارة الاولى الى الصين من قبل رئيس سوري. وخلال بقائه في الصين، وقع الجانبان سلسلة من اتفاقيات التعاون التى عززت العلاقات الثنائية الى مستوى جديد. ومنذ ذلك الوقت، تحافظ الدولتان على تبادلات رفيعة المستوى في كافة المجالات.

وفي عام 2006، اقيمت سلسلة من الانشطة الاحتفالية الخاصة في كل من بكين ودمشق للاحتفال بالذكرى ال50 لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وسوريا.

وفي الوقت نفسه، اولى كلا البلدين اهتماما كبيرا بتعاونهما الاقتصادي والتجاري والذى حقق ايضا نتائج مثمرة.

وفي عام 2007، بلغت قيمة التجارة الثنائية 1.87 مليار دولار امريكي، بزيادة 32.9 بالمائة مقارنة مع عام 2006، حيث وصلت صادرات الصين الى سوريا الى 1.862 مليار دولار بزيادة 37.3 بالمائة عن عام 2006. كما ان الصين هى اكبر مستورد من سوريا.

وقامت الصين وسوريا معا بتعاون فعال في شتى المجالات مثل النفط والكهرباء والنقل والاتصالات.

ونفذت شركات صينية معروفة مثل الشركة الوطنية الصينية للنفط وشركة ((زد تي اى)) وشركة ((هاواى)) مشروعات مهمة في سوريا وتجاوزت مبيعات السيارات الصينية في سوريا عشرة آلاف عربة سنويا.

وعلاوة على ذلك، يجذب معرض كانتون للاستيراد والتصدير المئات من رجال الاعمال السوريين كل سنة ويمكن رؤية شعار quot;صنع في الصينquot; في كل مكان بالسوق السورية.

وفي يونيو عام 2007، اعترفت سوريا رسميا بوضع اقتصاد السوق الكامل للصين خلال اجتماعات الدورة الثالثة للجنة المشتركة الصينية-السورية والتى رفعت التعاون الاقتصادي الثنائي الى مستوى جديد.

وخلال الاجتماعات، اعرب الجانبان عن ثقتهما بأن هناك امكانيات كبيرة للتعاون، آملين في زيادة حجم التجارة الثنائية لثلاثة مليارات دولار خلال السنوات الخمس القادمة مع جهود لتحقيق التوازن في التجارة الثنائية.

والى جانب الروابط السياسية والاقتصادية الوثيقة، تم الارتقاء ايضا بالاتصالات الشعبية الودية بين الصين وسوريا.

ففي عام 2005، وقعت الصين وسوريا اتفاقية سياحية لتصبح سوريا مقصدا سياحيا للشعب الصيني.

يشار الى ان سوريا، وهى دولة هامة على طريق الحرير العريق، تجذب بتاريخها الطويل وثقافتها العميقة ومزاجها المميز والغني المزيد والمزيد من السائحين الصينيين.