واشنطن: عدد جون مكين المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الاميركية قائمة من المشاكل يرثها الرئيس الاميركي القادم عن الرئيس الجمهوري الحالي جورج بوش وقال ان واشنطن بحاجة الى توجه جديد لحل هذه المشاكل.
ولم يذكر مكين بوش بالاسم في الخطاب الذي القاه يوم الخميس في اطار جولة تستمر أسبوعا تحت شعار quot;خدمة أميركاquot; وقال مساعدوه انه لا يحاول ابعاد نفسه عن بوش الذي مازال يتمتع بشعبية بين الجمهوريين في العام الأخير له في الرئاسة.
لكن مكين المرشح الرئاسي الجمهوري بلا منازع بدا كمن يثير بعض التساؤلات عن سياسة بوش والكونجرس الاميركي في السنوات القليلة الماضية.
وقال مكين سناتور أريزونا الجمهوري quot;حتى نبقي على أمتنا مزدهرة وقوية ونامية علينا ان نعيد التفكير ونصلح ونبتكر.quot;
وفي الوقت الذي أصبح فيه مكين المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة التي تجري في نوفمبر تشرين الثاني بلا منافس مازال المرشحان الديمقراطيان السناتور باراك أوباما والسناتور هيلاري كلينتون مشتبكين في صراع ميرر للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة وتمثل الانتخابات الأولية التي تجري يوم 22 ابريل نيسان الجاري في بنسلفانيا نقطة اختبار رئيسية في هذا السباق.
وحقق أوباما سناتور ايلينوي نصرا جديدا حين أعلن أنه جمع أكثر من 40 مليون دولار لحملته خلال شهر مارس اذار اي ضعف ما جمعته كلينتون.
وقال مصدر بحملة كلينتون يوم الخميس انها جمعت في مارس اذار 20 مليون دولار لحملتها. وأضاف المصدر quot;هذا ثاني أفضل شهر فيما يخص جمع التبرعات حتى الآن.quot; وجمعت كلينتون السناتور عن نيويورك 35 مليون دولار في فبراير شباط.
وواصلت الحملة الديمقراطية المحتدمة تحطيم الارقام القياسية الخاصة بجمع التبرعات.
وقالت كلينتون للصحفيين في كاليفورنيا انها ستحصل على أموال كافية لمواصلة سباقها مع أوباما. وأضافت كلينتون quot;كلانا يجمع مبالغ طائلة. لدي ما يكفي من الاموال للمنافسة. السناتور اوباما لديه بوضوح أموال أكثر من كافية للمنافسة.quot;
وحاول هاوارد وولفسون المتحدث باسم كلينتون التهوين من النصر الذي حققه أوباما في جمع الاموال قائلا quot;كنا نعرف انه سيجمع أموالا أكثر مناquot; وأكد ان كلينتون لديها الموارد التي تحتاجها للسباق.
ومن ناحية أخرى أظهر استطلاع للرأي اجرته صحيفة نيويورك تايمز وشبكة تلفزيون (سي.بي.اس.) نيوز أن شعبية أوباما بين الديمقراطيين في الولايات المتحدة تراجعت على مدى الشهر الماضي وان حجم التأييد لاوباما بين الناخبين المشاركين في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي هبط سبع نقاط مئوية الي 62 في المئة منذ الاستطلاع السابق الذي اجري اواخر فبراير شباط.
وكان معظم الانخفاض بين الناخبين من الرجال وذوي الدخول المرتفعة.
ومنذ الاستطلاع السابق يقاوم عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ايلينوي هجمات من منافسته كلينتون عضوة المجلس عن ولاية نيويورك.
وقالت النيويورك تايمز ان التفوق الكبير لاوباما على كلينتون بين الناخبين من الرجال تلاشى أثناء تلك الفترة.
وفي فبراير قال 67 في المئة من الرجال انهم يريدون أن يختار الحزب الديمقراطي اوباما مرشحا له في انتخابات الرئاسة مقارنة مع 28 في المئة لكلينتون. وأظهر الاستطلاع الجديد ان النسبة الان هي 47 في المئة من الرجال يؤيدون اوباما مقارنة مع 42 في المئة يؤيدون كلينتون.
