الصفقة السورية الدولية لم تنضج ظروفها بعد

الصدّيق يظهر في مقابلة مع quot;السياسةquot; الكويتية

دمشق: سلم عمر وعماد الصديق شقيقا محمد زهير الصديق القنصل الفرنسي في دمشق طلبا بالكشف عن مصير شقيقهما وعن مصير ولديه وزوجته اللبنانية التي قالا إنها quot;تمت بصلة قرابة للوزير والشخصية البارزة في قوى 14 آذار مروان حمادةquot;. واثر خروجهما من مبنى السفارة الفرنسية في دمشق اليوم، امطرهما الصحافيون بوابل من الاسئلة من كل نوع.

وقال عماد الشقيق الاصغر إن القنصل وعده بالرد بأسرع وقت ممكن على أسئلته: quot;هل مازال زهير في فرنسا أم غادرها ؟ وإذا غادرها فإلى أين ؟ وهل غادرها طوعاً أم أنه خطف دون علم فرنسا؟quot;.

وأضاف عماد الصديق متحدثاً باسم أسرته وبكثير من الجدية أن كلام وزير خارجية فرنسا برنارد كوشنير عن عدم علم فرنسا بتحركات شقيقه ، لايقنعه ، مقرراً أنه : quot;إذا كان أخي متهماً فيجب سجنه ، وإذا كان شاهداً فيجب حمايتهquot;.

واتهم عماد الصديق في تصريحه أطرافا لبنانية quot;مناهضة لسوريةquot; بخطف شقيقه quot;لأن الأخير يملك معلوماتquot; تضر بهم.

أما عمر، الشقيق الأكبر، فقد قال إن زهير اتصل بأسرته لآخر مرة عبر الهاتف قبل 7 أشهر، وعبر شبكة الانترنت قبل شهرين، وأنه كان يشعر بالخوف ويتحدث عن أنه مراقب ومعرض لمحاولات الاغتيال.

وتساءل عمر الصديق عن سر امتلاك شقيقه للمال وquot;هو العاطل عن العمل، وعن صدقية تمتعه بعلاقات مع كبار السياسيين وهو الذي فشل في اتمام الدراسة الابتدائية في احدى مدارس دمشقquot;.

ولم يتردد الأخوان في اتهام شقيقهم الذي جلب لهم الأضواء والكثير من التساؤلات بـ quot;الكذبquot;، فهما يؤكدان أن محمد زهير الصديق كان في دمشق يوم 14 آذار/ مارس 2005 بينما يؤكد هو أنه كان في ذلك اليوم الذي قتل فيه رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، في بيروت وفي موقع الجريمة حتى ما قبل وقوعها بنصف ساعة.

والحقيقة أن تساؤلات الأخوين صديق عن مصير شقيقهم تهم الكثيرين، وإن لأسباب أخرى غير الأسباب الانسانية التي شددا عليها مراراً أمام الصحافيين.

كثيرون يتساءلون هل أخفى محمد زهير الصديق نفسه، أم أن أحداً أخفاه؟ وهل من أخفاه يريد له الحماية ليستخدمه في الوقت المناسب؟ أم يريد إسكاته ومنعه من الكلام؟

تاريخ الرجل شديد الغموض ويترك المجال واسعاً لكل التكهنات ، تكهنات تتراوح بين من يدرج عملية اختفائه في اطار عملية حماية الشهود ، وبين من يدرجها تحت عنوان تصفية الشهود.

فالصديق عرف لأول مرة في قضية إغتيال الحريري، وقدم شهادة للقاضي الألماني المحقق دتليف ميليس أكد فيها أنه كان ضابطا مهما في الاستخبارات العسكرية السورية العاملة في لبنان قبل 14/2/2005 وأنه بهذه الصفة يشهد بوجود تورط سوري عالي المستوى في اتخاذ قرار إغتيال الحريري، ووجود تورط لبناني عالي المستوى -في فترة رئاسة الرئيس السابق ايميل لحود - في تنفيذ القرار.

بهذه الشهادة بات ينظر إلى الصديق على أنه الشاهد الرئيسي لاثبات من قتل الحريري. بتصريحات لاحقة له نفى فيها صحة كل ما قال وبات متهماً بشهادة الزور، وبتناقضات أخرى اصبح البعض يطالب بمحاكمته كمشتبه به في المشاركة في الاغتيال.