وتقلص تفوق اوباما ايضا بين البيض والناخبين الذين تزيد دخولهم عن 50 ألف دولار سنويا والناخبين الذين تقل اعمارهم عن 45 عاما.
ومع اقتراب الانتخابات التمهيدية التي ستجرى في ولاية بنسلفانيا ظهر تقارب فعلي بين كلينتون واوباما بين الناخبين الديمقراطيين على مستوى الولايات المتحدة.
وأظهر الاستطلاع أن 46 في المئة يريدون ان يكون اوباما مرشحا للحزب مقارنة مع 43 في المئة يفضلون كلينتون.
ويصل هامش الخطأ في الاستطلاع بالزيادة او النقصان الى ثلاث نقاط مئوية.
ويشير الاستطلاع ايضا الى أن مكين المرشح الجمهوري يحقق بعض النجاح فيما تستمر المنافسة الحامية بين المترشحين الديمقراطيين وأنه يحظى الان بتأييد 67 في المئة من الناخبين المشاركين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري مقارنة مع 57 في المئة في فبراير.
وفي اواخر فبراير قبل ان يظفر مكين بترشيح حزبه كان اوباما متفوقا على منافسه الجمهوري بنسبة 50 الي 38 في المئة.
واجرى الاستطلاع بالهاتف في الفترة من 28 مارس اذار حتى الثاني من ابريل وشمل 1196 ناخبا مسجلا بينهم 510 ناخبين يشاركون في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي و323 ناخبا يشاركون في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.
وفي استطلاع منفصل اجرته صحيفة نيويورك تايمز وشبكة تلفزيون (سي.بي.اس.) نيوز قال 81 في المئة من الاميركيين ان الامور تسير في الولايات المتحدة في مسار خاطيء وهي أعلى نسبة من نوعها منذ اوائل التسعينيات.
ويتوجه مكين وكلينتون يوم الجمعة الى ممفيس بولاية تنيسي للمشاركة في الذكرى الاربعين لاغتيال زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج.
وذكرت مصادر ان شبكة (ان.بي.سي) التلفزيونية حاولت جمع المرشحين الثلاثة مكين وأوباما وكلينتون معا يوم الجمعة ليتحدثوا عن كينج بطريقة غير مسيسة. ووافق مكين على ذلك بينما تتواصل الاتصالات بحملة كلينتون. لكن أوباما صرح بأنه مشغول بارتباط مسبق ولن يكون في ممفيس يوم الجمعة.
وقال مكين في خطابه يوم الخميس انه على الولايات المتحدة ان تستعد quot;بشكل أفضل بكثير عما سبقquot; على كل المستويات لترد بسرعة على أي هجوم على غرار هجوم 11 سبتمبر ايلول عام 2001 .
وخاض بوش والديمقراطيون معركة في السنوات القليلة الماضية حول الاموال التي يجب انفاقها على تعزيز الامن الداخلي.
وصرح مكين أيضا بأن الحكومة الاميركية يجب أيضا ان تكون أقدر على التعامل مع الكوارث الطبيعية فيما بدا كانتقاد لرد فعل ادارة بوش للاعصار كاتيرينا والذي تعرض لكثير من الهجوم.
وبينما يقول الديمقراطيون ان انتخاب مكين سيكون بمثابة quot;فترة ثالثة لبوشquot; أوضح المرشح الجمهوري انه يختلف مع بوش في عدد من القضايا مثل قضية التعذيب وارتفاع درجة حرارة الارض كما أوضح انه يخوض انتخابات الرئاسة الاميركية ببرنامجه الخاص لا ببرنامج بوش.
اما بشأن العراق والتجارة وقضايا أخرى فيصعب التفريق بين سياسة مكين وبوش.
ودعا مكين الى مراجعة شاملة للدفاع والامن القومي الاميركي وقال في اشارة الى الخطر الذي يمثله المتطرفون الاسلاميون quot;حتى ندافع عن أنفسنا علينا نفعل كل شيء بشكل أفضل وبشكل أذكى عما فعلنا من قبل.quot;
وأضاف quot;علينا ان نعيد التفكير ونجدد ونعيد بناء هيكل ومهمة جيشنا وقدرات وكالات المخابرات وتطبيق القانون وأهداف تحالفاتنا والمدى الذي تصل اليه دبلوماسيتنا.quot;